شؤون اقليميةمقالات

“إغتيال ترامب ، مرتكبوه وعواقبه”

مصدق مصدق بور

السؤال الأساسي حول محاولة اغتيال ترامب، التي شغلت اهتمام المراقبين، هل ان إطلاق النار على ترامب وطبيعة هذه الحادثة هو حادث فردي وتعسفي غير ممنهج، أم أنه على العكس من ذلك،اي ان الترتيب لهذه الحادثة كان بدوافع مقصودة ومتميزة وتم الاعداد له في هذه الفترة الزمنية التي يمكن أن يكون فيها المنظمون من الفصيل المنافس للديمقراطيين أو من فريق ترامب قاموا بذلك لأغراض انتخابية خاصة ولتحقيق إنجازات ومكاسب غير عادية؟
هناك بعض الغموض والشكوك حول الشخص المنفذ، حيث نسب بعض المسؤولين الامنيين المعتدي فور وقوع الحادث إلى مارك فيوليت، عضو جماعة أنتيفا اليسارية المتطرفة.
لكن بعد ذلك جاءت الرواية الثانية، لتسمي المعتدي باسم الشاب توماس كروكس البالغ من العمر 20 عاما وقدمت معلومات متناقضة حول سوابقه وميوله، بينها أنه من أنصار الديمقراطيين، كما أنه عضو في الجمهوريين. وانه عبقري في الرياضيات خاب أمله وكان غاضبًا ويكره الجمهوريين.
في هذه الأثناء، هناك تساؤلات كثيرة حول الثغرات الأمنية التي تمكن المهاجم من خلالها الوصول بسهولة إلى أحد المباني المطلة على منصة الخطابة ومعه سلاح فعال وأطلق ستة اطلاقات صوب ترامب وهذا ايضا يثير العديد من التساؤلات والشكوك حول وجود تخطيط متعمد لاستهداف ترامب.
من ناحية أخرى، نعلم ان من السهل حيازة السلاح في أمريكا، وان مثل هذه الحوادث تقع باستمرار هناك ، ولهذا يجعل من الصعب الاستنتاج بان حادث إطلاق النار كان متعمدا، كما ان مردود هذا العمل طال فقط القسم العلوي من الاذن اليمنى لترامب دون تأثير عميق وهذا يعزز من احتمالات عمل كان يراد منه صنع بطل وطني من ترامب ويحقق نتائج أفضل لجمع المزيد من الاصوات لصالحه واظهاره امام المجتمع الناخب على انه ضحية وذلك من اجل تطهيره واظهار براءته من 94 تهمة جنائية في ملفاته القضائية.
ولهذا ، فإن استكشاف الصورة المثيرة للتساؤل والوصول الى استنتاج معقولة لهذا الحادث لا يزالان معقدين وصعبين.
استنتاج :
محاولة اغتيال ترامب، بغض النظر عن تحديد الأسباب الحقيقية للمعتدي والمدبرين الهادفين وغير الهادفين ، يجب تحليلها من خلال ما تحمله اوما قد ستحمله من آثار ونتائج على ترامب نفسه .
ومن أجل التوصل إلى تقييم علمي ودقيق لهذه النتائج، لا بد أن نبني تحليلنا على اساسين ومن ثم نمعن النظر في النتيجة المستخلصة وبعدها تقييما واستبيانا للمصداقية في اطار تقديرين وسيناريوهين، لنرى لصالح أي من المرشحين هو المستفيد وهذا امر يجب ان نتركه للمستقبل.

السيناريو الأول للنتيجة التي تم تصميمها من هذه الحادثة هو أن تبادل الاتهامات البذيئة بين الجمهوريين والديمقراطيين وصل إلى ذروة الاحتكاك وها خطر على الولايات المتحدة والمجتمع الامريكي يحتم على صناع القرار في الحزبين الديمقراطي والجمهوري، أن يتحركوا نحو أجواء غير متوترة من خلال اعتماد مرشحين جديدين بديلين لبايدن وترامب خلال الاجتماعات العامة للحزبين في منتصف يوليو وأغسطس .

السيناريو الثاني هو أن مصير بايدن الواقعي والذي هو الانسحاب من الترشح امر محتوم وأن ترامب سيستخدم هذا الجو الجديد من الإرهاب الذاتي، بغض النظر عما إذا كان الحادث متعمدا أو تعسفيا، لتبرئة نفسه في قضايا الاتهامات المتعددة في المحاكم المقبلة والتحول الى بطل وتحقيق وضع أفضل منافس أمام المرشح الجديد للديمقراطيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى