ثقافيةسياسيةعراقيةمقالات

المرجعية السيستانية ودورها الصارم في بناء الدولة العراقية مابعد 2003 !!

غيث العبيدي !!ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الستراتيجية في البصرة

وفق لأطروحاتها التي مثلت منعطفا تاريخيا وسياسيا في العراق وعموم المنطقة العربية ، عملت المرجعية الدينية في النجف الاشرف ، على تأصيل النظام السياسي وبناء الدولة العراقية الحديثة ، من خلال تبنيها لأدوار سياسية وأمنية وإعلامية واجتماعية ، ذات تأثير صارم على أحياء الدولة العراقية ، التى اندثرت و تكبلت بقيود الاحتلالات و الدكتاتوريات ، التى أحاطت نفسها بهالة من العصمة ، فهشمت الدولة وارثها الديني وتركتها الثقافية ، وتسلطت بشكل كامل على مقومات الدولة ( أرض وحكم وخيرات ) فكانت كل خياراتها عسكرية بحته ، وفي المحصلة النهائية عسكر المجتمع وطغى الصراع والعنف والإبادة •

شكلت أوضاع العراق مابعد 2003 علامة فارقة في حياة المرجعية الدينية في النجف الاشرف ، لتلعب دورا متكامل وعلى مستويات متعددة ، سياسية ، اجتماعية ، دينية ، إعلامية ، أمنية ، واقتصادية ، فأعادت للاذهان الادوار الصارمة والمتكاملة التى اضطلعت بها المرجعية الدينية في عام 1920 ، التى اثرت بشكل واضح في الحياة الفكرية والسياسية ، بل وتعتبر نقطة الانطلاق الحقيقية والفعلية لبناء الدولة العراقية حديثة آنذاك •

حطمت المرجعية الدينية رهانات امريكا ، و بددت أحلامهم وآمالهم ، ورفضت رفضا قاطعا إدارة البلد بقانون مؤقت وبدستور معلب ، ومنعت كل أشكال استخارة قوات الاحتلال ، واغماض العيون والمشي خلف ما اختاروه لنا ، واكدت على أن العراقيين يملكون القدرة على كتابة دستور عام وشامل ، شرط أن يطرح على عامة الشعب للاستفتاء عليه ، وبيان مدى صلاحيتة من عدمها ، ونبذت العنف والطائفية باعتبارهما حصبة الجنس البشري ، ولمحت على ان دراسة السلام افضل من دراسة الحروب ، وارادت ان تقول لنا إن كنتم تأمنون ببلدكم وتطمحون إلى ان يصبح لكم قدر كبير وقيمة عظيمة ومكانة مرموقة بين الشعوب والأمم الأخرى فاحسنوا أختياراتكم •

واكدت على رفضها القاطع لكل القرارات التى تؤخذ في أروقة وتحت قبة البرلمانات الغربية ، والتي تخص الشأن الداخلى العراقي من دون الرجوع والمرور بالحكومات العراقية ، وحرصت على إيجاد تنسيق عالي المستوى بين السياسين بمختلف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية ، من جهة وبين القوات الأمنية بمختلف صنوفها •

هذا ولا تزال فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها مرجعية السيد السيستاني رضوان الله عليه، مناسبة مقدسة لدى جميع العراقيين ، لما أحدثته من تجسيد لمعنى الانتصارات الحقيقية على الارهاب الطائفي وقوى الاستكبار العالمي ، فشخصت الخلل وإعادة التوازن للتشكيلات العسكرية ولملمة الاوراق وإعادت ترتيبها من جديد ، وفق رؤية جديدة بأليات عمل جديدة ، نقلت العراق من خانة الفشل الذريع لخانة الشجاعة والاقدام والقوة •

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى