مقالات

أمة المليار ونصف مليار مسلم كرتونٌ فارغ وهيبةٌ مسلوبة!.

كتب إسماعيل النجار

يُخيّل للمرء حين يسمع رقم “مليار ونصف مليار مسلم” أن الدنيا ستهتز، وأن البحار تغلي، وأن الأمم ترتجف. لكن الحقيقة الصادمة أن هؤلاء ليسوا سوى مخلوقات هزيلة بلا قرار ولا هيبة، تحركهم أزرار البيت الأبيض وصفارات الكنيست الصهيوني.
أمة تعيش على الأطلال وتفتخر بعددها، بينما أصغر مستوطنة صهيونية في فلسطين المحتلة تهزّ عروشهم وتهزم جيوشهم.
ملوك العرب: خدم الاستعمار على رأسهم الملك عبدالله الأول لم يكن سوى كلب حراسة للبريطانيين، فتح كل الأبواب لليهود على فلسطين، وشاركهم في مؤامرة تقسيمها.
حفيده الملك حسين بن طلال جاسوس صهيوني برتبة ملك، كان أكثر إخلاصاً للموساد من إخلاصه لشعبه.
الملك عبدالله الثاني: ملك البندورة! يعاني من عقدة نفسية وانفصام في شخصيته، يتظاهر بالصلابة وهو لا يملك من أمره سوى ما يرسمه له السفير الأميركي في عمّان.
الحسن الثاني في المغرب: خادم مطيع للصهيونية، لم يكتفِ بالتطبيع بل فتح أبواب بلاده للموساد ليستبيح البلاد، وها هو ابنه الحسن السادس يسير على ذات النهج، ملكٌ يزينه لقب “حارس الهيكل العبري” أكثر من “أمير المؤمنين”!
مملكة النفط والرمال: بني سلول
بني سعود، أحفاد بني قريظة، أجهل الحكام وأشدهم خيانة. ثرواتهم نهبوها من خيرات الجزيرة، وحكموا الشعوب بالحديد والنار، ولم يكتفوا بالظلم الداخلي بل صدّروا الوهابية التكفيرية التي جعلت الأمة تأكل نفسها، تُكفّر بعضها، وتذبح بعضها، وتترك عدوها ينعم بالأمان. ولولا النفط لما سمع أحدٌ باسمهم، فهم مجرد قبائل بدوية لولا حماية أميركا ما كانوا ليستمروا يوماً واحداً.
أما الإمارات وقطر والبحرين صغار الخيانة حكام الخليج الصغار لم يكتفوا بالذل، بل تفننوا في لعب دور سماسرة للتطبيع مع إسرائيل، يفتحون الأجواء والموانئ، يبيعون فلسطين في المزادات العلنية، ويصنعون عداءً مصطنعاً مع إيران والمقاومة ليقدموا أوراق اعتمادهم في البنتاغون. السبب الجذري أنهم أصحاب عقيدة مهزومة.
أمة المليار ونصف لم تفشل لأن أعداءها أقوياء فقط، بل لأنها اعتنقت الوهابية التكفيرية، هذه البدعة التي أخرجت المسلمين من روح الإسلام إلى صراع قبلي دموي، حيث يكفّر السني شيعياً، ويكفّر الشيعي سنياً، ويُقتل المسلم باسم الدين، بينما إسرائيل تتمدد وتضحك.
الوهابية حولت الإسلام إلى دينٍ بلا عقل ولا قلب، مجرد شعارات بلا جهاد، خطب منبرية بلا فعل، ومجتمعات مشغولة بالحجاب واللحية بينما فلسطين تنزف.
المذهب الجعفري: عقيدة الولاء والجهاد
في مقابل هذا الانحطاط، برز المذهب الجعفري الشيعي، عقيدة قائمة على:
الولاء لأهل البيت الذين مثّلوا الصدق والإخلاص للإسلام.
ثقافة الجهاد والشهادة، حيث لا يُفصل الدين عن مقاومة الظالم.
الثبات على المبدأ، فالتشيع منذ كربلاء علّم أن الدم ينتصر على السيف، وأن الأمة لا تُقاس بعددها بل بصلابة موقفها.ولولا الفكر الجعفري لما وجدنا مقاومة في لبنان أو في فلسطين، ولا شهدنا تجربة إيران الإسلامية التي كسرت هيبة أميركا ووقفت بوجه الصهيونية.
إن أمة المليار ونصف، بواقعها الحالي، ليست إلا أضحوكة التاريخ: شعوب مقهورة، حكام عملاء، وجيوشٌ من ورق. ولو لا بصيص الضوء الذي يخرج من مدرسة آل البيت، ومن عقيدة الجهاد والثبات، لانقرض ذكر الإسلام من بين الأمم.
إن الوهابية جرّت الأمة إلى الذل، بينما التشيع الجعفري قدّم لها طريق العزّة: ولاء، ثبات، جهاد، مقاومة. وما بين الطريقين يُختبر الناس: أمةٌ خانعة خانت فلسطين، وأمةٌ قليلة العدد وقفت وقالت: “لن نركع”.

بيروت في،،  23/8/2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى