شؤون اقليمية

هدأت السفيرة الأميركية رومانوسكي لكن حربها الناعمة لم تهدأ

بقلم : حازم أحمد فضالة

تباطأت تغريدات السفيرة الأميركية في العراق (ألينا رومانوسكي)؛ إذ غرَّدَت بتاريخ (25-كانون الأول-2022)، ثم في (1-كانون الثاني-2023)، كانت تغريداتها بمناسبة ميلاد المسيح، ومِن ثَمَّ رأس السنة الميلادية، ربما ذهبت للاحتفال مع أهلها في (بيت التعايش)، لكن! حربها الناعمة لم تهدأ، فهي تؤسس مشروعها الثقافي التخريبي الذي تقوده منظمة (USAID)، المرتبطة بدورها بالمنظمة الأميركية الكبرى (الصندوق الوطني للديمقراطية).

 

إنَّ عقيدة التكنولوجيا السياسية (Political Technology)، هي التي تُدير أفكار وزارة الخارجية الأميركية، إذ تؤكد وزارة الخارجية الأميركية دومًا مصطلحاتٍ نحو: المجتمع المدني، منظمات المجتمع المدني، بيت التعايش السلمي، المجتمع الدولي… وتدير بذلك شبكات واسعة منظمة من الشبّان والشابات في الدولة المستهدَفة، تعمل الجماعات في وسائل التواصل الاجتماعي، وتربطها مراكز لتوجيه نشر الثقافة السياسية الأميركية، وطريقة الحياة الأميركية.

 

ستركز أميركا هذا العام تركيزًا عاليًا دقيقًا مكثفًا على (الحرب الناعمة)، وتخصص كثيرًا من الموارد اللوجستية والبشرية الفائضة من (الحرب العسكرية) التي أخفقت بها وصارت عبءًا مركومًا؛ وتهيئها لقنوات الحرب الناعمة ومراكزها، وتستفيد من الدبلوماسية الشعبية التي تُصنِّعها في سفاراتها وقنصلياتها، وتعبئ الشبان والشابات والمنظمات (أدوات الحرب الناعمة)، بالأساليب والبرامج التركيبية نحو: تنظيم الاحتجاجات، شعارات الإصلاح، حقوق المرأة، المجتمع المدني، رَبْك السلطة… وهذه الأساليب تبلغ (198) أسلوبًا (*)

 

العراق

نعتقد أنَّ أميركا في العراق، بعد خسارتها جنديها مصطفى الكاظمي الذي يمثل (أداة التكنولوجيا السياسية)؛ قررت تغيير قواعد اللعبة، وانتقلت إلى إدارة الصراع بتغيير كتلة اللاعبين، والانتقال من رأس الهرم (رئيس الوزراء) إلى القاعدة (الجمهور) ليدير لها الحرب، وهذه هي الإستراتيجية الأميركية في العراق الآن.

 

روسيا

تمارس أميركا حربها الناعمة -كما هو معلوم- على روسيا والصين وإيران، إذ كانت روسيا قد منعت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) من العمل في روسيا الاتحادية، ومنعت كل منظمة مرتبطة بها، حتى أنها شرعت (قانون المنظمات غير التجارية)؛ من أجل محاسبة المنظمات المرتبطة بالغرب؛ منذ عام (2012) فصعودًا.

 

الصين

جمهورية الصين الشعبية بدورها، تبنَّت توجيهًا للتنمية الثقافية لتعزيز القوة الناعمة؛ إذ وقَّعَت الصين (وثيقة الأمن الثقافي الوطني) التي أقرَّها الحزب الشيوعي الحاكم، من أجل مواجهة تحديات الثقافة والأيديولوجيا الدولية المعادية، ولحماية القوة الثقافية الصينية، وهذا ما نشرته وكالة أنباء الصين بتاريخ: 19-تشرين الثاني-2011.

 

إيران

كان الإمام الخميني (رضوان الله عليه)، أول من حذَّرَ من (الغزو الثقافي) وخطورته على الدول والشعوب الإسلامية والمستضعفة؛ منذ فجر الثورة الإسلامية، وكتب بعده الإمام الخامنئي (دام ظله)، كُتبًا في هذا العنوان نحو: (الغزو الثقافي والتبادل الثقافي)، (الثورة الإسلامية والغزو الثقافي)، ويرفع درجة التحذير من الغزو الثقافي والحرب الناعمة؛ أكثر من أي تحذير آخر.

 

التوصيات للدولة العراقية والمقاومة:

 

1- تأليف منهج عن الحرب الناعمة والغزو الثقافي، ليُدرَّس في المدارس والجامعات، بحسب المرحلة في المؤسسة التربوية والتعليمية.

 

2- تأسيس (معهد دراسة الحرب التركيبية)، لأنَّ مصطلح (الحرب التركيبية) يشمل الحرب الصلبة (العسكرية)، والحرب الناعمة بتفاصيلها وأنواعها: الثقافية والسياسية والاقتصادية والتكنولوجية وغيرها، ليُدرَّس في هذا المعهد ماهية الحرب التركيبية، وأساليبها، وصناعتها، (الأسس النظرية والعملية التطبيقية).

 

3- تخصيص برنامج، أو ندوات لتثقيف المجتمع بمفهومات مثل: الحرب التركيبية، الغزو الثقافي، الحرب الناعمة، القوة الناعمة.

 

4- إعادة تقويم الخلفية الأمنية للمنظمات غير الحكومية في العراق، ومراقبة مصادر تمويلها، ومنع ارتباطها بالمنظمة الأميركية (USAID) للتجسس والتخريب، ومنع ارتباطها بأي منظمة غربية تجسسية.

انتهى

……………………..

*كتاب (الكفاح السلمي – 50 نقطة حاسمة)، نشره معهد السلام الأميركي (USIP) عام 2006.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى