اظهرت كامل الأحداث الجارية في المنطقة جراء الحرب الصهيونية المدعومة أمريكيآ وبصورة مباشرة وغربيآ بوسائل وأدوات متعددة على قطاع غزة الفلسطيني المحاصر منذ سبعة عشر عام بمساحتة الصغيرة ولأكثر من أربعة عشر شهرا والمستمرة بفضاعتها الإجرامية وقذراتهم القائمة على تدمير كامل وممنهج لكل نواحي ومظاهر الحياة الإنسانية مخلفين والى الآن عشرات الألأف من الشهداء والجرحى؛ عجزهم الكامل على تحقيقهم للأهداف المعلنة أو المخفية، فاصبحوا في شرود وتيهان ملحقين لأنفسهم الخزي والعار عالميآ مطاردين من المحاكم الجنائية الدولية والتي اصدرت مذكرات اعتقال بحق قادة كيان الإحتلال نتنياهو وغالانت بصفتهم مرتكبين لجرائم حرب وابادة جماعية بحق سكان قطاع غزة ومن كل شعوب العالم الحر الناظر والمشاهد لمختلف أنواع الإجرام والتي وصلت وانتشرت اليهم عبر مختلف وسائل الإعلام.
العزلة الكبيرة الدولية التي يعيشها كيان الاحتلال ونبذه شعبيًّا على المستوى العالمي قادته الى اللجوء إلى طلب مساعدات الأمريكان لتحقيق أهدافه التي لم يستطيع تحقيقها بقوة السلاح عن طرق الأطر السياسية في لبنان والتي ياما سعوا الى إيجادها وخلقها في قطاع غزة لاخذها سياسيآ من المقاومة الفلسطينية والتي كان للعجز المتراكم الإسرائيلي وضوحه المتصاعدا لاصرار الثبات الفلسطيني على حقه المشروع للدفاع وفرضه للشروط العادلة لإنجاز اي صفقة تبادل للأسرى بإيقاف للحرب وبانسحاب كامل للكيان من القطاع، وما دون ذلك فمن المستحيل لا أمريكيآ أوصهيونيآ على تحقيقه طالما والفاتورة المقدمة فلسطينيا والتضحيات عظيمة وبطولية والصمود أسطوري غير مسبوق الذي قدمه المجاهدين الشجعان، ليشكلوا بنضالهم هدفا لا يمكن التنازل عنه مهما كانت الظروف والتحديات فقادم التضحيات هي لسابق كبير ومتواصل لا يمكن قياسه بالاثمان وهو إمتداد لإكمال مسيرة الصمود حتى تحقيق الانتصار وزوال كيان الإحتلال الحتمي والأكيد.
أرهقت معركة غزة كيان الاحتلال وغاص في مستنقعاتها العميقة وتعثرت مختلف عملياته العسكرية، وشكل الضغط العسكري القادم اليه من الجبهة الشمالية بجنوب لبنان مصدرا للاستنزاف بفعل الإسناد الفعلي لحزب الله منذ انطلاق معركة (طوفان الأقصى)، وما ان تراكمت عليه الضغوطات واصبح للانجرار نحو تحقيق ما تم اعداده ورسمه سابقآ ولسنوات لتنفيذ مخططه لارتكاب العمليات الإرهابية بحق اللبنانيين، وافتخاره الأولي بتصويره للنجاحات السريعة بالانتصار عندما اقدم بتفجير وسائل الاتصالات البيجر واغتيالاته لقادة حزب الله اللبناني وعلى رأسهم سيد الشهداء حسن نصرالله شعوره بالقضاء على المقاومة، وهو ما فشل في كل توقعاته وغاص في احلامه وأمانيه ليصاب بالمفاجأت والاحباط من واقع ظهور وتطور وانتقال سريع خلال زمن قصير لا يتجاوز الاسبوعين لنهوض حزب الله من كبوة تعثر لجواد اصيل عربي إسلامي عريق متجذر الأساس متفرع يحتضنه عشرات الملايين من الاحباب المخلصين المؤمنين ذات قاعدة جماهيرية عريضة لها صولات وجولات عديدة لتاريخ صراع وكفاح طويل ضد الأعداء فلم يتأثرون باغتيال قادتهم العظماء فهم ولادين للمجاهدين مصانع للرجال الأقوياء وبلا إنتهاء يتوارثها عشرات الأجيال القادمة ولقرون من الأزمان، لتزداد التراكمات ويتصاعد للفشل الصهيوني في شقيه السياسي والعسكري في لبنان فظهر محبطآ في متاهات بعد نفاذ كامل وتام لكل بنك الأهداف.
التأكيد الجازم للأمين العام لحزب الله بوقف العدوان الشامل والحفظ الكامل للسيادة اللبنانية سقفين يبنى عليهما، والميدان هو لإنجاز الأهداف وليس بالقصف الهمجي على الإحياء والقتل المتعمد للسكان، وما عجز عن تحقيقه الكيان عسكريًّا وفشله بريآ فمن الصعب عليه أن ياخذه سياسيآ بالمفاوضات ووضعه للشروط الغير قابلة للنقاش، وانه من المستحيل لدوله القبول بانتهاك سيادتها فهي ورقة خيال صهيونية عليه أن يدركها، والمقاومة لها خطوط ومسارات متوازيات نجحت من خلالهما على تثبيتها للمعادلات السياسية والعسكرية، فمسار تصاعدي واضح التأكيد للقدرة الكبيرة على إحداثه للتغير في سير المعارك ميدانيآ بضربها لكل المناطق في اي بقعة يراد استهدافها وصولآ لوسط تل أبيب وعجز الصهاينة عن صدها طالما استمروا في إستهدافهم لبيروت، وتصاعد قوي فائق القدرة على المواصلة لمعركة طويلة الأمد، ومسار متوازي آخر وهو التماشي مع كل الرغبات السياسية وهو ما يقوم بها حاليآ المبعوث الأمريكي “هوكشتاين” لإيجاد مسارات لحلول دبلوماسية هي محلها المأخوذ ضمن أولويات الحزب والحكومة وفق القرار الأممي (1701) إذا ما كانت للجدية الإسرائيلية تعاملها الصحيح لإيقاف شامل للعدوان وحفظ كامل لسيادة لبنان، وما غير ذلك فلا مجال للحديث عن مخارج وحلول الا وفق الرؤى والمواقف التي تستند لها الدولة اللبنانية ومقاومتها الإسلامية لوقف كافة المخاطر الإسرائيلية.