بعيدا كيف سيكون الامر في غزة، لكن في الختام بعد غزة هناك مشرق عربي جديد، اين الشيعة فيه.
العدو الإسرائيلي لم ينس الدور السوري عام 2006 ابان حرب تموز والذي كان داعما وأساسيا في الصمود السياسي والمعنوي للمقاومة، مما شكل ضغطا كبيرا على بقية الدول العربية، وحقق هذا الانتصار الكبير.
كما أن العدو الإسرائيلي لم ينس أيضا الدور السوري عام 2008-2009 عندما شن عدوانه على غزة ووقفت سوريا بكل قوتها وأرسلت أطباؤها إلى غزة وكان دورها العامل الأساسي في وقف إطلاق النار.
العدو الإسرائيلي فهم بأنه لا يمكن القضاء على المقاومة او كسرها في فلسطين أو لبنان طالما سورية قوية، وكان المخطط هو الجريمة التي اقترفتها بعض النظم العربية بحق سورية طيلة 12 سنة، ولو كانت سورية اليوم كما كانت قبل عام 2011 ما استطاع الإسرائيلي تدمير 80 % من غزة وقتل 6 % من شعبها وتهجيرها عن بكرة أبيها.
ولكن السؤال الكبير الذي يطرح، أنه بعد تدمير سوريا واليوم تدمير غزة من هو البلد الثاني الذي ستدمره إسرائيل.
العدو الإسرائيلي أعلن وأخبر البيت الأبيض والفرنسيون والأوروبيون بمخططه بمقولة بسيطة: “بعد يوم واحد من القضاء على حماس ستطبق إسرائيل الدروس المستفادة على مقاتلي حزب الله”.
أنا أعرف مسبقا بان العدو الإسرائيلي أعجز من أن ينال من حزب الله، ولكن هذا العدو لن يتوقف عن المحاولة، وخاصة أنه منذ عام 2005 حتى اليوم خاض خمس حروب كبرى ضد حركة المقاومة حماس، وفي الختام عندما وجد الظروف الدولية تلائمه ارتكب مجزرة بحق أهالي غزة، اعتبرت الأكبر والأبشع والأفظع منذ قصف ناجازاكي وهيروشيما في اليابان.
أنا أعرف أن المقاومة قوية وقادرة وتقوم بدورها، لذلك استسمح طائفتي الشيعية واسألهم، هل نحن البيئة الشيعية نقوم بدورنا، وماذا أعددنا لمثل هذا اليوم، الذي قد نجد فيه أنفسنا نتعرض لقصف عنيف للغاية وفي لحظات قليلة قد يسقط الآلاف من الشهداء والجرحى، بسبب الدمار الهائل الذي تحدثه هذه القنابل التي استخدمت في غزة.
ولا أحد يقول إن مثل هذه الفرضيات لن تحصل او مستبعدة، كونه في ظل تراخي الموقف الأممي الحازم، وبسبب الصمت العربي المخزي، والأداء الرسمي الفاشل والضعيف، والغياب التام لتفاعل الشعوب العربية ضد ما قامت فيه إسرائيل من إبادة وارتكاب مجازر وحشية بحق أهلنا العرب في فلسطين، فإنه من الطبيعي جدا أن يكرر العدو الإسرائيلي فعلته ليس فقط ضد لبنان بل حيث يريد على مساحة العالم العربي.
أكرر السؤال، إلى الشيعة هناك متغير كبير في المنطقة، وحتما نحن في أولويات هذا المتغير لأسباب عديدة ومنها أننا في مواجهة القوة التي تسعى للتغير والهيمنة،
مما يعني أنه حتى فرضية الابتعاد أو تجنب الصراع ضد هذه المنظومة هو أمر غير وارد، لأننا داخل هذا الصراع، ورأس حربته، ونخوض مواجهة حياة أو موت ضد هذه المنظومة، ليس فقط من أجل تحرير فلسطين، بل لأن هذه المنظومة نفسها قد ارتكبت أفظع الانتهاكات ضد الشيعة عندما كانت تحتل لبنان.
الرجاء نحن بحاجة إلى النخبة، والوحدة الواعية، والفاعلة،
نحن بحاجة أن نكون على قدر مسؤولية الدماء التي قدمت من أجل وصول الطائفة الشيعة إلى ما وصلت إليه اليوم، من عزة وكرامة وحتى أن تفرض نفسها ضمن المعادلة.
لا يمكنكم تخيل كم هو مكلف أن تجلس طائفة أو فريق على طاولة الدول والقوى الكبرى، وتحاور وتناقش وتفاوض وتفرض شروطها، صدقوني لم يكن أحدا يتخيل أو يتوقع أو حتى يتصور أن تصل الطائفة الشيعية إلى ما وصلت إليه اليوم، وربما نحتاج إلى وقت طويل لنعي ونستوعب ما وصلنا إليه اليوم.
الرجاء نحن بحاجة إلى النخبة كي نثبت هذا الفرق ونكرسه ونحافظ عليه أطول فترة ممكنة.
الرجاء نحن بحاجة أن نفهم ماذا يجري حولنا بواقعية سياسية بعيدا عن الضجيج والعصبيات، كي نتجنب ما هو أخطر بكثير.
وبحاجة أن نتناقش بعمق، ونصغي إلى بعض الطروحات حتى لو كانت غريبة عنا وعن ثقافتنا، لكن هكذا أصبح العالم اليوم، كل شيء فيه غريب.
دائما نقول كل الشكر لمن قاوم وقدم وضحى.
وأذكركم بما قاله السيد نصر الله في يوم الجريح، “وكما يقال أن الحفاظ على الإنجاز أو على النصر هو أصعب من صنع الإنجاز ومن صنع النصر”.
أنا أعرف أن البعض قد يكون مأخوذا ومشغولا بما يملك، والبعض الآخر بمكاسبه، أو ربما يوسع أعماله، وربما يشعر البعض أنه مكتف ولسنا بحاجة إلى المزيد أو حتى التطوير.
لكن صدقوني في اللحظة التي -لا سمح الله- تنكسر فيها المقاومة أو حتى تتراجع، لن يبقى شيء مما تملكه الطائفة الشيعية ، بل حتى الذكريات سيتم حذفها، لأن هذا العالم لا يرحم، انظروا إلى ما يجري في غزة وكيف الناس تموت في المستشفيات بل يتم إعدامها بسحب الأوكسجين عنها.
الطائفة الشيعة لا يمكنها أن تتوقف عن تطوير نفسها، لأنها بالأساس مستهدفة، لذلك عليها العمل ليلا نهارا على إثبات قدرتها وحكمتها وحسن إداراتها.
الرجاء نحن بحاجة إلى النخبة، لأنها تصنع الفرق.