أمتلك الشهيد القائد ثقافته القرآنية الواسعة في مختلف قواعدها الوافية والشاملة المتعلقة بحياة الانسان ومن كافة جوانبها المتعددة، وحاز على الكم الهائل والوفير والواسع والغزير من المعارف الدينية والشرعية المتنوعة في مجالاتها المختلفة في اصلاحها للفرد والمجتمع وتسليحهم بالعلم والمعرفة لمساعدتهم على بناء دولتهم والنهوض بها يمتلكون القرار المستقل بعيدآ عن التبعية والولاء وبمختلف الإمكانيات والوسائل جاهزون لمواجهة قوى البغي والضلال، من هنا انفرد الشهيد القائد بنظرته الصحيحة الصادقة الإيمانية من أجل خدمة البشرية كلها وبلا إستثناء، فالمشروع القرآني الذي حمله الشهيد القائد ليس مخصصآ لفئة أو جماعة بحد ذاتها أو دولة بعينها بل يشمل الأمة كاملة برمتها.
ومن المنظور الإيماني العظيم النابع والراسخ في قلب ووجدان الشهيد القائد الجامع فيه جواهرها الفاضلة وخصالها الحميدة المكتسبة من مدرستة القرآنية الكاملة من خلال إلمامه بكل ما يتصل بمعرفته بالله تعالى وبهداه الكريم وصولآ الى إنشائه للمدرسة القرآنية بجامع الإمام الهادي بمحافظة صعدة والهتاف الأول للصرخة القرآنية وترديدها قبل حوالي اكثر من عشرين عام، ليستدرك بذلك الشهيد القائد وقائع وأحداث سخرتها أمريكا لعملائها بالنظام السابق لتنفيذ مخطط القضاء على مشروعه القرآني، فشنت عليه الحروب وعلى مناصريه لكنها فشلت وانكسرت، لتصدق بعدها قراءته الإيمانية في عصرنا الحالي لكل أقواله السديدة في وضع كامل الجهوزية والإستعداد من قبل المسلمين للمواجهة والتصدي لكافة المخاطر والتهديدات التي تدبرها قوى الإستكبار العالمي.
ليسير الشهيد القائد في البناء لمسيرة النور والعطاء والتنوير وفق أسس رفيعة وقيم ومبادئ سامية أساسها كتاب الله المبين والتثقيف بثقافة القرآن الحكيم، وبوسائل متنوعة كالملازم الدينية والكتب وإقامة المحاضرات التثقيفية والندوات والتي كانت لها نواتها الأولى في تأسيسه للمشروع القرآني المتنوع في مجالاته والأهداف، الثابت في قاعدته الأساسية المبنية وفق أسس صحيحة منهجية قائمة وشاملة بكل محتويات تعاليم الدين الإسلامي لجعلها عمود الإرتكاز للتصحيح لكافة الأفكار والمفاهيم والثقافات المغلوطة التي شوهت الإسلام والإسهام الفعال في بناء المجتمعات الاسلامية وفق قاعدة ومنهج الثقافة القرآنية، والتي نظر من خلالها الشهيد القائد للبعيد من أجل البناء والتقدم والتطوير والنهوض والإستدراك بوقائع الأمور وبكل ما يدور في العالم من أحداث هي في أصلها موجهه ضد العرب والمسلمين مفتعله من قوى الشر والإستكبار، ومن هنا ينبغي على الجميع تصحيح الجوانب السلبية السابقة لجعلها محطات للإهتمام والمتابعة والإستعداد لمواجهة كافة المخاطر والتحديات والصعاب.
تعددت البدايات التصحيحية لمشروع المسيرة القرآنية في صعودها التدريجي والفعال والناجح في تصحيحها للأفكار المغلوطة لهذه الأمة والمزروعة منذ عقود بفعل فاعل مدروس، وبتدبير ممنهج وخطير، أعدته وخططت له قوى الإستكبار لغرس أفكارها الشيطانية بالمجتمعات الإسلامية عبر أدواتهم الخونة والأنذال المتأسلمين والحكام الموضوعين على الكراسي والعروش لخدمة وتنفيذ مطامع الامريكان والصهاينة، فالمشروع القرآني مشروعآ عامآ للأمة برمتها وليس محدود بفئه بعينها او بلدآ بحد ذاته، لتبدء مرحلة الصعود في إنتقاله من محافظة صعدة اليمنية وتوسعها وبهتاف الشعار وترديد الصرخة وسلاح المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية متناولها بالاستخدام، لتتصاعد تدريجيا ويعم صداها في عموم اليمن، وبلوغها عالميآ وإعلان مقاطعة المنتجات لدول قوى الشر و الإستكبار العالمي ورفعهم للشعار في اغلب الدول العالمية، وما الأحداث الحالية الحاصلة والحرب التي شنها العدو الصهيوني على قطاع غزة الاخير دليل لوقوف الشعب اليمني لنصرة المستصعفين والتي عبر عنها سابقآ بالعداء لأمريكا وإسرائيل عبر الشعار وهتاف الصرخة التي أطلقها الشهيد القائد وسلاح المقاطعة الإقتصادية لمنتجات الأمريكان والصهاينة، وما اثبته اليمنيين بالمواجهة المباشرة عسكريآ مع الأمريكان والانجليز أعطى المزيد من التأكيد لنجاح المشروع القرآني في بلوغه للأهداف التي تتمناها كامل الشعوب الإسلامية.
الموقف اليمني الشجاع والتاريخي العظيم والمعلن لنصرة القضية الفلسطينية وبواقع فعلي عملي عسكري باطلاقهم للصورايخ البالستية والطائرات المسيرة وحصارهم لسفن الكيان الإسرائيلي في البحر الأحمر ومنعها من العبور والمرور الى موائنه حتى يتوقف العدوان ورفع الحصار على غزة، وصولآ الى تاكيدهم الثابت على موقفهم المساند لفلسطين في مواجهة العدوان الأمريكي والبريطاني أعطى دلالاته الكبيرة بحقيقة المشروع القرآني العالمي إنسانيآ واخلاقيآ وفكريآ وعظمة المؤسس له وبلوغه مراحله الكبرى في الوصول لمختلف أصقاع الكرة الأرضية.