لم ينحصر صراع المحور الايراني مع المحور الصهيو امريكي بالميادين والعمليات العسكرية فحسب؛ بل سرى الصراع إلى كافة الجوانب السياسية والأمنية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية .
في سنة ٢٠١٩م ألقى رئيس كيان الإحتلال الإسرائيلي خطاباً إتهم فيه إيران بأن لديها منشآت نووية سرية ،وأنه تم العثور على جزيئات تتجاوز نسبة تخصيب اليورانيوم فيها على ٨٣.٧% ،وليس هذا فحسب بل أنها زادت من نسبة المخزون من اليورانيوم المخصب بكميات كبيرة تصل إلى ( ٤٧٤٤.٥) كيلو غرام ،وهي على بعد مسافة قليلة لإنتاج القنبلة النووية .!!!
هذه الإتهامات الإسرائيلية وجدت لها مستقراً في خلد المجموعة الغربية ( أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا)،وحثوا بخبث وكالة الطاقة النووية الدولية إلى استصدار قرار نكاية بإيران وتطبيقاً لممارسة سياسة الضغوط القصوى عليها.
وانطلقت الإمبراطوريات الإعلامية تردد تلك المعلومات الاستخباراتية ( الإشاعات) ،وخلقوا فضاءً إعلامياً كبيراً ضد إيران قبل أن يستمعوا إليها.
واثاروا الغبار الإعلامي في عثورهم على جزيئة يورانيوم واحدة لا ترى حتى بالمجهر .نعم جزيئة واحدة لا تشاهد حتى بالمجهر وفقاً لما قاله محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية في إيران.
وقد وصلت المكائد المدبرة في توزيع الأدوار واستغلال المناسبات ان يعرب مدير ال(سي آي أيه) وليام بيرنز عن قلقه حيال البرنامج النووي الإيراني ،وقال( ان إيران لاتحتاج سوى بضعة أسابيع لبلوغ نسبة ٩٠% من التخصيب) وهي النسبة الكافية لصنع قنبلة نووية.
وتساوقاً مع ما قاله مدير السي آي أيه ؛ إدعى وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية كولن كال بأن إيران على بعد (١٢)يوماً فقط من صنع السلاح النووي!!!.
وانساق مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي وراء الشائعات ،وقال حينها أن ( مجرد أسابيع قليلة فقط تفصل إيران عن صنع السلاح النووي).
لقد كان بعضهم لبعض ظهيراً في مزاعمهم ضد إيران حتى قبل أن يستمعوا لتفسيرها من الناحية الفنية والتقنية .
إنّ إيران تعاونت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعقدت لقاءات وحوارات مع مدير الوكالة وممثليها واجروا جولات ميدانية للمواقع المختلفة .
لقد نصبت كاميرات رقمية ذكية ومتطورة في منشآت إيران، وبإمكانها أن ترصد حتى طيران البعوضة وطنينها ،ويمكن التحكم بها من غرفة التحكم أو الكنترول الريسي ،وترسل انذار ومتابعة وفيها حساسات تعتمد على الأشعة و..و..الخ .كل ذلك من أجل ابداء حسن النية، والتعاون الشفاف مع الوكالة الدولية ،لكن يبدو أن بعض الدول تحاول تمرير سياساتها على هذه الوكالة وحكّامها.
لقد ردّت منظمة الطاقة النووية الإيرانية على الشائعات بأن إيران ليس لديها اي نشاط نووي سري ،وأن الإدعاءات بشأن وجود مواقع نووية سرية هي عبارة عن مزاعم كاذبة وحراك سياسي لمواصلة الضغوط القصوى على إيران .
وبعد إجراء فريق الوكالة الدولية جولات ميدانية ،لم يعثروا على تخصيب مقصود يتعدى نسبة ٨٠%، سيما وان كاميرات الرقابة قد تم تثبيتها على جهاز القياس على خطي التخصيب والتدفق، ولم تشر تسجيلات الرقابة بتواريخها المثبتة عن خروج إيران عن الحدود المقررة ،كما أن الجزيئات أو الجزيئة المخصبة قد تحصل تقنياً من النقل أو عن تراكم غير مقصود، وصعوبات في تقنيات أجهزة الطرد المركزي بحسب ما ذكرت بعض الوكالات .
لقد أغلقت المنظمة الدولية للطاقة الذرية باب التحقيق في تلك المزاعم التي أطلقها نتن ياهو رئيس حكومة الإحتلال الإسرائيلي، لأنّ إيران قدمت روايتها الصادقة و الموثوقة ،وأوصدت الباب بقوة في وجه المزاعم الصهيونية ( وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال).