لا مكان للملل! وهل من يملك عدوا كاليهود يمكن أن يشعر بالملل ولو لعام واحد؟! في جعبتهم الكثير من المفاجآت والأزمات والأوبئة، وكل فترة يتحفوننا بخابور جديد!! هم عبارة عن فيروس مشاكل دائم الحركة، ويعملون في الشر بنشاط وبشكل منقطع النظير، حتى أنك ستفكر بأنك من أهل النار لا محالة وأنت تقارن ما تبذله من جهد مع ما يبذلونه هم في هذا الصدد!
عام يحتلون فيه بلدا جديدا، وعام ينتجون فيه فيروسا جديدا يحصد أرواح الملايين، وعام ينشرون فيه القلاقل والحروب، وعام يرفعون فيه الأسعار والأزمات الأقتصادية، وهكذا! والذي يفطر القلب فعلاً هو أن اليهود يربحون الكثير من وراء هذه المصائب على صورة عوائد ضخمة لشركات ومؤسسات كبرى، بينما نحن لو فكرنا أن نؤذي أحدهم فنحن نفعل هذا بجهد كبير وبعد أن ندفع الكثير من المال لنتشفى ولو قليلا برؤية خصمنا وهو في مآزق، ومن بعدها نعاني من تأنيب الضمير لسنوات!
هم يسيطرون على أهم القطاعات وعلى رأسها الأدوية والسلاح والمخدرات والدعارة، وهي قطاعات تقع في قمة القطاعات الأقتصادية الأعلى ربحية، ويكفي أن نعلم بأن شركة أدوية واحدة فقط بلغت ميزانيتها السنوية ما يفوق ميزانية ثلاث دول أوروبية مجتمعة!
ومن خلال هذه الشركات تمتد أذرع هذا اللوبي الأخطبوطية لباقي القطاعات، وشركاتهم تتغلغل في كل مكان على صورة شركات عابرة للقارات، وقد تمكن اليهود من تمهيد الطريق أمام هذه الشركات بأتفاقيات دولية وعبر منظمات ومؤسسات كالأمم المتحدة والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية وغيرها.
أما طريقة عملها فهي معقدة وتمتاز بالفاعلية، فمثلا ليس مهما بالنسبة لهذه الشركات لو كانت أرباحها منخفضة في بلد ما كاليمن مثلا طالما وهي مسيطرة على باقي الأسواق في المنطقة وتحقق أرباحا جيدة في دول ساحل عمان ونجد والحجاز.
لكن العقبة الكبرى أمام هذه الشركات تتمثل في “الحمائية” أو المقاطعة الجماعية، عندها تبدأ الخسارة في هذه الأسواق بشكل كبير؛ عندها لا تستطيع هذه الشركات تعويض خسائرها، ويكون عليها أما أن تكافح لتستمر، أو تحمل حقائبها وتغادر، وغالبا ما يكون أنسحابها مترافقا مع ظهور شركات أخرى في هذه الأسواق لها نفس المهمة، فتخرج مطاعم بيتزا هت وتظهر كنتاكي، أو تخرج ميرندا فتظهر كوكا كولا، وهكذا!
من هنا ندرك أهمية المقاطعة وتدخل الحكومات لحماية الشركات المحلية، وهذا الأمر غالبا ما تتم مواجهته من خلال المؤامرات السياسية أو التدخلات العسكرية التي تموله هذه الشركات، ورغم خطورة هذا الأمر، إلا أن فاعلية المقاطعة والحمائية تكون كبيرة كلما أزداد وعي الشعوب بأهميتها، وأستمرار تأثيرها.
من حقنا أن نقاطع وندعم الشركات المحلية لضمان أزدهار اقتصادنا، ولا تستطيع هذه الشركات أن تفرض على الشعوب ماذا تشتري، فالمهم أن تعي الشعوب أين تقع مصلحتها الحقيقية؛ فالمقاطعة سلاح مهم لا يصح أن نتجاهله..
لقد كشف الله لنا ما يضمره هؤلاء تجاهنا حين قال في سورة البقرة: {ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم}، كما أمرنا بمقاطعة أعدائنا ولو على مستوى كلمة {راعنا} في نفس السورة الكريمة! هذا هو الحق، وهذا هو ما فيه الخير لنا، ولو من أجل ما يفعلونه بفلسطين اليوم، وبأموالنا! فماذا ننتظر؟!