
هذا العنوان بالأصل هو سؤال ورد الينا ، وسنقتصر الحديث في الأسباب :
قد يكون اسباب هذا التخلف هو الواقع نتاجا لأسباب متعددة وقد ترجع الى أزمنة قديمة.
والحركة الثقافية في الدول الاسلامية على مدى قرون لم تكن لها مؤسسة تعنى بها ولا منشأة توفر الأجواء المناسبة لها.
واقتصرت الحركة على الدراسة الدينية التي لم تخرج عن المساجد إلَا قليلا” ، وفي كل الأحوال لم تتجاوز المساجد والمدارس الدينية، وجل البحث قد اقتصر على المواضيع الدينية فقها و أصولا” وعقيدة وتفسيرا وأخلاقا” وما هو مقدمات لذلك كالمنطق وعلوم العربية وربما الفلسفة ، وقد استمر هذا الحال الى بدايات القرن العشرين. وهذا ما انعكس تعثرا” بل جمودا” في الحركة الفكرية والثقافية في المضامير غير الدينية على مدى قرون ، ولهذه المشكلة أبعاد أكبر في الفضاء السني اذ سدوا باب الإجتهاد وقلصوا مساحة الإنتاج الفكري الى حد بعيد.
نفس هذه المشكلة وقعت فيها أمم وحضارات كالصين التي ظلت أسيرة الفلسفة الكونفوشيوسية الى القرن العشرين واليابانية التي عاشت ضيق مساحة الفكر والحفاظ على الهوية والتقاليد الى أن فرض الغرب عليها بعض التغييرات في القرن التاسع عشر.
في المقابل كان العالم الغربي في طور الصيرورة الجديدة بعد أن قرر التمرد على الواقع السائد أبان السلطة الكنسية المجحفة ، والتمرد على نظام سائد باطار فكري خاص به هيمن لقرون .
ومن منطلق ديني يحتاج الى طرح رؤية جديدة تشمل الرؤية الكونية وإدارة الدول وحقوق المواطنة ووووو مما يشكل نقطة اعتراض ورفض من دعاة التغيير.
ويدعم ذلك ما تحقق من اكتشافات في الجانب الصناعي والذي كان له عظيم الأثر على الواقع الحياتي للشعوب ، وكان للمنع والعقوبات الوحشية في قرون التسلط الكنسي الذي بدا في القرن التاسع الميلادي أثره الكبير في الإندفاعة الهائلة للبحث بعد سقوط هيمنة الكنيسة ، وتوسعت دراساتهم لتشمل كل نتاجات حضارات العالم، والمتابع يعرف أن الكثير من بعثات المستشرقين لم تكن برعاية الدول ، بل كانت ممولة من مؤسسات غيرحكومية كجامعات في المانيا وبريطانيا وفرنسا.
وكيف كان فإن ماحصل في الغرب لم يكن قد حصل في أرض الاسلام ، ولم ينظر في القرون الماضية الى الصراع مع الغرب على أنه صراع حضاري ليقتضي التحرك على المستوى الثقافي والتنظيري ، ونستطيع أن نقول حتى صراع العثمانيين مع أوربا لم يكن حضاريا ليترك أثره على عالم الفكر، بل كان عسكريا لغرض الهيمنة ، والتركيز على بناء القوة لا ينعكس على الفكر كما حصل في إسبارطة في
اليونان وحضارة الفايكنغ في شمال أوربا ، إذ لم تخلف الحضارتان شيئا يذكر في الفكر.
نعم الاحتكاك مع الأوربيين قبيل و في القرن التاسع عشر من حملة نابليون على مصر
١٧٩٨ م ثم احتلال الجزائر ١٨٣٠ م واحتلال دولة البنغال ١٩٥٩ م ثم احتلال مصر عام ١٨٨٢ م وتوالي سقوط الدول المسلمة واحتلالها من قبل الغرب قد حرك البعض باتجاه البحث فالبعض نظر للفكر الغربي تاثرا” به والبعض الآخر إنبرى للدفاع عن الهوية وسيأخذ ذلك وقتا قبل أن تنشط آفاق الفكر وينعكس ذلك على ثقافة مجتمعاتنا…………. لطفا” يتبع