شؤون اقليميةمقالات

الشعوب العربية خارج المشهد السياسي والاعلامي … هل هو غياب ام تغييب ؟؟

حافظ آل بشارة

الساحة الآن يجول فيها الحكام العرب الموالون للصهيونية، والاعلام العربي المساند للصهيونية بكل ضجيجه ولهاثه واكاذيبه، ومن يراقب المشهد سوف يسأل في النهاية اين الشعوب العربية؟ واذا كان الاعلام العربي وحكام دول العرب اصبحوا خدما للصهيونية واميركا فهل ان تلك الدول خالية من السكان؟ اين هم؟ هل هم مع الكيان الصهيوني ام ضده؟
الغياب الكامل لشعوب المنطقة يثير اسئلة كثيرة عن مصير المحرضات الثقافية والتربوية التأريخية التي كانت تحرك الجيوش والشعوب العربية وتجعلها متحمسة ومتفاعلة مع قضية فلسطين :
– المحرك الديني الاسلامي العابر للطائفية والمنطلق من المساجد.
– المحرك القومي الذي هيمن على العقل السياسي والمعرفي العربي عقودا من الزمن.
– المحرك الوطني الذي جعل قضية فلسطين هي قضية كل بلد عربي.
– المحرك العاطفي الذي يدفع المواطن العربي للتفاعل مع كل مظلوم ويعد ايذاء المرأة الفسطينية والطفل الفلسطيني رمزا للمظلومية والعار القومي !
ما الذي حدث حتى غاب سكان العالم العربي عن المشهد السياسي والاعلامي الخاص بقضية فلسطين؟ كتلة سكانية يقترب تعدادها من النصف مليار عربي مسلم غائبة عن المشهد! بينما في اميركا وبريطانيا وكل دول اورپا الداعمة لاسرائيل وفي دول اسيا وامريكا اللاتينية وافريقيا يخرج الناس في تظاهرات جرارة منددين باسرائيل ومتعاطفين مع الشعب الفلسطيني، اما العالم العربي الذي تقع فلسطين في قلبه جغرافيا، وخاضت جيوشه حروبا عدة ضدها وقدمت الاف الشهداء، وانشدت الاف الاناشيد والفت الاف الكتب حول قضية بيت المقدس، وقد انحصر تراث التظاهر العربي وفنونه ولافتاته وشعاراته بالقضية الفلسطينية، وقد امتلأت اجواؤهم بدخان حرق العلم الاسرائيلي واعلام الدول الداعمة له، ما الذي حدث؟ ما هذا الغياب؟ وهل هو غياب ام تغييب؟ وهل هو انعكاس فعلي لمقولة ان الناس على دين ملوكهم؟ الا يبدو ان الربيع العربي الذي اخترعته اميركا وبدأ في عام 2010 لتغيير بعض احصنتها من حكام العرب باحصنة جديدة قد اعطى نتائج اوسع نطاقا فهو قد غير الحكام والشعوب دفعة واحدة؟! ربما، بينما كان شعار التغيير يدعي ان الشعب يريد التغيير لكن عقب ذلك الربيع ظهر جيل الذل جيل الضياع وفقدان الهوية واللادين جيل الاستلاب والتغريب والتخنيث والجهل والتفاهة، والنتيجة الحاكم عميل او مطبع والمواطن غالبا تمثال يمشي مخدرا وهو شكل بلا محتوى، اذن فهؤلاء النصف مليار لا توجد بينهم الا اقلية واعية، وهم مصداق حديث النبي(ص) : (يُوشِكُ الأممُ أن تداعَى عليكم كما تداعَى الأكَلةُ إلى قصعتِها . فقال قائلٌ : ومن قلَّةٍ نحن يومئذٍ ؟ قال : بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ ، ولينزِعنَّ اللهُ من صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم ، وليقذِفَنَّ اللهُ في قلوبِكم الوهْنَ . فقال قائلٌ : يا رسولَ اللهِ ! وما الوهْنُ ؟ قال : حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموتِ). وفي رواية اخرى : (اذا غالبتكم الثعالب غلبتكم) !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى