عراقيةمقالات

الانتخابات العراقية رؤية بإتجاه رسم الحقيقة

بقلم : رياض الفرطوسي

مع قرب الانتخابات المحلية في العراق ‘ وهي مرحلة مهمة جدا من عمر التجربة السياسية ‘ نحن احوج ما نكون الى قدر كبير من الاستقرار ‘ وهذا الاستقرار ممكن ان يقود الى تحقيق البرامج الاصلاحية . شاهدنا الكثير من الاشخاص وقد عادوا من رقادهم او سكونهم وظهروا لنا فجأة بعد ان كنا لم نشعر بهم في الفترات السابقة لكنهم سرعان ما عادوا ( اسماء لاعلاميين وسياسيين ونشطاء ) الكل جلس في موقعه وجبهته . من حق كل انسان ان يشتاق الى كرسي المسؤولية لكن على ان تكون امام عينه حقوق المواطن وان يحترمها ويعمل من اجلها عبر طرح البرامج الانتخابية الواضحة والخطط المرسومة . كل قيادات العملية السياسية معنية بالتغيير والاصلاح والتنمية لانهم شركاء في الدور الذي سيخرج العراق من مرحلة الى اخرى . ما نراه في هذه الفترة القصيرة وقبل اجراء الانتخابات هو تصاعد وتيرة التنابزات والتحليلات المحبطة للشارع . البعض يعتبر ان ما يحصل هو نوع من التهريج السياسي . لكن الاهم هو ان تسمع وتشارك وتقرر وتختار وهذا هو الحراك الذي ممكن ان يقود الى التغيير . لان المرشحين ليسوا من حركات ارهابية وانما هم ابناء هذا البلد وينتمون الى احزاب عريقة وفاعلة ومؤثرة وينحدرون من مؤسسات سياسية رصينة ومعتبرة . الناس تتابع المشهد السياسي كما لو انهم يتابعون مباراة لكرة القدم يبحثون عن من يحقق هدفا ليخلق نوعا من الاثارة السياسية . لدينا احزابا نشأت قبل فترات طويلة من الزمن ورغم تعرض بعضها الى التنكيل والضربات القاسية في فترة حكم النظام السابق ‘ وسرعان ما عاد نشاط هذه الاحزاب بعد التغيير . مع هذا كان هناك ضعف في البنية الحزبية رغم كثرة الاحزاب العراقية . حيث تسعى معظم الاحزاب الى الاقتراب من السلطة كما لو انها احزاب مصالح ‘ ( حتى انتشر مفهوم احزاب المصالح وليس احزاب المبادىء ) . لان لا توجد افكار سياسية يلتف حولها الناس كما كان في السابق . لقد غابت عن واقعنا ولفترات طويلة فكرة قبول الاخر او فهم التعددية الحزبية من لاحاظ السماحة والمنافسة الجادة . نحن نردد ونقول اننا شعب الذرى والحضارات والتاريخ والتراث والعراقة . اذا لماذا لا نتصرف بوصفنا مجتمعا على وفق هذه الرؤية والنظرة والايمان . بما اننا نتهيأ لمرحلة مقبلة من الانتخابات لكننا نعيش حالة اشتباك مع ظروف دولية واقليمية صعبة وحرجة في ظل احداث الحرب في قطاع غزة فضلا عن التحديات الاقتصادية وهو ما يستوجب ان نقدم الايجابيات ونستبعد السلبيات التي تحاصرنا . اضع بعض النقاط المهمة في هذا الاتجاه :

اولا : صحيح اننا نعاني لحد الان من حالة الاتكالية والاهمال وعدم المبادرة وتفشي الفساد مع ذلك يوجد هناك تقدم وتطور ووجود بعض الانجازات التي تمت رغم الكثير من المعوقات والتحديات الصعبة في الفترات السابقة .

ثانيا : رحلة القطار العراقي لابد ان تستمر بعدتها وعديدها من اجل استكمال ما بدأنا به وليس امامنا سوى ان نمضي في هذا الطريق رغم الاشكالات والسلبيات وتراكماتها المعقدة التي غطت على الكثير من الانجازات .

ثالثا : على الاحزاب العراقية ان تحدد مسارها وطريقها من خلال البرامج والخطط الواضحة وتجاوز المراحل الصعبة لما يرسم الحاضر والمستقبل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى