
الطلاق تعني انفصال الزوجين بعد أن عاشا حياة مشتركة لحقبة من الزمن، عملية الطلاق لم تكن سهلة للزوجين وتترك آثار سلبية على المرأة والرجل، بدول الشرق الاوسط، تكون قضية الأطفال عند الرجل، ويتم حرمان المرأة من رؤية اطفالها، وفي دول الغرب العكس هو صحيح الحضانة وإن كانت مشتركة، لكنها للمرأة.
الآثارالنفسية للطلاق على المرأة بالشرق الأوسط وللرجل المطلق أو المطرود من قبل زوجته بالغرب، الأطفال بالغرب عند المرأة، هناك تبادل أدوار، المرأة بالشرق الأوسط تكون متضررة، والرجل بالغرب يكون متضرر حاله حال المرأة بدول الشرق الاوسط، لذلك الطلاق للمرأة بالشرق الأوسط وللرجل المسلم والعربي المقيم بالمغرب متشابهة كثيرا، من أبرز الآثار السلبية للطلاق، الشعور بالاكتئاب، بسبب حرمانهم من رؤية أطفالهم في الكثير من الحالات، ربما المطلقين الأوروبيين بينهم تفاهم، تسمح المرأة المطلقة أو الصديقة المنفصلة عن الزوج أو الصديق في أخذ الأطفال يوم السبت والأحد من كل اسبوع، بدون مشاكل، واحترام متبادل، لكن غالبية العرب والمسلمين المطلقين في أوروبا يفتري بعضهم على البعض الآخر لكي تمنع المطلقة العربية والمسلمة طليقها من رؤية الأطفال، هذا الكلام لا يشمل الكل، إنما يشمل جزء كبير للأسف.
تجارب الزواج والطلاق، تعطي انطباع وشعور بعدم الثقة بالزواج المستقبلي، بسبب فشل تجربة الزواج الأول بعد الطلاق، هناك آثار سلبية يتحملها الأطفال بسبب الطلاق.
في الديانة المسيحية، لايوجد طلاق، وإنما زواج دائمي مجحف حتى وأن كان أحد الزوجين سيء الاطباع، وهذا بحد ذاته ظلم واجحاف، فقد ذكر البابا شنودة بابا المسيح الشرقيين الأقباط، أنه لا يوجد طلاق في المسيحية مثل الإسلام لكن هناك ما يسمى التطليق، والتطليق هنا بمعنى الفصل بين الزوجين ويكون ذلك بناء على حكم محكمة بعد أن أقرت الكنيسة أسباب هذا الطلاق، وقد ذكر الطلاق في الكتاب المقدس إن من طلق امرأته إلا لعلّة الزنا، يجعلها تزني، ومن يتزوج مطلّقة فانه يزني” [31-32.
جميع الأديان السماوية قد شرعت الطلق وفق شروط، والذي يتفحص أسباب الطلاق في الديانات السماوية الثلاث، يجد وجود طلاق مع اختلاف في الأسباب والآثار المترتبة على الطلاق من ديانة لأخرى.
الديانة اليهودية لديهم طلاق ويكون الطلاق بيد الزوج بشكل خاص، ومن حقه يطلق بوجود سبب أو عدم وجود سبب، ولكن المرأة المطلقة أو الأرملة لا يحق لها الزواج مرة أخرى.
الديانة الإسلامية تختلف عن سائر الديانات الاخرى، رب العالمين نزل قرآن على رسول الله محمد ص، القرآن يضم آيات مفصلة لشريعة كاملة للبشر، تبدأ من القراءة والزواج والطلاق وتوزيع الارث، والقصاص، والبر والتقوى ومساعدة الناس، وبين أحكام الجباية وتوزيع الاموال، الإسلام أعطى قواعد في أحكام القسمة والتجارة والكسب، وضع شروط للعلاقات الجنسية، علم الناس كيف يأكلون، وكيف يتحدثون، ونهى عن الكلام بصوت عالي، ورحم الله عالم اللاهوت الدنماركي بدرسن مؤلف كتاب علي ومعاوية، هذا العالم اللاهوتي مسيحي لكنه أنصف الإسلام ونبي الإسلام وأهل بيته أكثر من المسلمين، هذا العالم اللاهوتي قال أن الكتاب الذي جاء به محمد من ربه و قاتل على تأويله ابن عمه ووصيه علي بن ابي طالب، يحتوي على نصوص قرآنية تستحق أن توضع في دساتير الأمم البشرية لما تحتويه من قوانين عدالة اجتماعية،ومساواة، لذلك ورد حديث عن رسول الله محمد ص أبغض الحلال إلى الله الطلاق، رغم حلاله لكن الله عز وجل يبغضه، ويفترض في المسلم الملتزم أن يضع بحساباته رغم حلية الطلاق لكن الله الذي خلقه يبغض هذا الحلال، بسبب ترتب آثار سلبية على العائلة والأطفال.
الديانة اليهودية اشترطت بالطلاق التراضي بين الزوجين والإتفاق على الطلاق فيما بينهما، بعدها يقف الزوجين أمام الحاخام اليهودي، لكي يكملا إجراءات الطلاق، ويعلن الحاخام ان الانفصال بين الزوجين قد حدث فعلا، ويقوم الزوجين في التوقيع على وثيقة الطلاق، ويعلن الحاخام أن هذه الزوجة أصبحت متاحة للزواج من شخص آخر، وتحرم اليهودية أن يعود الزوج الى طليقته بعد أن تطلق مرة أخرى او يتوفى زوجها الثاني، وقد ذكر ذلك في سفر التثنية الإصحاح 24 .
وفق الديانة اليهودية، يحق للمرأة أن تطلب الطلاق من المحكمة لظروف خاصة بزواجها مثل،عجز الزوج جنسياً، مرض الزوج مرض مزمن.
عمل الزوج عمل غير مشرف، المعاملة السيئة، تغيير الديانة، الأخلاق السيئة.
رفض الزوج أن يعيل زوجته.
رغم عدم وجود نص لدى الديانة المسيحية بالطلاق، لكن المذاهب والمدارس الفكرية المسيحية، بعضها اجازت الطلاق لوجود أسباب، مثل المرض، والهجر، والعقم، والخروج عن الديانة أو ترك مذهب مسيحي واعتناق مذهب مسيحي آخر، في المسيحية الكاثوليكية، الطلاق يتم في حالة خيانة الزوج أو مرض الزوج أو الزوجة أو الهجر لفترة طويلة أو السجن أو الرهبنة أو المرض العقلي أو الخروج من الديانة.
الديانة الإسلامية وضعت تشريعات، وقد وردت آيات في القرآن الكريم،
لقد عرف الإسلام الطلاق في القرآن الكريم حيث قال تعالى في كتابه الحكيم{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}. سورة الطلاق 1-7.
اباح الإسلام الطلاق لكن جعله الله عز وجل أبغض الحلال لما فيه من تدمير الأسرة وتشرد الأطفال، الإسلام احل الطلاق، والطلاق في الإسلام ثلاث، فقد أحل الله تعالى للزوج ان يرجع زوجته في العدة حيث انزل الله تعالى {الطلاق مرتان} فقدره بالثلاث.
أيضا رب العالمين أعطى قاعدة انسانية للإنسان المسلم، قاعدة سلوكية، تدل على عظمة الإسلام، وسموه، والمبادئ التي يتبناها، هذه القاعدة الاخلاقية ذكرها الله عز وجل بهذه الآية القرآنية المباركة {ولا تنسوا الفضل بينكم}، وهذه الآية الكريمة جاءت في سياق آيات الطلاق في سورة البقرة، يقول ربنا تبارك وتعالى، {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.
والمعنى: أن الله تعالى يأمر من جمعتهم علاقة من أقدس العلاقات الإنسانية، وهي علاقة الزواج أن لا ينسوا، في غمرة التأثر بهذا الفراق والانفصال ما بينهم من سابق العشرة، والمودة والرحمة، والمعاملة.
الديانة الإسلامية سمحت بالطلاق رغم انه ابغض الحلال، وعلى الزوج اذا طلق يدفع المؤخر والذي يسمى في الغايب.
القرآن نزل على مجتمع بدوي أمي جاهل، وضع قواعد الزواج والطلاق، أيضا أشار الله عز وجل في أية أخرى حددت القيم الاخلاقية والسلوكية، ولاتنسوا الفضل بينكم، هذه الآية هي بمثابة قاعدة لتشريع قوانين يلزم الزوج الذي تعيش معه زوجته ثلاثين عاما، ويعملا مع بعض، وتكون لديهم ثروة وأموال واملاك في إعطاء الزوجة المطلقة ليس مبلغ المهر المؤخر أو الغائب فقط وإنما وفق الآية ولا تنسوا الفضل بينكم، فهذه الآية تلزم الزوج رغم أنفه في دفع جزء من الأموال والاملاك للزوجة وليس مبلغ المؤخر الغائب فقط، ربما الاخوة المؤمنون كلامي هذا لايعجبهم، ويقولون إلى كاتب السطور انت رجل أفكارك يسارية شعندك مدخل نفسك في قضايا تشريع الاسلام، للحق أن الإسلام كشريعة دين عظيم، وأن الشريعة الحقة الصحيحة موجودة في مذهب الشيعة، هؤلاء يفهمون الشريعة من منبعه الأصلي من محمد ص وال بيته الأطهار الكرام، الفقه السني أعطى الحق للزوج يطلق زوجته ثلاث مرات بجلسة واحدة، بينما لدى الشيعة تعتبر الثلاث طلقات طلقة واحدة وايضا ضمن شروط منها الزوجة لابد أن يتم ذلك وهي على طهور، وأن لايكون الزوج سكران أو عصبي، أو متهستر وأصبح ارعن أحمق مخبول، يتم الطلاق مرتين وبحضور شهود وفي كامل القوى العقلية، عند التطليق الثاني لايحق للزوج ان يرجعها إلى أن ينكحها رجل آخر، لأن الطلاق ليس لعبة، ولاهواية جمع طوابع، المتزوج عليه أن يحترم زوجته وليس في كل مشكلة بسيطة الأخ ينعق طالق طالق طالق.
في أوروبا بظل النظام العلماني، أصبح الزواج والطلاق في البلديات، والقانون ينص يتقاسم الزوجين الأموال والأثاث بالتساوي، الحضانة مشتركة، في عطلة نهاية الأسبوع يكون الأطفال لدى الأب، وايضا القانون يلزم الزوج أن يدفع نفقة لكل طفل، الشغلة مو سالفة لعب، بل حتى رجال الدين المسيح في الكنيسة يعملون الطلاق، بل في أوروبا الشغلة زادت أكثر أصبح يعقدون لزواج المثليين، لذلك الأمور بالغرب تغيرت، وأصبحت الكنيسة تعمل عقود الزواج والطلاق بشكل جدا طبيعي بما فيما عقد زواج المثليين.