شؤون اقليمية

إسلامية فلسطين

بقلم : الاستاذ رزاق كشيش الغزي

يوم بعد يوم وحدث يتبع حدث ومثال يعزز مثال ، يتبين للجميع بشكل واضح وجلي ان طرفي الصراع الاسرائيلي الفلسطيني هو صراع اسلامي يهودي وليس صراعا عربي اسرائيلي كما كان يود الجميع ذلك سواء الامريكان ام الاتحاد الاوربي او حتى الاسرائيليين انفسهم .

ان القضية الفلسطينية كانت وستبقى الى ان يخرج اخر مستوطن اسرائيلي فيها هي معركة الاسلام الكبرى وهوية وجودهم وعلة صراعهم ومواجهتهم الازلية على مر العصور.

لقد كانت منازلة حماس الاخيره هي الانطلاقه الكبرى لمنازلة محور المقاومة الاسلامي ضد اسرائيل وجميع مؤيديها بما فيهم العرب المطبعين ، وهذا ما ظهر واضحا في مواقفهم وبياناتهم وسكوت بعضهم!!!!!!

منذ اكثر من سبعين سنة وكل الدوائر الدولية المؤيدة لاسرائيل تحاول ان تضع الصراع بمحيطه العربي  الاسرائيلي ولكنهم فشلوا في ذلك فلا العرب استطاعوا ان يحققوا لقضيتهم انتصارا واحدا ولم يستطيعوا ان يبرهنوا لشعوبهم قبل الفلسطينيين انهم قادرين على المواجهه ولا الاسرائيليون  ومن خلفهم استطاعوا ان يمكنوا شركائهم من المواصله وان يمنحوهم على الاقل انتصارا وهميا كي يبقوا الصراع في الدائرة القوميه بدل ان ينجر الى حقيقته الي لا يمكن تغييرها وهو الصراع الاكثر ثباتا واكثر تناغما مع ايقاع الشعوب الاسلامية.

لقد نجحت ايران نجاحا كبيرا في اعادة الصراع الى نصابه واستطاعت ان تتحلى بالصبر والمطاولة وتاكيد الخطاب الاسلامي وكان صبرها عجيبا في التغاضي عن الخطاب الطائفي والعروبي والقومي ولم تتراجع في الدعم والتوجيه والارشاد والتدريب .

واعتقد ان ما بعد خروج العرب من قضيتهم الكبرى وهي قضية فلسطين فان القضية اصبحت اسلامية خالصه ولا يحق للعرب ولا لجامعتها بل ولا للسلطة الفلسطينية ولفتح الاجتماع والتفاوض مرة اخرى وان الدول التي ستفاوض الغرب واسرائيل هي الدول ذات المشروع الاسلامي فقط ويتنازع على الريادة وتصدر المشهد الجهمهورية الاسلامية وحلفائها ( الشيعة ) من دول الممانعة والمقاومه وتركيا فقط كدولة سنية وحيده وان المتابع لخطاب اوردغان التوفيقي يدرك بما لا يقبل الشك وضوح التراجع عن التصدي والمواجهه.

لقد بات جليا للجميع ان الانتصار الحقيقي هو ظهور الاجماع الاسلامي الشعبي وانحسار الاجماع العربي وتراجع المفاوض العربي بل وفشله النهائي وتصدي المفاوض الاسلامي وهكذا فان الصراع سيعود الى نصابه الحقيق والتاريخي والعقائدي وان القدس ليست قبلة عربية بل قبلة اسلامية خالصة .

من جانب اخر فان الشيعة برهنوا بما لا يقل الشك انهم الممثلون الحقيقين للاسلام بما يمتلكون من تربية اممية تتجاوز القومية والوطنيه وان الجامع الاساسي هو انتمائهم الاسلامي وقد برهنوا على ذلك باكثر من مناسبة وفرصة فالكردي الشيعي لا يعيش قضية الاكراد كما يعيشها الكردي السني وكذلك التركماني الشيعي او الاذري او العربي بل هم يعيشون الاسلام ويتحيزون  له ويموتون من اجله فها هي حماس التي اخذت كل حبهم وعواطفهم وتفاعلهم في عملياتها الاخيره فهي نفسها حماس التي اقامت مإتما لصدام ومجلس عزاء للزرقاوي وفجروا انفسهم في العراق وسوريا بل وتفاعلوا مع داعش والقاعدة وغيرها وبالرغم من كل ذلك والشيعة في كل العالم يقفون بالدور بانتظار فرصة للاستشهاد في فلسطين والحرب الى جانب حماس والجهاد والقسام!!!!!!

انها اسلامية القضية وخلاصة الصراع وعقائدية الرساله وستبقى  فلسطين والقدس نبض الاسلاميين الذين يتنفسون الاسلام منهجا وسلوكا وتاريخا وقدرا خالدا الى ان تقوم الساعه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى