صورة الصراع الحالي بين الفلسطينيين وإسرائيل ونوابض الحركة والمتغيرات والمراهنة على الزمن !
غيث العبيدي ! ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الستراتيجية
من خلال فحص مادة ومعالم وهيكل الصراع «الفلسطيني _الاسرائيلي» يمكننا توصيفه على أنه صراع ”شمولي كلياني“ تحاول فيه اسرائيل وعلى مديات تاريخية مختلفة، بسط سيطرتها و هيمنتها و قوتها و سطوتها، على كل شيئ ثابت ويتحرك في فلسطين، بما فيها جوانب الحياة الشخصية وأخلاقيات المجتمع، لذا فهو الصراع الأطول والأعقد والاعنف في التاريخ الحديث •
وبعد شبهات الحرب الأمريكية على الارهاب، التي طالت العرب وقلمت مخالبهم، وحولتها لمخالب صحية، ووضعت فوق كل مخلب قلب احمر، كدلالة للارتباط، والوصول الى تفاهمات مشتركة، وبناء حس ثقافي بضوابط فكرية واجتماعية ودينية، وعلى مستويات متقدمة بين غرب العالم النصراني ومشرقة الاسلامي، التى رجحت كفة الصهاينة أضعافا مضاعفة، لذلك كانت مكاسب الاسرائيليين عظيمة جدا على حساب الفلسطينيين، مما ترتب عليه هجمات السابع من اكتوبر وعملية طوفان الأقصى •
المشاهد المستقبلية التي تتعلق بطبيعة هذا الصراع، بعد أن كانت متغيرة و ضبابية وغير مفهومة، ولايمكن التكهن بها إطلاقا، باتت بعد الطوفان أكثر وضوحا•
ويمكن أن نقول إن القوة العسكرية الإسرائيلية، وتحالفاتها ومغذياتها وبيئتها الخارجية، برأيها العالمي العام و إعلامها، تحولت من الثابت الراسخ لصالح إسرائيل، للمتغير المتحرك لصالح المقاومة الفلسطينية، ويبدوا أن الحاجات الدولية الأكثر أهمية والسأم من أفعال الصهاينة، مضافا لها خوف زعماء الأنظمة السياسية الغربية على رؤوسهم، وممارسات شعوبهم لنشاط ضاغط علىهم، ولجوء جميع الأطراف بما فيها الداعمة و المؤيدة والمساندة لإسرائيل، لحلحلة الصراع الحالي باي شكل من الأشكال، سيؤجل جميع مراهنات الحكومات الإسرائيلية على عنصر الزمن، بل وستلغي مسألة الحسم نهائيا، وفى ظل التخطيط الاستراتيجي المبهر للمقاومة الفلسطينية والمحور المغذي لها، بات كل شئ متغير ومن الان بدأ الصهاينة يعملون لتفادى الزوال بالكيفيات المتاحة لضمان البقاء لا اكثر •