شؤون اقليمية

المفهوم الجديد للسياسة الخارجية الروسية / ولادة عالم جديد

وحدة الرصد الإعلامي / مركز تبيين للدراسات

أعلن الرئيس الروسي (فلاديمير بوتن)، أنه صاغ مرسومًا يتبنى المفهوم الجديد للسياسة الخارجية الروسية

كان المرسوم مرسومًا أمميًّا، كشف خطوات جديدة في ولادة العالم الجديد (ذات الأقطاب المتعددة)، وأظهر دفاع الأمة الروسية عن أخلاق الأمم وقيمها الروحية واحترامها وحمايتها، وذكر المعايير الأخلاقية المشتركة بين الديانات جميعها… رافضًا فرض الروايات الأيديولوجية الزائفة وغيرها من الأيديولوجية النيوليبرالية [أي: قيم الغرب وعلى رأسه أميركا]؛ التي تُفقِد الإنسانية قيمها الروحية والأخلاقية…

 

وكيف ذكر الرئيس بوتن في المرسوم: (إنشاء هيكل أمني دولي متجدد)

[الذي نقرأه بتحليلنا: مجلس الأمن الدولي الجديد]

 

هذا ما نعرضه لجمهورنا ومتابعينا الكرام، في نقل صياغة مرسوم السياسة الخارجية لروسيا، في جزأين بعد قليل إن شاء الله.

 

لافروف: مفهوم السياسة الخارجية الجديد لموسكو يصفُ أميركا أنها المحرِّض الرئيس على شنِّ حملة معاداة لروسيا (ج1)

 

الرصد والترجمة: مركز إنليل للدراسات

 

سبوتنيك (الروسي) – SPUTNIC

الكاتب: أوليغ بورونوف. التاريخ: 31- آذار -2023

 

التلخيص:

 

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، يوم الجمعة، أنه صاغ مرسومًا يتبنى المفهوم الجديد للسياسة الخارجية الروسية، وقال بوتين إنَّ وزارة الخارجية الروسية، عملت بجد مع الإدارات الأُخَر؛ لجعل مفهوم السياسة الخارجية الجديد، يتماشى مع الحقائق الحديثة.

 

أهم ما استندت إليه السياسة الخارجية لروسيا

 

تعدُّ روسيا المسار الأميركي المصدر الرئيس للسياسة المعادية لروسيا، والمخاطر على أمنها، والسلام الدولي القائم على التوازن والتنمية العادلة للبشرية… لا تعدُّ روسيا نفسها عدوًّا للغرب، ولا تعزل نفسها عنه، وليست لديها نيات معادية له، وتعول على إدراك الغرب عدم جدوى المواجهة مع روسيا، وقبول حقيقة تعدد الأقطاب، والعودة بمرور الوقت إلى التفاعل على أساس مبادئ المساواة في السيادة واحترام المصالح… من المهم جدًا بالنسبة لروسيا، التنسيق والتعميق الشامل للعلاقات مع مراكز القوى العالمية السيادية الصديقة، وهي الصين والهند.

 

مع أخذ الاتجاهات طويلة المدى للتطورات العالمية في عين الاهتمام؛ فإنَّ المصالح الوطنية لروسيا في مجال السياسة الخارجية هي:

 

1- حماية النظام الدستوري لروسيا، وسيادتها، واستقلالها، ودولتها، وسلامة أرضها؛ من التأثير الأجنبي المدمر.

2- الحفاظ على الاستقرار الإستراتيجي، وتعزيز السلم والأمن الدوليين.

3- تعزيز الأسس القانونية للعلاقات الدولية.

4- حماية الحقوق والحريات والمصالح المشروعة للمواطنين الروس وكذلك حماية المنظمات الروسية من التعديات الأجنبية غير القانونية.

5- تطوير فضاء معلومات آمن، وحماية المجتمع الروسي من الدعاية الأجنبية والتأثيرات النفسية المدمرة.

6- حماية الشعب الروسي، وتنمية الطاقات البشرية، وتحسين نمط الحياة ورفاهية المواطنين.

7- تعزيز التنمية المستدامة للاقتصاد الروسي على أساس تكنولوجي حديث.

8- تعزيز القيم الروحية والأخلاقية الروسية التقليدية، والحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للشعب الروسي ذي الجنسيات المتعدد.

9- حماية البيئة، والحفاظ على الموارد الطبيعية، والإدارة البيئية الرشيدة، والتكيف مع تغير المناخ.

 

 

انطلاقًا من المصالح الوطنية، والأولويات الوطنية الإستراتيجية لروسيا؛ يهدف نشاط السياسة الخارجية للدولة إلى تحقيق الأهداف الإستراتيجية الآتية:

 

1- ضمان أمن روسيا ووحدة أرضها وسيادتها في المجالات كلها.

2- خلق ظروف خارجية مؤاتية لتنمية روسيا.

3- تعزيز مواقف روسيا، بصفتها واحدة من المراكز المسؤولة والمؤثرة والمستقلة في العصر الحديث.

4- تأسيس نظام عالمي عادل ومستدام.

5- الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، والاستقرار الإستراتيجي، وكذلك ضمان التعايش السلمي والتنمية التدريجية للدول والشعوب.

6- المساهمة في تطوير استجابات المجتمع الدولي استجابة فاعلة ومشتركة للتحديات والتهديدات المشتركة، بما في ذلك الصراعات والأزمات الإقليمية.

7- تعزيز التعاون ذي النفع المتبادل والمتساوي مع الدول الأجنبية وجمعياتها ذات التفكير البناء، زيادة على ضمان مراعاة المصالح الروسية بمساعدة الوسائل الدبلوماسية متعددة الأطراف.

8- مواجهة نشاطات الدول الأجنبية وجمعياتها المعادية لروسيا، وتهيئة الظروف لوقف هذه النشاطات.

9- تنمية علاقات حسن الجوار مع الدول المجاورة، والمساعدة في منع بؤر التوتر والصراعات، وإزالتها من أرضها.

10- تقديم الدعم لحلفاء روسيا وشركائها، لتعزيز المصالح المشتركة، وضمان أمنهم وتنميتهم المستدامة، بغض الطرف عما إذا كان الحلفاء والشركاء يحظون بالاعتراف الدولي، أو العضوية في المنظمات الدولية.

11- تعزيز إمكانات الاتحادات الإقليمية، وهياكل التكامل متعددة الأطراف، التي تتمتع روسيا بعضويتها.

12- تعزيز مكانة روسيا في الاقتصاد العالمي، وتحقيق أهداف التنمية الوطنية للبلد، وضمان الأمن الاقتصادي، وتحقيق الإمكانات الاقتصادية للدولة.

13- ضمان مصالح روسيا في المحيط العالمي والفضاء الخارجي والمجال الجوي.

14- خلق تصور موضوعي عن روسيا في الخارج، وتعزيز مكانتها في فضاء المعلومات العالمي.

15- تعزيز نفوذ روسيا في المجال الإنساني العالمي، وتعزيز مكانة اللغة الروسية في العالم، وتعزيز الحفاظ على الحقائق التاريخية، ودور روسيا في تاريخ العالم في الخارج.

16- الحماية الفاعلة الشاملة للحقوق والحريات والمصالح المشروعة للمواطنين والمنظمات الروسية في الخارج.

17- تطوير العلاقات مع المواطنين الذين يعيشون في الخارج، وتقديم الدعم الكامل لهم لممارسة حقوقهم، زيادة على ضمان حماية مصالحهم، والحفاظ على الهوية الثقافية الروسية بأكملها.

 

 

لافروف: مفهوم السياسة الخارجية الجديد لموسكو يصفُ أميركا أنها المحرِّض الرئيس على شنِّ حملة معاداة لروسيا (ج2)

 

سبوتنيك (الروسي) – SPUTNIC

الكاتب: أوليغ بورونوف. التاريخ: 31- آذار -2023

 

يجب -من أجل تلبية هذه المعايير- أن يكون نظام العلاقات الدولية متعدد الأقطاب، وقائمًا على مجموعة من المبادئ، منها:

 

1- المساواة في سيادة الدول، واحترام حقها في اختيار نماذج التنمية والهياكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

2- نبذ الهيمنة في الشؤون الدولية.

3- التعاون القائم على توازن المصالح والمنفعة المتبادلة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

4- سيادة القانون الدولي في تنظيم العلاقات العالمية، وكذلك مع الدول جميعها؛ الرافضة لسياسة الكيل بمكيالين.

5- عدم تجزئة الأمن على الصُّعد العالمية والإقليمية.

 

من أجل تسهيل تكيف النظام العالمي مع حقائق العالم متعدد الأقطاب؛ تعتزم روسيا إيلاء الأولوية والاهتمام بالآتي:

 

1- القضاء على بقايا هيمنة أميركا وغيرها من الدول غير الصديقة على الشؤون العالمية، وتمهيد الأرضية لمساعدة أي دولة لرفض الهيمنة والطموحات الاستعمارية الجديدة.

 

2- تحسين الآليات الدولية؛ لضمان الأمن والتنمية على الصعيدين العالمي والإقليمي.

 

3- استعادة دور الأمم المتحدة بصفته آليةَ تنسيقٍ مركزيةٍ؛ بما يتماهى مع مصالح الدول الأعضاء فيها، وإجراءاتهم لتحقيق أهداف ميثاقها.

 

4- تعزيز الإمكانات والدور الدولي لمجموعة بريكس (BRICS)، ومنظمة شنغهاي للتعاون (SCO)، ورابطة الدول المستقلة (CIS)، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي (EAEU)، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي (CSTO) بين روسيا والهند والصين، والجمعيات والمنظمات العالمية الأُخَر، زيادة على الآليات التي تشارك فيها روسيا مشاركة كبيرة.

 

5- دعم التكامل الإقليمي ودون الإقليمي، في إطار المؤسسات الصديقة متعددة الأطراف، وكذلك منصات الحوار والجمعيات الإقليمية، في منطقة آسيا، والمحيط الهادئ، وأميركا اللاتينية، وأفريقيا، وغرب آسيا.

 

6- زيادة استقرار النظام القانوني الدولي، وتطويره تطويرًا تدريجيًا.

 

7- ضمان الوصول العادل للدول جميعها إلى فوائد الاقتصاد العالمي، والتقسيم الدولي لليد العاملة، وكذلك إلى التقنيات الحديثة؛ من أجل التنمية العادلة والمنصفة، بما في ذلك حل المشكلات العالمية المتعلقة بالطاقة والأمن الغذائي.

 

8- تكثيف التعاون في المجالات جميعها؛ مع حلفاء روسيا وشركائها، وتقويض محاولات الدول المعادية لمنع هذا التعاون.

 

9- تعضيد الجهود الدولية الرامية إلى ضمان احترام القيم الروحية والأخلاقية العالمية والتقليدية وحمايتها، بما في ذلك المعايير الأخلاقية المشتركة بين ديانات العالم جميعها، وتحييد المحاولات الرامية لفرض الروايات الأيديولوجية الزائفة، وغيرها من الروايات الأيديولوجية النيوليبرالية، ما يُفْقِد الإنسانية قيمها الروحية التقليدية وقيمها الأخلاقية.

 

10- تنمية الحوار البناء، والشراكة، والإثراء المتبادل للثقافات والأديان والحضارات المختلفة.

 

تنطلق روسيا في مجال تعزيز السلم والأمن الدوليين، من عدم إمكان تجزئة الأمن الدولي -على الصعيدين العالمي والإقليمي-، وتسعى إلى ضمانه على قدم المساواة للدول جميعها؛ على أساس مبدأ المعاملة بالمثل، على وفق الآتي:

 

1- استخدام الوسائل السلمية، وعلى رأسها الدبلوماسية والمفاوضات والمشاورات والوساطة والمساعي الحميدة؛ لحل النزاعات والصراعات الدولية، على أساس الاحترام المتبادل، والتسويات، وتوازن المصالح المشروعة.

 

2- تطوير تعاون شامل من أجل تحييد محاولات أي دولة، وأي تحالف بين دولة ودولة؛ لتحقيق الهيمنة العالمية في المجال العسكري.

 

3- تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية الهادفة إلى منع استخدام القوة العسكرية؛ بما ينتهك ميثاق الأمم المتحدة.

 

4- اتخاذ إجراءات سياسية ودبلوماسية لمواجهة التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، التدخلات التي تهدف في المقام الأول إلى تعقيد الوضع السياسي الداخلي للدول، أو التغيير غير الدستوري للسلطة فيها، أو انتهاك السلامة الإقليمية للدول.

 

5- ضمان الاستقرار الإستراتيجي، وإزالة الشروط المسبقة لبدء حرب عالمية، وتحييد مخاطر استخدام الأسلحة النووية، والأنواع الأُخَر من أسلحة الدمار الشامل.

 

6- إنشاء هيكل أمني دولي متجدد، ومنع النزاعات المسلحة الدولية والداخلية وحلها، ومواجهة التحديات والتهديدات العابرة للحدود، في مجالات معينة من الأمن الدولي.

 

استخدام القوات المسلحة

 

تنطلق روسيا من حقيقة أنها يمكنها استخدام قواتها المسلحة، على وفق مبادئ القانون الدولي وقواعده المعترف بها عمومًا، زيادة على معاهدات موسكو الدولية، والتشريعات الروسية. يمكن كذلك استخدام القوات المسلحة الروسية لصد الهجمات المسلحة ومنعها على روسيا أو على حلفائها، وكذلك لحل الأزمات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى