اكثر من ١٠ ٪من السياح الاجانب في تركيا هم من العراق ولديهم تصور كامل عن الوضع الاقتصادي المنهار في تركيا وكيف ان الليرة اليوم في اسوأ حالتها فحكومة اردوغان تعاني من التضخم الاقتصادي ويعتبر العراق الملاك المنقذ لها فالواردات من السلع التركية للعراق سنويا تجاوز 20مليار دولار ونفط كردستان يباع لها بأبخس الاثمان ناهيك عن عمليات القرصنة التي تحدثها مافيات حكومة الاناضول على انابيب النفط العراقي والسياح العراقيين ينفقون سنويا فيا ملايين الدولارات وهذه العملة الصعبة قد حركت اقتصادهم وانعشته.
ومع هذا فهي تتعمد الاساءة لنا لانها ادركت ان لا توجد حكومة عراقية قوية و كل الحكومات التي تلت ٢٠٠٣ اتسمت بالضعف والخواء وهمّها ارضاء الاحزاب المتناحرة وتسوية المشاكل الداخلية.
ومما لا شك فيهان للسفارة التركية في بغداد دورا كبيرا في الخراب الداخلي فهي خرجت عن دورها الاداري والدبلوماسي واصبحت تمارس دورا مخابراتي وباتت بؤرة لأثارة الفتن والتدخل في الشأن الداخلي.
ولم تكتفي باضعاف البلد نتيجة الاقتتال الطائفي بل تعدته الى دعمها الكبير والعلني لمجاميع داعش الارهابية فكان لها الباع الاكبر بأدخال هذه المجاميع للمدن العراقية عبر كردستان وللاسف بمساعدة حكومة مسعود والهدف واضح هو احداث مزيد من الضعف الحكومي وانهيار البلد ليصبح فريسة سهلة الصيد وهذا ما حدث اذ ان تقدم تركيا في عمق شمال العراق جاء ابان معارك داعش ونشط بشكل واضح بعد ٢٠١٧ واصبحت تركيا تتجاهر بسياستها الاستعمارية بحجة ان اتفاقية سايكس بيكو لم تعد سارية المفعول وانها ستعيد ترسيم الحدود الى ماكانت عليه قبل الحرب العالمية الثانية اي انها تريد ان تستعيد الاراضي التي كانت تحت الاستعمار العثماني.
اقول ماكانت حكومة اردوغان لتتجرأ بهذا القول لو ان الشهيدين ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني على قيد الحياة وماكانت لتتجرأ لو ان حكومة بغداد تتحلى بروح وطنية حقيقية ولديها استراتيجية ذكية في ملف العلاقات الخارجية لانها ترى وتسمع وتوثق الاعتداءات التركية ولم تتحرك باتجاه استخدام اوراق الضغط التي لديها كاستداع السفير التركي وطرده وتقديم ملف الاعتداءات الى المحكة الدولية والامم المتحدة والجامعة العربية لتشكيل موقف عربي واقليمي ودولي مساند لها ضد تركيا واجبارها على ايقاف عملياتها العسكرية والخروج من الاراضي العراقية وفرض عقوبات دولية عليها خصوصا وان تركيا لا تحضى بترحيب دولي فأوربا تكره تركيا بسبب تاريخها الاجرامي معها وكذلك السعودية ودول الخليج فتركيا في حقيقة الامر خاوية دبلوماسيا و اقتصاديا ويكفي ان نضغط عليها بورقة ايقاف التبادل التجاري وتحويل تصدير النفط من جيهان الى وجهة اخرى الى العقبة مثلا ومحاسبة العراقيين الذين يدعمونها سياحيا فهي دولة عدوة وليست جارة
ثم ان قواتنا من الجيش والشرطة الاتحادية وقوات الحشد الشعبي تدربوا بميادين قتال فعلية على عكس الجيش التركي الذي لا شك ان حكومتة المنهارة اقتصاديا لن تصمد امام صلابة قواتنا العسكرية.
لكن الموضوع لا يخلو من تواطئ حكومي وبعض الاطراف السياسية في العراق وللتذكير فأن صورة الحلبوسي والخنجر وهم ممسكين بالايدي المرفوعة الى الاعلى لا زالت عالقة في الاذهان فأردوغان عراب التحالف السني.
توالت الاعتداءات التركية التي بدأت بحجة ملاحقة الpkk وقصفهم بالطائرات ثم تطور معها الامر الى نشر قواعد عسكرية وزيادة عدد الجنود وتطور اكثر الى ان دخلت في عمق اراضي الموصل ثم اعلنت انها ترغب باستعادة الموصل وكركوك وبعدها قطعت امدادات الماء واتبعت سياسة تجفيف الانهار
وكل هذا والحكومة العراقية لم تنبس ببنت شفه ورئيس الوزراء الكاظمي يتزاور زيارات ودية وحميمية الى تركيا واوردغان يصلح له وضع ياقته ورباطه وكان الامور طيبة.
اما مسعود بارزاني القائد الخالد كما يحب ان يسميه شعب كردستان فهاذا لا يقل خيبة وعمالة عن المبخوت لانه هو من سمح بدخول القوات التركية بحجة ملاحقة المعارضة والغريب في الامر ان البيش مركة لم يعد لهم ذكر بعد ان صورتهم لنا حكومة كردستان بفرسان الله وان تاريخهم حافل بامجاد الدفاع عن الكرد ولكننا لم نرى لهم اي ردة فعل لا في صفحة داعش ولا في موضوع الدفاع عن اراضيهم ضد الاحتلال التركي، اانهم مجرد سراق تضحيات واقصد انهم ينسبون لانفسهم امجاد وبطولات صنعها غيرهم وتضحيات قدمها الحشد والجيش والشرطة الاتحادية كما سبق وان نسبوا لانفسهم مسألة الدفاع عن كركوك والحقيقة هي انهم لم يطلقوا من اجل تحريرها رصاصة واحدة.، ومادام جحوش الجبال لا فائدة ترجى منهم فلماذا يكلفون الحكومة المركزية كل هذه الاموال من رواتب وتسليح.
وبخصوص الاحزاب المحركة للمشهد السياسي لا نريد منكم سوى الاتفاق السريع وتقديم التنازلات من اجل العراق و تشكيل حكومة وطنية حقيقية معترف بها دوليا كي تقاضي اردوغان وحكومته من خلال المحكمة الدولية ومجلس الامن وجميع منظمات الامم المتحدة الانسانية والقانونية وتجبره على الخروج من الاراضي العراقية ومحاسبتها على قتل العراقيين العزل المسالمين داخل بلدهم العراق.
و استخدام الاساليب الدبلوماسية من خلال اوراق الضغط من قبيل منع التبادل التجاري مع تركيا وايقاف ضخ النفط عبر اراضيها وحفر ابار عملاقة لتغذية الانهار في حال امتنعت تركيا عن ضخ حصة العراق المائية علما انها ستجبر على اعطائنا الحصة المائية لان الطبيعة الربانية ستجبرها على ذلك
بقلم : حليمة الساعدي