
في تحدي واضح للأعراف والآراء السياسية السائدة، أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جدل كبير في الأوساط السياسية والإعلامية العراقية والأمريكية، حول تعيين ”تاجر الماريجوانا“ في ولاية ميشغان الأمريكية، العراقي من أصول كلدانية ”مارك سافايا“ مبعوثآ أمريكيآ خاصاً إلى العراق، وحتى يؤكد ترامب وجهة النظر الامريكية بهذا الشأن، قال من على منصة تروث سوشيال الإعلامية «إن فهم مارك العميق للعلاقات العراقية الأمريكية، وعلاقاته في المنطقة، سيساهم في تعزيز مصالح الشعب الأمريكي»
ويذكر إن رصيد مارك سافايا السياسي، وما يمتلكه من نظم دبلوماسية، وممارسات رسمية، متعارف عليها بين الدول، سواءً كانت لأستمرار العلاقات وتحسينها، أو من أجل مكاسب سياسية وإقتصادية تخدم البلدين، هو صفر ٪، ماعدا رعايته لحملة ترامب الأنتخابية في ولاية ميشغان الأمريكية، والتى لا تمنحه الحق والكفاءة والخبرة، لشغل مثل هكذا منصب، وهذا يعني بأن الرجل غير مؤهل، ومحدودياته الوظيفية ”السياسية منها تحديداً“ مقيدة للغاية، حتى لو منحته الحكومة الأمريكية استثناءات معينة، الا اذا عُدَّ من الحالات الخاصة، ليمنح أمتياز حق إستخدام هذا المنصب !!
▪️ مارك سافايا تاجر الماريجوانا.
يعرف مارك سافايا بأنه؛ رجل أعمال من ولاية ميشغان الأمريكية، ويمتلك أحد اسرع الشركات نمواً في أمريكا، والمختصة بصناعة القنب المستخدم في بعض الصناعات الطبية وغيرها، ومنها الترفيهية كالكيف والنشوة والإثارة النفسية، أذ تعتبر حيازة القنب ” الحشيش“ أو الإتجار به غير قانوني، حسب معاهدة الأفيون الدولية لعام 1925، وبالرغم من كون القانون الأمريكي الفدرالي يمنع الاتجار به، إلا إن الحكومة الأمريكية، تسمح للناس أستخدامه لأغراض طبية وترفيهية. وعلى مايبدوا إن علاقات سافايا السياسية وأشتراكاته في الأندية الخاصه بالسياسين، ومنها على وجهة الخصوص، أندية الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، من أعطاه الحافر لتأسيس شركة صناعة القنب في عام 2018، والتي أصبحت فيما بعد لاعباً رئيسياً في الأسواق الأمريكية.
▪️ مارك سافايا السياسي.
كما قلت أعلاه مارك سافايا رجل أعمال وليس سياسي، ومن مواصفاته التملق للأحزاب السياسية التي تمتلك قاعدة شعبية وجماهيرية واسعة، لتسهيل أموره التجارية في ولاية ميشغان الأمريكية، ومع ذلك ولغايات وأهداف غير واضحة، إختير رسمياً ليكون قناة تواصل بين بغداد وواشنطن، بالرغم من كونه لا يمتلك أبسط أنواع الابجديات السياسية، وجاهل بأمور العلاقات الدولية، ولا يتقن مهارة التفاوض السياسي، ولا بناء التحالفات الدولية، ومن أهم الاسئلة المفتوحة التي لا تكتفي بإجابات مختصرة، لتعميق فهم المطلوب الأمريكي من الحكومات العراقية الحالية والمرتقبة هي؛
لماذا سافايا تحديدا؟
ماهي أولويات المهمة المكلف بها في العراق؟
لماذا أختير بهذا الوقت الانتخابي الحساس ليعمل مبعوثآ خاصاً لواشنطن في بغداد؟
ماهي الأشياء أو الظروف التي يمكن أن تحسنها الإدارة الامريكية من خلال مارك سافايا في العراق؟
هل يمكن أن يمثل سافايا الاتجاه الأمريكي الجديد للتعامل مع المفات العراقية المعقدة؟
هل يمكن أن يكون سافايا عبارة عن ”رسالة أمريكية غير نمطية“ حول وضع العراق على رأس قائمة الأجندات الأمريكية في المرحلة القادمة؟
وهل يمكن إن يكون سافايا مهندس ترتيب الحكومة العراقية المقبلة؟
الاسئلة كثيرة وتحتاج لأجابات دقيقة ومفصلة، تتعلق بالمعلومات والحقائق، ولا مجال للالغاز والمخادعة فيها.
▪️ علاقة مارك سافايا بالجاسوسة الإسرائيلية تسوركوف.
بعد أعلان تعينه مبعوثآ خاصاً في العراق كتبت تسوركوف تغريدة على منصة X تقول فيها أن “مارك لعب دوراً محورياً في إطلاق سراحي دون تقديم أي مقابل”، ووصفت الخطوة بأنها “خبر سيئ لأي جهة تخدم المصالح الإيرانية في العراق”.
وفي مثل هكذا حالة، قد يكون مارك سافايا النموذج الأمريكي الجديد لتحريك خيوط اللعبة السياسية وصناعة القرار السياسي في البلاد، من خلال مجموعة مناورات وتكتيات وإستراتيجيات خفية، للتعامل مع ملفات مهمة مثل ملف الحشد الشعبي، وفصائل المقاومة، وملفات المقاربة السياسية مع سوريا وإسرائيل، بعد أن شهدت خطة ترامب في غزة، زخم سياسي إقليمي غير مسبوق، جعلت طريق التطبيع مع إسرائيل أكثر وضوح، وقد تشهد المنطقة المزيد من اتفاقات السلام مع تل أبيب، ومن المتوقع ستبدأها الرياض لتتبعها دول أخرى، حتى تجد بغداد نفسها تحت هذا الضغط في المسار ذاته، ولربما يحمل مارك سافايا معه، الألة السياسية التي تفكك كل ملف على حدة، أو على أقل تقدير التاثير فيها لصالح واشنطن وأدواتها السياسية في داخل وخارج العراق.
وبكيف الله.