شؤون اقليمية

السياسة الأميركية في إخضاع العرب والمسلمين حرب ناعمة ونفس طويل

د. اسماعيل النجار

منذ إن ربحت أميركا وحلفاؤها الحرب ضد السَلطَنَة العُثمانية عام ١٩١٨ كان بينهم إتفاق يقضي بسلخ لواء اسكندرون عن سوريا ومنحه للجمهورية التركية الجديدة كهدية من الحلفاء مقابل بناء علاقات ودِّية مع مصطفى كمال أتاتورك بشرط تحويل الأمبراطورية التي كانت تحمل من الإسلام إسمه فقط إلى جمهورية علمانية تشطب من قاموسها الأحرف والكلمات العربية من اللغة التركية وتشطب الإسلام من دستورها وبشرط أن تنفتح على الغرب بحيث يسود الإنحلال الخُلُقي والفسق والفساد كبديل عن القِيَم والأخلاق الحميدة والتربية الإسلامية وهكذا حصل،

تحولت تركيا إلى ملاهي ومراقص وأصبحت دولة شبه أوروبية منعت ارتداء الحجاب في الجامعات خلال فترة معينَة،

كذا الدُوَل العربية أصبحوا عبارة عن مجموعة ممالك وإمارات وسلطنات نُصِّبَ عليها ملوك وحكام بشرط تنفيذ ما يُطلَب منهم بدقة وسرعه متناهية من دون أي اعتراض أو حتى إستفسار،

فكان دورهم رئيسي في إخضاع إخوتهم من الأنظمة العربية من خلال الإغراءآت في المساعدات المالية أو حرمانهم وممارسة الضغط الإقتصادي عليهم كالأردن مثلاً لأن دوَل الثروة والمال سُلِّمَت إلى قبائل وهابية لا تحترم المذاهب والأديان الأخرى وخصوصاً المذهب الشيعي الإثنَي عشري،

المخطط قضى زارعَةً قنابل موقوته في كل بلد قابلة للإنفجار ساعة تقرر واشنطن وإسرائيل وبريطانيا ذلك،

أميركا عبر أقمارها الصناعية المتطورة تعرف مكامن الثروة الطبيعية في كل بلَد من بلداننا، وكانت دائماً تزرع الشقاق بين مكوناته عبر النزاعات الطائفية والمذهبية او بين القوميات،

وساهمت واشنطن مع بريطانيا مساهمة كبيرة بإمساك آل سعود وآل الصباح وعيسى والبوسعيد وآل خليفه وآل نهيان بمفاصل الحكم في الدويلات الصغيرة التي صمموها كحزام أمان يحمي مملكة آل سعود بشكلٍ دائري ما عدا جنوب المملكة،

ساهمَ المال الخليجي بإسكات بعض الإنظمة العربية من خلال ضخ أموال إلى حسابات ملوكها ورؤسائها ومسؤوليها وشراء الذِمَم كما فعلت مع علي عبدالله الصالح(عفاش) وكميل شمعون ونور الدين الأتاسي والملك الحسن الاول،

أميركا حرَّضت البوليساريو على الإنفصال وإتخاذ الإتحاد السوفياتي حليفاً لهم ودعمت المغرب ضد الجزائر التي دعمت البوليساريو فخلقت صراع في المغرب العربي،

كلفت آل سعود بتجنيد إرهابيين شنوا عمليات على الجيش الجزائري والقرى الآمنة في الريف البعيد عن العاصمة،

اتبعت واشنطن اسلوب الحرب الناعمة مع الدُوَل المعارضة لسياساتها والتي تطالب بإزالة إسرائيل حرب بدأت بالتحريض عليها وزرع الفتَن بين مكوناتها ومع جيرانها وحاصرتها وحرمتها من الكهرباء والماء الصالح للشرب، واجبرت حكوماتها على الإستدانة من البنك الدولي وافقرتهم واركعتهم حيث اصبحت شعوب كاملة كأفريقيا مثلاً تعمل من أجل تسديد الديون من دون أي إنماء او تنفيذ مشاريع مع العلم ان كل تلك الاموال التي استدانوها هي ملكهم ثمن خيراتهم وثرواتهم الوطنية التي نهبوها فرنسا وامريكا وبريطانيا،

اميركا هذه تعتبر الشيطان الأوحَد في العالم همها الوحيد ان يكون العالم بأسره سكانه لا يعبدون الله وان يكون الشيطان مليكهم وملكهم،

حافظوا على قِيَمَكم وتنبهوا لمغريات الشيطان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى