داء رهاب الشيعة حالياً وثنائية مواخاة الصهاينة ومعاداة الحسين ”ع“..!!
غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

رهاب الشيعة، داء فكري، أو حالة غير طبيعية، ويمكن أن نطلق عليه خوف مستمر، أو قلق مزمن، أبتليت به عقول المجتمعات السنية في عموم العالم الإسلامي، ووصل إلى حد الذروة في أغلب البلدان العربية، لدرجة أنه أثقب عقولهم، وأثر على أداء مهامهم اليومية ووظائفهم الطبيعية وأنشطتهم العامة، ولعب العامل التاريخي والتراث الاموي ومرويات المتمشيخ ”أبن تيمية“ دور بارز في وصولهم لحالة الثوران والغضب والانفعال، والصورة التى نراهم بها الآن برزت من قلب تلك المرويات، لكونهم يؤمنون بأن أي فرد من قبيلة قريش ممكن أن يصبح خليفة حتى وإن كان من «أعهر الرجال وأفسقهم» بينما يؤمن الشيعة بأن الله هو من يختار الحجة.
اتخذ رهاب الشيعة في الوقت الحاضر، منحى أدبي وأخلاقي، متزامن مع نمط السلوكيات الحديثة للمجتمعات السنية، وظهر على صور وأشكال مختلفة ومنها..
▪️ التشكيك بمؤهلات الشيعة إلاسلامية.
أصبح التشكيك بالمؤهلات الإسلامية والثوابت العامة لدى الشيعة، موضة إسلامية تتجدد كلما أنتجت المدرسة الوهابية ومدرسة أبن تيمية وجامعة تل أبيب للعلوم الاسلامية، بشكل متوالي المزيد من الشيوخ والمفكرين الإسلاميين، أو من تظاهروا بذلك، ويضيفوا عليها بعض البهرجة من ألوان الكذب، كلما أزداد التفاعل الاجتماعي معهم، حتى وصل بهم الحال، أنهم كفروا الشيعة وأخرجوهم من الملة الإسلامية، وزيفوا حقيقة إسلامهم، وتجاوزوا على عادتهم وتقاليدهم، وقواعدهم العامة، وأعتبروا المسلمين الشيعة مصدر تهديد لسلطاتهم السياسية ومرجعياتهم الدينية.
▪️ التشكيك بولاء الشيعة وأنتمائهم.
السردية الإعلامية المتداولة في المجتمعات السنية في الأعلام الرسمي ومواقع التواصل الإجتماعي في داخل المجتمع الواحد أو في أغلب المجتمعات العربية، تركز على التشكيك بولاء الشيعة لأوطانهم، وتعاملوا معهم على أنهم قوات زاحفة من الطابور الخامس، أو مخلوقات هبطت من عوالم معادية، أو مجرمين مسكوهم بتهمة التشيع، كأحد أهم الأساليب الاقصائية لتأليب السلطات الحاكمة عليهم، مثلما يحصل حالياً في السعوديه والبحرين والكويت ولبنان ومصر والمغرب ووو..الخ ومثلما حصل سابقآ في العراق في حقبة البعث البائد، علمآ إن في العراق التخوين بالولاء والتشكيك بالأنتماء قائم على قدماً وساق لحد هذه اللحظة، ومتهمون على الدوام أثناء وبعد حقبة البعث الصدامي البائد، بينما هم فوق كل أشكال التشكيك. والحقيقة التي يتغافلون عنها جهلاً بخصائص التشيع، أو عمداً حتى لا يعترفون بأن مذهب التشيع أكثر أحقية وصلاحية وفعالية، من كل المذاهب الإسلامية الأخرى، هي؛ إن الإرتباط بالمرجعيات الدينية في النجف ألاشرف وقم المقدسة، حالة فقهية إسلامية، وتعبدية شرعية، ولا علاقة لها بالولاء والأنتماء للأوطان إطلاقاً، ومحدثكم على إستعداد تام لأصطحاب كل من يريد أن يفهم ذلك، إلى النجف الاشرف، تحت ظل ظليل حتى لا يراهم فيها أحد، خوفاً من أتهامهم بالتواطئ مع الشيعة، فأبواب مراجعنا الكرام مفتوحة دائماً للمسلمين وغير المسلمين.
▪️ محاربة الحسين”ع“ ومواخاة الصهاينة.
تدير دواوين الملوك والمشايخ والرؤساء في بعض الدول العربية، بتأييد شعبي من المجتمعات السنية المتشددة، حملات منظمة لمحاربة مظاهر عاشوراء الحسين عليه السلام، مثلما يحصل كل عام في البحرين والسعودية ومؤخراً في الكويت، ويستهدفون من خلالها علماء الشيعة وخطبائهم ورواديدهم ، ويزيلون فيها الرايات واللافتات والمواكب، كجزء من القضاء على الهوية الشيعية أو الحد منها قدر الإمكان، وطمس الحقائق التاريخية، وإجهاض اهداف التشيع الواقعة ضمن الأطر الإسلامية العامة، وبنفس الوقت يتبنون بعض المناسبات الوثنية والاعياد اليهودية، وعشيات جمع القديسين، وحفلات التعري، وأجواء الرعب، والجوكرات والمومياوات، بحجة كسر الروتين، والعولمة وتبادل الثقافات، وأندماج الأفكار، وكنمط جديد للحياة الجديدة.
المجتمعات السنية المتشددة والمعادية لمذهب التشيع، بما فيها أنظمتهم السياسية ومرجعياتهم الإسلامية، يتجنبون دائماً محافل ونشاطات الرجال، مثل الحرب جمهورية إيران الإسلامية مع الصهاينة، ويتساقطون حول مادون ذلك، فعلاً أن لم تستحي افعل ما شأت.
وخزة..
الى رواد الحياد والمنطقة الرمادية،
إن كنتم ترون هذه طائفية، فاليشهد الله بأني طائفي.