مقالات

🫂 بيني وبينك، المشكلة هي ……!

👤 عبدالملك سام - اليمن

[قبل البدء.. هذا حوار أجريته مع نفسي، وأحببت أن أشاركه معكم فقط من باب حب الثرثرة ربما، فأعذروني لو تسببت لكم ببعض الملل.. وشكرا]

موضوع غزة ليس حدثا جديدا، ومنذ قرون والبشرية تعاني من المجرمين، وممن يتفرجون على المجرمين، وممن يشاركهم جرائمهم! ونحن نتألم ونتفرج على ما يحدث لأهل غزة، ومتبلدون أمام السكوت الجماعي المخزي الذي لا نعرف من المتسبب فيه؟ وكيف نقوم بتغييره؟ وفينا من يصرخ في الآخرين: لماذا أنتم صامتون؟!.

الجواب الحاضر دوما على هذا السؤال هو: أن السبب هي الأنظمة، ولكن هل فعلا أن السبب هي الأنظمة؟! أم أننا نكرر جوابا معدا بخبث من قبل المجرمين أنفسهم؟ وإلا قولوا لي لماذا لم نرى أحدا يفعل شيئا بعد أن عرف الجواب؟ فالمفترض أنه وقد عرف الداء، وبالتالي الدواء أيضا!! الجزء المتبقي هو: وبعد ذلك!!!

الموضوع ليس صعبا بحق الله، فلا تجعلني أنتظر ردك طويلا! ما هي مشكلتنا الكبرى؟ إسرائيل؟!! أفتح الحدود فقط لتشاهد أنه ليس هناك مشكلة أسمها “إسرائيل” أصلا.. هل هي الأنظمة؟!! أخبرني كم يبلغ عدد أفراد أكبر أسرة حاكمة في المنطقة؟! هل هؤلاء يستطيعون أن يمنعوا الملايين – بل مئات الملايين – من التحرك؟!

هل المشكلة في خدام الحكام وجلاوزتهم؟! نحن نعرف أن منتسبي أكبر وزارة داخلية في العالم (أعتقد أنها في الصين) لا يكفي عدد أفرادها أن يحاصر شعبا بأكمله، وسجون العالم بأكمله لا تتسع لشعب واحد من عشرات الشعوب العربية والإسلامية! إذن، أين المشكلة؟!

يقال أن أول خطوة لحل أي مشكلة هو الإعتراف بأن هناك مشكلة أولا (وهذا ربما الشيء الوحيد الذي نتفق عليه كلنا)..
ثم تحديدها بدقة (وهناك تشويش قائم حول هذه النقطة)..
ثم وضع عدة حلول ودراستها (وهنا نجد أن هناك تلكؤ غير مفهوم حول هذه النقطة بسبب تراكمات ثقافية وتاريخية أصلت للإختلاف ومنع أي توافق فيما بيننا)..
وآخر نقطة هي أختيار الحل وتطبيقه بدقة على أرض الواقع (وهذا ما لم نصل إليه بعد)!

شاهدت مرة في قناة ثقافية مشهدا لجماعة من الأسود أمام مجموعة من الجواميس، وقد أنتهت المواجهة بأسد وبعض اللبوءات جرحى، بينما الجواميس – رغم فارق الإمكانات والتسليح – لم تصب بخدش واحد، والأسود بعد مدة بدأ عددها في التناقص في تلك المنطقة بسبب الموت جوعا!! وقد حاولت أن أفهم السبب، وخرجت بالنتيجة التالية..

مجتمع الجواميس كان يعرف من العدو، وتصرف بفطرته كما تقتضي مصلحته، وتحركت الجواميس جميعها دون تلكؤ بإعتبارها قضية الجميع.. تم وضع الصغار في حلقة داخلية، فيما أنطلق البقية جنبا إلى جنب لمواجهة الخطر، ورغم المناوشات التي قامت بها الأسود لم يتفرق البقية، وكل الفحول تحملت المسؤولية وحافظت على رباطة جأشها طوال مدة المعركة.. أما العنصر الأهم فسأتركه لخيالك لتعرف ما هو!!

ما لم أشاهده في مجتمع الجواميس الناجي هذا هو أنني لم أجد جاموسا يجلس ليتفرج على الآخرين أثناء المعركة لأنه يعتقد أن مشاركته غير ضرورية! ولم أرى جاموسا يتفق مع الأسود ليهاجم الجواميس الأخرى التي تحمي بقية المجموعة! لم أرى أيضا جاموسا يختلف مع الآخرين لأن لونه مختلف، أو لأنه يعتقد أن هناك ماهو أهم من المواجهة! لم أرى جاموسا يأكل ويغازل الإناث أثناء القتال تاركا موقعه! من هنا عرفت لماذا أنتهت المعركة سريعا ودون أن يخسر الجواميس فردا واحدا!

الأهم، هل عرفت الآن العنصر الذي يجمع كل عناصر القوة تلك والذي جعل مجتمع الجواميس يتماسك وينجو بينما أمتنا لا؟!! أنا لن أذكره الآن حتى أعطيك الفرصة لتكتشفه بنفسك، ولأني أعرف أن الخبثاء قد شوهوا عقولنا لدرجة تمنعنا من أختيار الحل الصحيح حتى لو عرفناه!! ولكني سأستغل هذه الفرصة – وأنا أتحدث معك – لأهنئك بقرب قدوم مولد أفضل قائد عرفته البشرية، نبينا محمد (ص).. وكل عام وأنا وأنت ونحن بألف خير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى