
كانت لمعركة “طوفان الأقصى” تشكيلها لمواقف واضحة لأغلب قادة الدول العربية والإسلامية وكشفها الفضيع لحماقة الكثير من ملوك وأمراء وزعماء وقادة لدول عربية واسلامية عدة وايضاحها أنهم تابعين منصاعين مطيعيين لأمريكا وإسرائيل، فهم لا يملكون قرارهم ولا حتى يستطيعون إتخاذ موقف مشرف قد يحسن صورتهم امام شعوبهم في انهم تمكنوا من فرض رأي أو حتى حاولوا لاستخدم قرار يحقق مطالب الشعوب العربية والإسلامية للدفاع عن القضية الفلسطينية، ليتوالى الإنكشاف الفضيع الذي اتضح من خلال مواقف قادة الأعراب وطول مدة الصراع في غزة في عدم قدرتهم على فرض أي رأي أو إتخاذ موقف، فدللت كامل الأحداث على إنفضاحهم المتتدرج والكبير بأنهم مجرد أدوات قابلة للتنفيذ الأجندة الموضوعة والمخططة لاستخدامها متى طلب منهم و جاء الدور عليهم.
ف الفوارق واضحة للعيان وشاهدة على الحقارة والإذلال الذي يعيشه الملوك والامراء والقادة الأعراب بين الارتهان والخضوع والركوع للصهاينة في ما استخدموه من إذلالال لوفد عربي إسلامي من وزراء الخارجية لدول السعودية ومصر والأردن وتركيا وغيرها وهم الذين تم اختيارهم في القمة العربية السابقة العام الماضي ومعها تم عقد منظمة المؤتمر الإسلامي الذي عقدت في الرياض والتي من ضمن ضمن قراراتها تشكيل وفد عربي إسلامي مكون من وزراء الخارجية لمتابعة كل ما يحقق وقف إطلاق النار في غزة، فلم يكن لهم التأثير ولم يحققوا أي إنجاز يذكر، ليزداد إنكشافهم وضعفهم المنصاع عن طريق أفعال كيان الاحتلال الذي قام بمنعهم من الدخول الى الضفة الغربية بفلسطين واجبارهم الى العودة جاعلين من الأردن محطتهم لعقد موتمر صحفي مبينيين من خلاله كما هو عاداتهم السابقة في إدانتهم للكيان الإسرائيلي بعدم السماح لهم بالدخول الى الضفة الغربية.
بين هذا الموقف الذي تعرضوا له كان بإمكان وزراء الخارجية لدول العربية والاسلاميه الذي منعهم الكيان من دخول الضفة الغربية عن طريق استخدامهم لها كفرصة لتقرير حدث جديد والأخذ من موقف معظم الدول الغربية التي أستدعت السفراء الإسرائيلين و فرضت عقوبات على الكيان و منعت صفقات السلاح من الوصول إليه كما فعلت أسبانيا و النرويج وبلجيكا وبولندا حتى فرنسا وبريطانيا وايطاليا وأيضا معظم دول أمريكا اللاتينية وبعض دول آسيا وأفريقيا في المقابل لم يكن لحدث المنع الإسرائيلي لوفد وزراء الخارجية العرب إحداثه لفرصة فورية لرد فعل لمعاقبة كيان الإحتلال حتى باستدعاء السفراء في الأردن ومصر وتركيا لتقديم حتى ما يطلق عليه سياسيًّا اعتراض على ما قام به الكيان بحقهم في الأردن ومصر وتركيا أو الغاء تعاون تجاري حتى ولو بشكل مؤقت كأسلوب لأعادة الكرامة وإظهار نوع من رد الاعتبار لهذا الابتزاز الصهيوني.
لكن وللعلم والإدراك أنه ما كان للصهاينة الإقدام على فعل ذلك الأسلوب الإبتزازي إلا لمعرفتهم التامة بخضوع و إنصياع و إنبطاح الأعراب و خوفهم من عدم قيامهم بردة فعل على هذا الابتزاز وأنهم للإذلال عادتهم الطبيعية المتكونة لديهم على مد عقود من الزمان، وإلا لكان للأعراب استخدامهم للمتغيرات في المواقف الغربية فرصة للمشي مع عربة قطارات الدول الغربية الذين إدانوا الإحتلال واتهموه بإرتكابه للإبادة الجماعية بحق سكان غزة وقطعت معظها علاقاتها معه و منعت أخرى عدة صفقات أسلحة للوصول إليه، وهنا تستخدم الدول العربية هذا المتغير الغربي الذي طرأ نحو الكيان الإسرائيلي ويتم إستدعاء سفراء الكيان وطردهم من قبل الدول المطبعة وقطع العلاقات التجارية معه للدول التي عقدت مع الكيان تبادلات وتعاون تجاري، وهنا سيكون لهذه الافعال تأثيراتها على الواقع وسيحسب الأمريكان والصهاينة للعرب ألف حساب.
ان الجلوس واستخدام التصريحات كما قالها الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط بقوله أن أسلوب طرد السفراء والغاء العلاقات مع الكيان الاسرائيلي نتيجة غير مقبولة وهي فاشلة أو استخدام الأقوال والهراءات كأسلوب لإحداث جديد قابلة لصناعة المتغيرات فلا يمكن لها النجاح ابدا، لان ما يتم استخدامه من أفعال أو لإعلان مواقف من قبل الزعماء العرب تدخل ضمن القبول بها من قبل الصهاينة، لأنه طالما كان حكام اغلب الدول العربية تم وضعهم على الكراسي بأوامر أمريكا واسرائيل منفذين لخططهم محققين مطامعهم نحو ما يلبي التوسع والإنتشار الكامل على حساب الأراضي العربية والإسلاميه فلا فائدة للشعوب إلا عندما تمتلك قادة مؤمنين حقيقين يؤمنون بحق الشعوب في الدفاع عن مقدساتهم، ولكم في اليمن السعيد النموذج العظيم لهذه القيادة الإيمانية التي أتحدث مع شعبها ضمن مبادئ وقيم الدين الإسلامي في الدعم والإسناد لفلسطين بقوة السلاح وبمختلف الوسائل والإمكانيات التي يمتلكها الشعب اليمني والنتائج واضحة وشاهدة عن عظمة الإسناد اليمني في تغيره لموازين القوى الدولية وفرض الانتصار على الأمريكان والحصار البحري والجوي على كيان الإحتلال وبخسائر اقتصادية بلغت مئات المليارات من الدولارات، واجتماعيًا على المستوطنين بهلع مستمر وخوف دائم وقضائهم لعدة ساعات يوميًا في الملاجئ بفعل الصواريخ البالستية اليمنية الفرط صوتية و طائراتهم المسيرة اليومية والتي لم تتوقف على الإطلاق حتى يتم إيقاف الحرب ورفع الحصار على قطاع غزة.