مقالات

الشيخ نعيم قاسم وضع النقاط على الحروف فهل مَن يفقه؟

كتب إسماعيل النجار،،

تحت عنوان لبنان بين مشروع الدولة ومشروع المقاومة هذه قرائتي لخطاب الشيخ نعيم قاسم حفظه الله.

في خطابه السياسي المطوّل تناول سماحة الشيخ قضايا أساسية تتعلق بلبنان وموقعه النهائي كوطن لجميع أبنائه، وتهديدات الاحتلال الإسرائيلي، ودور المقاومة في حماية البلاد، إضافة إلى موقفه من الحكومة والوساطات الدولية، وما يصفه بالمخاطر الأميركية ـ الصهيونية. وتحت عنوان لبنان وطن نهائي في مواجهة الأطماع الإسرائيلية،
إنطلق الشيخ قاسم من مبدأ أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه منذ نشأته الحديثة، مؤكداً أن إسرائيل لا تزال تملك أطماعاً توسعية في جنوبه وبعض بلداته، وتسعى لجعل جزء من أرضه جزءاً من مشروع “إسرائيل الكبرى”. وعليه، يرى أن أعلى مراتب الوطنية تكمن في الدفاع عن الأرض وتحريرها من الاحتلال، وهذا ما تحقق تاريخياً بجهود الجيش اللبناني والمقاومة على اختلاف أطيافها.
كما تحدث عن دور المقاومة من التحرير إلى الردع، فأشاد بتضحيات المقاومة، خصوصاً حزب الله، معتبراً أنها أسقطت الأهداف الإسرائيلية، ومنعت الاستقرار والتمدد في الأراضي اللبنانية، وحققت معادلة الردع. لكنه أكد أن الاحتلال ما زال قائماً في بعض المناطق، وأن على الدولة اللبنانية أن تتحمل مسؤولياتها الكاملة في إخراج العدو وحماية السيادة.
في المسؤوليات عن الانهيار الداخلي والعدوان الخارجي، رفض الشيخ قاسم تحميل المقاومة مسؤولية هذا الانهيار الاقتصادي والسياسي في لبنان، معتبراً أن أسبابه الحقيقية تكمن في الفساد، والتجاذبات الداخلية، وطموحات الهيمنة، وعدم الالتزام باتفاق الطائف. أما العدوان الإسرائيلي، فهو “خطر وجودي” على لبنان يزيد تعقيدات المشهد.
كما وصَّف العلاقة مع الدولة والعهد الجديد، فرأى أن المقاومة ساهمت في إطلاق “العهد الجديد” مع انتخاب الرئيس العماد جوزيف عون، وشاركت في بناء الدولة، بالتوازي مع دورها الدفاعي في مواجهة إسرائيل. وأكد أن الحكومة الحالية مطالبة بأن تجعل السيادة أولوية قصوى، وأن لا تطعن المقاومة “التي تشكّل ركن بناء الدولة”.
عن الهواجس من الدور الأميركي  الإسرائيلي، انتقد الشيخ قاسم الوساطة الأميركية واعتبرها “منحازة بالكامل لإسرائيل”، مشيراً إلى تصريحات مسؤولين أميركيين حول ضرورة نزع سلاح حزب الله سلماً أو بالقوة فيها حرمان لحق لبنان بالدفاع عن نفسه ومقدراته وسيادته. ورأى أن هذا الطرح يهدف إلى “تجريد لبنان من قوته وتحويله إلى لقمة سائغة” ضمن مشروع “إسرائيل الكبرى”.
وعن الموقف الأوروبي والتحذيرات المباشرة للبنانيين، كشف الشيخ نعيم عن لقاء جرى مع سفيرة أوروبية تحدثت بصراحة عن تفوق القدرات العسكرية الإسرائيلية، واعتبرت أن لا أحد قادر على ردعها، محذّرة من المخاطر في حال بقاء سلاح المقاومة. وعلّق قائلاً: إن الأوروبيين يريدون ضمان إسرائيل أكثر مما يريدون ضمان لبنان.
وقال عن أولويات المرحلة المقبلة
محدداً ثلاثة عناوين كبرى لنهضة لبنان..
1. تحقيق السيادة عبر طرد الاحتلال الإسرائيلي ورفض الوصاية الأميركية ـ العربية.

2. إعادة انتظام عمل الدولة ومؤسساتها، والشروع في عملية إعمار حقيقية.

3. مكافحة الفساد باعتباره سبب الانهيار الداخلي.
كما شدد على ضرورة العودة إلى الوحدة الوطنية، مذكّراً بالأولويات الأربع العاجلة: وقف العدوان، انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، الإفراج عن الأسرى، وبدء الإعمار.
وأكدَ أن المقاومة خيار وطني جامع
واختتم بالتأكيد أن استمرار المقاومة مصلحة وطنية عليا للبنان بكل مكوّناته، وأن قوتها ركن لحماية الوطن لا مصدر انقسام. ودعا الحكومة إلى نقاش جدي حول استراتيجية الأمن الوطني كمدخل لمعالجة الملفات الخلافية، بدل الانجرار وراء الضغوط الأميركية والإسرائيلية.
خطاب أمين عام حزب الله حمل رسالة مزدوجة؛ فيها دعوة للحوار والوحدة الداخلية من جهة، وتأكيد على رفض أي مقايضة على سلاح المقاومة من جهة أخرى. هو خطاب يضع لبنان أمام خيارين؛ إما أن يبقى قوياً بمثلث الجيش والشعب والمقاومة، أو أن يتحول إلى ساحة مستباحة في مشروع “إسرائيل الكبرى”.
بيروت في،،   11/9/2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى