ترتيبات نفوذ جديدة في المشرق بين الوقائع المؤكَّدة والتسريبات المزعومة تحقيق سياسي مُوثَق لوحدة الدراسات الدولية،
كتب إسماعيل النجار،

{تشهد ملفات المنطقة المتاخمة لسوريا ولبنان والعراق إعادة تحريك غير مسبوقة خلال الأسابيع الأخيرة، بضغط أميركي مباشر وبمبادرات نشطة من جاريد كوشنر، المستشار السابق في الإدارة الأميركية، في وقت تتسرّب معلومات متزايدة عن ترتيبات عسكرية وسياسية على مستوى الإقليم، قد تعيد رسم خرائط النفوذ للمرة الثالثة منذ عام 2003. وقد عقد كوشنر لقاءات مؤكَّدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين، بحثت في مستقبل قطاع غزة وترتيبات «اليوم التالي» للحرب، بحسب ما أوردته وكالات دولية وعدد من الصحف الغربية. ويأتي ذلك بالتوازي مع تحليلات استراتيجية تشير إلى دفع أميركي نحو ترتيبات أوسع في سوريا، بما يشمل إعادة توزيع أدوار إقليمية وتثبيت بنية ردع جديدة ضد النفوذ الإيراني في الهلال الشامي.
{غير أنّ جانباً واسعاً مما يجري تداوُله إعلامياً يبقى في خانة الادعاءات غير المثبتة؛ إذ لم تصدر بيانات رسمية تُقرّ صراحة بوجود اتفاقيات ثلاثية تركية، أميركية، إسرائيلية بهذا الحجم أو بهذه الشروط التفصيلية.
{المصالحة التركية الإسرائيلية بين المؤكَّد والتخمين} فرغم القطيعة السياسية بين أنقرة وتل أبيب على خلفية الحرب في غزّة، أشارت تقارير صحفية متخصّصة إلى وجود آليات اتصال عسكرية فنية بين الطرفين داخل الساحة السورية، هدفها تفادي الاحتكاك الميداني وعدم تضارب العمليات الجوية والاستخباراتية. هذا الجانب يبدو مؤكَّداً وفق مصادر متعددة، ويأتي في سياق براغماتية العمليات العسكرية حيث تتجاور مصالح القوى المتدخلة.
{أمّا المعلومات التي تتحدّث عن «تقاسم نفوذ» شامل داخل سوريا وإطلاق يد الجيشين التركي والإسرائيلي في الجوار السوري، هي حقيقه وليست تخمينات سياسية مركّبة حتى لو لم تُسجّل في أي وثيقة أو بيان رسمي. ويُضاف إليها ما يُقال عن نية تركيا إقامة قاعدة عسكرية في دير الزور لمنع تهريب الأسلحة الإيرانية باتجاه حزب الله عبر الأراضي السورية. هذه النقاط تحديداً تتطلّب اتفاقاً سيادياً سورياً معلناً أو قراراً أممياً، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
{على الصعيد الأميركي؛ ثبتَ أن هناك قرار إتُخِذ ببناء قاعدة عسكرية جوية وبرية أميركية في دمشق في مطار المزة العسكري!. ما يعني إحتلال أميركي جديد لسوريا وإخضاعها.
{من هذا المنطلق تناقلت صحف ومواقع بحثية خلال الأشهر الأخيرة معلومات عن مداولات داخل غرف السياسة الأميركية تهدف إلى تثبيت وجود عسكري محدود قرب العاصمة السورية دمشق، لتأمين إشراف استخباراتي على خطوط الإمداد الإيرانية، ولتثبيت موطئ قدم في أي تسوية مستقبلية. إلا أنّ الحكومة السورية نفت رسمياً هذا الطرح، ما يجعل الموضوع في منطقة رمادية بين التسريب والتحضير العسكري غير المعلن.
{وفق هذه التقارير الغير مثبتة رسمياً يمكن لواشنطن أن تُستخدم إحدى المنشآت الجوية في دمشق، مثل مطار المزة العسكري، كقاعدة مراقبة أميركية دائمة، بالتوازي مع استمرار وجود القوات الأميركية في قاعدة التنف الحسّاسة على المثلث الحدودي (سوريا ـ العراق ـ الأردن).
{فيبقى حزب الله ولبنان هم الحلقة الأصعب}
{إذا ما صحّ سيناريو «اتفاق إدارة الإرهاب» المشترك بين تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة، فستتجه تل أبيب وفق الرسائل المسربة إلى تولّي مهمة «الضغط» على حزب الله من جبهة جنوب سوريا، مستهدِفةً المسارات الجغرافية التي تمرّ عبر البادية السورية وريف دير الزور. غير أن التنفيذ على أرض الواقع يصطدم بثلاثة تحديات مركزية.
1{الحاجة إلى غطاء قانوني يجيز وجود قوات أجنبية داخل سوريا.
2{قدرة إيران على تكييف خطوط الإمداد البرية والجوية.
3{احتمال دفع لبنان نحو تصعيد غير محسوب قد لا تريده واشنطن حالياً.
{ننتقل إلى العراق والحشد الشعبيوقرار أميركي بتغيير قواعد اللعبة}
{ضمن المنطوق المتداول في التسريبات، يُقال إن أحد الأهداف الجانبية للترتيبات الجديدة هو تفكيك البنية السياسية والعسكرية التي تحمي نفوذ الحشد الشعبي في العراق، وذلك بعد انسحاب القوات الأميركية من بغداد ومدن الجنوب. هذا المقترح لم يصدر في أي وثيقة رسمية، لكنه محور نقاش واضح داخل دوائر بحثية أميركية منذ سنوات.
{زيارة «الشرع» إلى واشنطن بين البروتوكول المغلق والشروط القاسية.
واحدة من أكثر النقاط إثارة هي الرواية المتداولة حول زيارة شخصية سورية بارزة، أحمد الشرع، إلى البيت الأبيض. وبحسب المصادر التي تداولت الخبر، تم إدخاله عبر الباب الخلفي للبيت الأبيض، والتقاه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب داخل المكتب البيضاوي بينما كان ترامب يجلس خلف مكتبه وليس إلى جانبه كما يحدث عادة في اللقاءات الرئاسية ما يؤكد عدم إعتراف واشنطن رسمياً بأحمد الشرع بأنه رئيساً شرعياً لسوريا.؟ ناهيك عن الشروط التي فرضها ترامب على الزائر




