شؤون اقليميةمقالات

موازين القوى في فلسطين بين وهم السنة وحقيقة الشيعة !

غيث العبيدي !

يبدوا أن العالم السني كان قد عزم الأمر على أن يكون مطمئنا ، أو يوهم نفسه بذلك ، وحصل عليه عندما رأى السعودية تسوق نفسها على أنها تاجر الامل ، والزعيم الاول للعالمين العربي والإسلامي ، تبعا لمكانتها الدينية ، واعلان العداء بين الحين والآخر لإسرائيل، فما كان لهم “أي السنة ” إلا أن يركضون خلفها بلا وعي ، ليؤيدون ما تؤيد ، ويرفضون ما ترفض، حتى جرت العادة على انهم غضوا الطرف عن جميع التحولات الاستراتيجية الصهيونية المهمه، والملفات الحيوية الكبيرة ، وعلى كافة الأصعدة سواء كانت ، سياسية ، عسكرية ، اقتصادية ، واجتماعية ،التي حصلت في المنطقة ، وأداروا ظهورهم للمقاومة الفلسطينية وايدوا معاهدة السلام مع إسرائيل ( التطبيع ) وفقا لذلك !!

بعد عام 1948 وقرار التقسيم الذي ينص على إبقاء 44 ٪ من أراضي فلسطين للفلسطينيين ، أصبح قطاع غزة تحت الإدارة المصرية ، والضفة الغربية تحت الإدارة الأردنية ، فكان بامكان العرب القيام بالكثير من الأعمال لتطوير موازين القوى على نحو متنامي ، لكنهم عملوا على أن يكون المهزوم الثابت في هذه القضية هم العرب !! ولأنهم رفضوا بشكل مطلق العمل النضالي اهملوا حركة فتح التي تأسست عام 1954 ولم يتبنوها بحجة أنها حركة ضبابية وغير معروفة لدى الساده الحكام العرب ، علما أن الشكل السائد لكل حركات التحرر في العالم هو النضال والمقاومة •

في عام 1964 ولدت من تحت عباءة الأنظمة العربية السنية منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات ، ومن ثم انضمت إليها حركة فتح بالقوة نعم بالقوة ، ليحصل التكامل بين العمل السياسي والعمل النضالي الميداني ، إلا أن رحيل المنظمة بشكل كامل من فلسطين بعد أحداث أيلول الأسود عام 1970 بين الفصائل الفلسطينية والقوات الأردنية إلى لبنان ثم سوريا ليستقر بها المطاف في تونس أسقط ذلك التكامل لتنفرد بعض الفصائل الفلسطينية في عملها النضالي كثورات الحجارة وغيرها •

الأنظمة السياسية السنية لم تفعل شئ لمنظمة التحرير الفلسطينية ، بل عملوا على أن تكون الشماعة التي تنشر عليها تلك الانظمة غسيل العار والخضوع والفشل الذي لحق بهم بعد سلسلة من الهزائم و الانكسارات و النكبات ، واهمها حرب الأيام الستة عام 1967 هذا أن صح وضعها في خانة الحروب !! والا بالحقيقة هي مجرد لعبة أبطالها قيادات خائنة وأدواتها أسلحة فاسدة !! توسعت من خلالها اسرائيل كثيرا ، لتشمل كل من سيناء المصرية والجولان السورية ، بالإضافة إلي غزة والضفة الغربية ، ومحت قرى فلسطينية كاملة ، وفتحت ابواب الاستيطان على مصراعيها ، ودمرت نحو 80 ٪ من القوة العسكرية العربية ، قبالة 2 ٪ من قوة اسرائيل ، هذا من جانب ومن جانب اخر الهروب من الاحراج التي سببتها لهم الضغوطات الغربية فيما يخص القضية الفلسطينية تحديدا بعد أن أصبحت المنظمة الممثل الوحيد والرسمي للفلسطينيين عام 1974 ومن يومها أسقط ياسر عرفات من يده المسدس ليبقى متمسك بغصن الزيتون باليد الأخرى •

وفي الثمانيات تحديدا عام 1981 طرحت السعودية (مبادرة فهد للسلام ) والتي بقيت سارية بين الشد والجذب ، لتتحول فيما بعد لمبادرة سلام عربية إسرائيلية ، ومن أهم ثمارها ركب التطبيع الحالي ، ومع محادثات التقارب المؤهل للتطبيع التدريجي والعلني، ولدفع دفة الاحراجات عنها ، قالت السعودية أنها وفق شروطها التي تضمن الحقوق الفلسطينية ، والدفع بشرق أوسط جديد خالي من الحروب والأزمات •

وبهذا نستطيع أن نقول إن الانظمة السياسية السنية ، مجرد لاعبين تقليديين بالقضية الفلسطينية ، ابعد ما ذهبوا إليه…
مؤتمرات صحفية ، ولقاءات دولية ، وتصريحات حول نجاح هذه المؤتمرات ، و تفاههمات تلك اللقاءات ، والعقلانية والحكمة والتبرير ، وتختتم بالدبلوماسية ودرجات ضبط النفس ، فكانت أحوالهم ثابته فيما المتغير الوحيد هي فلسطين !! فسارت القضية الفلسطينية برعايتهم نحو التصفية الفعلية والحقيقية ، وكان ميزان القوى لصالح الصهاينة جملة وتفصيلا !!

اما الشيعة فلهم راي آخر تماما لا يتفق ولا يطابق الرأي السني إطلاقا ، ومع اول دخول لهم على خط القضية الفلسطينية ، حرروا اول قطعة أرض فلسطينية ، عندما استبدل الامام الخميني رضوان الله عليه السفارة الإسرائيلية بالسفارة الفلسطينية في طهران ، ثم عملوا على تهشيم موازين القوى وإيقاف الانتصارات الإسرائيلية ، فدخل حزب الله الشيعي اللبناني على خط المواجهة الفعلية مع الصهاينة عام 2000 وقلب تلك الموازين على رؤوس أصحابها ، عندما طرد الصهاينة من لبنان وعاد و أكدها عام 2006 ليكسر بذلك شوكة الصهاينة ، ثم المقاومة الشيعية العراقية واليمنية والسورية وما فعلوه ، و الاهتزازات الارتدادية الأخيرة ، والمفاجات والتطورات التكتيكية التي ارعبت العالم برمته ، وأحييت القضية الفلسطينية وإعادتها للواجهة من جديد ، وضربت الموازين التقليدية عرض الحائط ، و اعادوا تشكيل تحالفات جديدة
[4:43 م، 2024/4/21] drffeertyuui: لصالح فلسطين وبيئتها الخارجية الشيعية •

واخيرا لا اقول للأنظمة السنية والمتساقطين حولها سوى …
دعوا أفعال الرجال للرجال
وانشغلوا انتم بتقزيهما •

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى