بعد عملية طوفان الأقصى، شرع الصهاينة بحربهم التي اكسوها في خيالهم بطابع بطولي، واعدوها كالملحمة الكبرى بخيار واحد فقط، الوجود الأزلي لإسرائيل والزوال الحتمي للمقاومة!! فليس ثمة ماهو أقدس من المؤسسة العسكرية في اسرائيل.
وعلى ضوئها رفع الكنيست و الليكود والنتن ياهو
سقف أهدافهم كثيرا، ك اقتلاع الشعب الغزي وتهجيرهم صوب سيناء المصرية !! والقضاء على حركة حماس بشكل كامل، وإعادة أسراهم لديارهم بسلام.
وبدأت التحشيدات الاجتماعية، والتبريرات الاعلامية، والتبريكات السياسية، ظنا منهم أن اساطيلهم الجوية ستنفذ المهمة بمهارة، وتقضي على حركة حماس بالكامل، وتشكيلاتهم البرية ستتكفل بإعادة الأسرى، وافراغ قطاع غزة امام المستوطنين الصهاينة ( ويادار مادخلك شر)
وبعد أكثر من 100 يوم على الحرب، غير صور المأسي اليومية لأطفال غزة، لم تحقق إسرائيل اي هدفا من أهدافها، الشعب الفلسطيني صامد ويقف خلف المقاومة، وفشلوا في تحرير رقاب أسراهم، أما عن تدمير حماس كمؤسسة سياسية وفكرة دينية وهيكل عسكري، يعد ضربا من الخيال، لانه قبل أن تكون كل ذلك، كانت ولا زالت حركة اجتماعية، ولدت من رحم معاناة الشعوب المقهورة، وهكذا حركة بهكذا ظروف لا تهزم ولا تنتهي ولا تموت.
وعليه سأعيد طرح عنوان المقال اعلاه، ماذا لو أخفقت اسرائيل بشكل كامل ماذا يمكن ان يحدث؟
1. سيصبح الكيان الصهيوني بلا مخالب أو على أقل تقدير بمخالب مقلمه، وستتحول المؤسسة العسكريه بنظر الصهاينة من مقدسة لمدنسة.
2. سيصنع اغلب اليهود تحديد ذوي الأسرى ودوائر هم الاجتماعية، مناعة ضد اليمين المتطرف كتيار سياسي دأب على العنصرية ضد المسلمين، فيقع من الطيف السياسي الصهيوني بخانة الفشل، وربما سيحاكم لاحقا بتهمة سوء استغلال السلطة.
3. سيفقد محور الشمال العالمي هيلمانه المعهود وهيبته المعتادة و برجه العاجي، الذي وضع نفسه فيه، في فلسطين والبحر الأحمر وباب المندب وفي جبهات العراق ولبنان وإيران وسوريا لصالح محور المقاومة.
4. سيخسر الكثير من الدعم الغربي له، واعتباره كيان استنزافي استنزف دعمهم ومساعداتهم بلا فائده تذكر فيفضلون استثمارها في جبهات أخرى كالجبهة الأوكرانيا مثلا، للمحافظة على ماتبقى من ماء وجوههم.
واخيرا…
كل يوم يمضي دون تحقيق عشر معشار أهدافهم، سيزداد فيه شعور اليهود في الداخل الفلسطيني، بأنهم كيان وليس دولة واستعماريين لا فاتحين ومنبوذين لا مكان لهم في مضارب العرب، مما سيؤثر كثيرا على علاقاتهم بانظمتهم السياسية،
ويزيد من دائرة الخلاف في الداخل الصهيوني على المستويين الاجتماعي والسياسي، وخذوها مني واعصبوها برأسي، حتمية زوال اسرائيل ستأتي من داخلها.