تمادي وغطرسة وإستكبار وتعالي إسرائيلي، وبدعم كبير أمريكي غربي ومعهم أعوانه من المتصهينين الأعراب، ولأكثر من 300 يوم من عمر عدوانه الهمجي والجنان على قطاع غزة مازال في إرتكابه للإبادة الجماعية بحق السكان بلغت أرقامها القياسية لحرب خبيثة عنصرية لم يشهد لها التاريخ مثيل، لتصل والى الآن أعداد الضحايا لأكثر من (40) الف شهيد و(100) ألف جريح أغلبهم من الأطفال والنساء وأيضا الآلاف من المفقودين الذين مازالوا تحت أنقاض الركام يصعب إنتشالهم، ليغرق الصهاينة في مستنقع غزة العميق ويفشل في تحقيقه للأهداف ويتكبد الخسائر الفادحة في كافة المستويات والأصعدة المختلفة بفعل المقاومة الفلسطينية القوية داخل قطاع غزة ومعهم جبهات الإسناد الداعمة لهم من محور المقاومة الإسلامية من اليمن ولبنان والعراق وإيران، لتتصاعد معها مستويات الكراهية للصهاينة من مختلف الشعوب العالمية بفعل جرائمهم الوحشية وارتفعت بذلك المنادات والمطالبات الدولية بايقاف الحرب الهمجية وصدرت قرارات المحاكم الجنائية بملاحقة قادة الإحتلال الإسرائيلي، وصولآ الى إدراجهم ضمن القائمة السوداء في الأمم المتحدة لإرتكابهم المجازر بحق الأطفال بقطاع غزة.
تدرجت قوى محور المقاومة الإسلامية في تصعيد عملياتها العسكرية المساندة للقضية الفلسطينية ضد كيان الإحتلال الإسرائيلي وفق معطيات الوقائع الحاصلة في قطاع غزة وتنوعت إستراتيجياتها في إختيارها للمراحل التصعيدية العسكرية التي حققت نجاحاتها العظيمة وألحقت بالكيان الخسائر الفادحة وخلقت التفوقات الكبرى في فرضها للمعادلات الجديدة التي أرست بها ردع عظيم وضعت من خلاله العدو الاسرائيلي في تيهان وشرود كبير تقلصت معها خياراته العسكرية ونفذت بذلك كل أوراقه، فالحصار والإغلاق البحري التام الذي فرضه عليه أهل اليمن والإيمان في البحار والمحيطات وتكبدهم للخسائر الإقتصادية العظيمة وصولآ الى الإغلاق الكامل لميناء أم الرشراش، فكان له همجيته المتواصلة من خلال إرتكابه للمزيد من المجازر بحق سكان قطاع غزة أو بذهابه للأهداف الإنسانية المدنية كرد على هزيمته وإستهدافه بطائرة يافا اليمانية بعقر مركزه الكبير وعاصمته المسماه “تل أبيب” بقصفه لميناء الحديدة وخزانات النفط كأسلوب همجي وحقير لعجزه التام عن عدم إمتلاكه لبنك أهداف عسكرية أو بالذهاب للأساليب الإجرامية الفاشلة واستخدامه الاغتيالات لقادة المقاومة الإسلامية كوسائل وبدائل لعجزه العسكري لتسويقها للداخل الإسرائيلي كنصر بحث عنه طيلة عشرة شهور كاملة في حربه بقطاع غزة لم يستطيع تحقيقه.
فشل العدو الإسرائيلي في تحقيقه للأهداف التي أعلنها بالقضاء على حركة حماس وإستعادته للأسرى، وشل قدراته عسكريآ واقتصاديآ بفعل جبهة الإسناد اللبنانية التي خلقت واقعآ متغيرا أشغلت الإحتلال وألحقت به الخسائر الكبيرة لينزح أكثر من مائتين الف مستوطن من الشمال وتخفيفها للضغط العسكري على قطاع غزة، وتراكم الخسائر الاقتصادية على الكيان بفعل ضربات اليمن على سفنه ومنعهم للسفن الأخرى المرتبطة به من الذهاب الى موانئه وفشل حلف الأزدهار التي شكلته أمريكا لحماية سفن الكيان من عمليات اليمنيين التي أسقطت مكانة وهيبة الأمريكان كقوة عظمى عالمية والذين أندهشوا بامتلاك اليمنيين لقدرات متطورة وأسلحة نوعية وبكفاءة عالية على المواجهة وباخراجهم للمفأجات المتتالية لأسلحة جديدة لها قدرتها العالية في تحقيقها للأهداف كصاروخ فلسطين وحاطم 2 الفرط صوتي وزورق الطوفان البحري المسير، وبتنسيقهم الكبير مع المقاومة العراقية في ضربهم للاهداف والمواقع الصهيونية في عديد مدن الأراضي المحتلة، وهو ما أذهل الأمريكيين الذين جعلوا يحسبون لكل خطوة يخطوها يضعون لها حساباتها الكبيرة قبل الإقدام عليها.
التجاوزات الصهيونية الحمقاء لكل الخطوط الحمراء التي وضعتها قوى محور المقاومة وإقدامه الجبان على بدائل الإغتيالات للقادة العسكريين والسياسيين والتي في نظره نجاحات لتعويض خسائره في الميدان وذهابه الى خلط الأوراق في إغتياله لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ إسماعيل هنية وهو ضيف في طهران والقائد العسكري لحزب الله السيد فؤاد شكر وفي الضاحية الجنوبية لبيروت ليشعل يذلك على نفسه الويلات والصعاب، فوحدة الساحات لها إتحادها في التنسيق وسيكون لها ردها القادم والأكيد، فالقرار حاسم والرد حتمي وقادم فمنذ الوهلة الأولى فقد أصدر المرشد الخامنئي التوجيهات بسرعة الرد المباشر على كيان الإحتلال، والمعركة كبرى ومفتوحة تجاوزت جبهات الإسناد المعمول بها قالها السيد حسن نصر الله وأن ساحاتها غزة وجنوب لبنان واليمن والعراق وإيران، والعدو الإسرائيلي وضع نفسه في متاهات وقلق وتيهان لا يعرف من اين يأتيه الرد من الشمال أو من الجنوب وهل متفرقآ أو منفردآ، والرد محسوم وحتمي وليس شكلي بل حقيقي وعليه الأنتظار، فالميدان هو المفسر لكل ذلك فلا رضوخ ولا ضغوطات سيكون لها تأثيرها على إجبار المقاومة على الإستسلام ،وان ما ينقذ الكيان هو إيقاف حربه وعدوانه على غزة، وما كان منتظرا من اليمن بالرد على جريمة الكيان باستهدافه لميناء الحديدة يصب الآن في خانة أجتماع الردود القوية لوحدة ساحات جهادية مصدرها حزب الله واليمن وإيران والعراق جاعلين من الساعات والأيام والميدان إثباتها لضربات قوية قاصمة لظهر الكيان تغرقه في مستنقع إقدامه الجبان بإرتكابه للحماقات بتجاوزه للخطوط الحمراء واغتياله لقادة المقاومة.