
في خطاب له قبل عدة أشهر في خضم الحرب الإسرائيلية مع جبهة المقاومة، (ان هذه الحرب هي حرب من يصرخ اولا ، ونحن لن نصرخ اولا،… وستسمعون صراخ إسرائيل ) حتى بات الصراخ عنوانا ومعيارا للنصر او الهزيمة، وكما صرخت إسرائيل في حربها مع حزب الله وتوسلت الحل والهدنة، فان أمريكا الداعم الأساسي والحاضن الرئيسي لإسرائيل هي التي عبرت عن صراخ إسرائيل هذه المرة فاصرت على ايقافها باي ثمن، ورغم تصريحات نتنياهو بأن الحرب لم تنتهي، الا ان ترمب في اجابته على سؤال لاحد الصحفيين اليوم ، هل انتهت الحرب؟ فاجاب بأنها انتهت، انتهت، انتهت،هذا الجواب يعبر عن اصرار أمريكي على ايقافها باي ثمن، فما هي الأسباب؟
1.الصمود الاسطوري للمقاومة في مواجهة القوات الإسرائيلية اذ ادخلتها في حرب استنزاف لانهاية واضحة لها، وكبدتها خسائرة متواصلة انهكت الجيش الذي لايقهر.
2.غضب الرأي العام العالمي وازدياد العداء والبغض لإسرائيل بشكل غير مسبوق، وتراجع سمعة أمريكا في العالم بشكل حاد بوصفها الداعم للجرائم ضد الإنسانية والابادة الجماعية، وما حدث خلال لعبة النرويج وإسرائيل دليل كبير على ذلك
3.استنزاف الحرب في غزة للاقتصاد الأمريكي بسبب حجم المساعدات العسكرية من طائرات وصواريخ ومضادات أرضية وذخيرة إضافة للمساعدات الاقتصادية الباذخة من قبل ترمب لإسرائيل لأجل استمرار زخم الحرب في ظل تراجع الاقتصاد الأمريكي المتضخم اساسا إذ بلغ حجم الديون الخارجية نسبا غير مسبوقة تاريخيا.
4.التحديات العسكرية والاقتصادية الروسية والصينية والايرانية، والنفوذ المتنامي لهذه الدول في العالم، والتعاون العسكري والاقتصادي فيما بينها، وتنامي مطالب دول العالم للانضمام لهذا المحور العالمي كالهند مؤخرا وتنامي التحديات من دول كثيرة للتهديدات الأمريكية كفنزويلا، الأمر الذي استلزم التفرغ لهذه التحديات وعدم الانشغال بغيرها باعتبارها الأولوية في الوقت الحالي
5.الاتفاق السعودي الباكستاني اشعر واشنطن بأن مناطق تواجدها ونفوذها الحيوي، مثل دول الخليج قد يفلت من يدها في ظل تخبط ترمب في سياسته وشعور دول الخليج بعد الضربة الإسرائيلية لقطر بأن أمريكا لاتحمي أصدقائها، لذلك تريد أمريكا اعادة الثقة مجددا بإيقاف الحرب وطمئنة مخاوف هذه الدول.
13/10/2025