شؤون اقليمية

الصراع العالمي يتوسع من شرق أوروبا إلى جنوب شرق آسيا… هل سيكون عام 2023 عاماً للحرب الشاملة؟

متابعة ورصد / مركز تبيين للتخطيط والدراسات الستراتيجية

لماذا قام بوتن بإجراء تغييرات في قيادة العملية العسكرية؟ ومن هو القائد الجديد؟ وماهو السلاح الذي يعتمد عليه الحيش الأوكراني الآن؟ماهي آخر التطورات العسكرية؟ ماذا يجري في جنوب شرق آسيا؟ وماهي الاستشرافات المهدوية؟ إلى أين تتجه الأوضاع

 

بعد ثلاثة أشهر فقط من توليه منصب قائد العملية العسكرية الخاصة في اوكرانيا، سيرجي سورفيكين المعروف بقسوته وانعدام الرحمة لديه وصاحب استراتيجية الأرض المحروقة يصبح نائب قائد العملية الروسية ويحل مكانه فاليري غيراسيموف كقائد للعملياتمن هو فاليري غيراسيموف ؟؟هو رئيس هيئة الأركان الروسية العامة ونائب وزير الدفاع الأولفضلًا عن تكليف قائد القوة البرية وقائد القوة الجوية نائبَين لهفاليري غيراسيموف هو أعلى شخصية عملياتية في الجيش الروسي ويدين بالولاء المطلق لبوتن  تعيين كهذا (رئيس هيأة الأركان العامة) ويعاونه ثلاثة قادة من كبار قادة الجيش الروسي يعني أنَّنا أمام تصعيد كبير في مستوى الحرب، وأنّ الجيش الروسي سيغيّر في التكتيك العسكري وفي الأهداف العسكريةومن المحتمل وضع العاصمة الأوكرانية “كييف” على لائحة الأهداف خصوصًا أنّ الروس يحشدون لها من بيلاروسيا، علماً أنّ القائد فاليري غيراسيموف أشرف على العملية الروسية الخاصة في كييف في بداية العملية حينما أجرى عملية إنزال جوي على مطار أنتونوف العسكري والذي يبعد أقل من 25 كيلو متر عن العاصمةفضلا عن أنّه يميل للعمليات السيبرانية والإلكترونية وهو يعرف جدا كيف يفكر الغرب

 

إذن : الأمر لا يتعلق في كونه أمر روتيني في تغيير قائد عسكري فقط بل يتعداه للتحضير والاستعداد لعمليات واسعة أوكرانيا خسرت معظم سلاحها وهي الآن تعتمد بشكل شبه كلي على السلاح الغربي وهنا ستكون أوروبا وأمريكا أمام معضلة كبيرة في استنزاف مخزوناتها من السلاح خصوصاً أنّ أمريكا تحضّر لجبهة جديدة (وهي تايوان) وقامت ببيع أسلحة لليابان بقيمة 10 مليار دولار وكذلك لكوريا الجنوبية وتايوان ضد هجوم صيني محتمل ((وهي استراتيجية أمريكا في إشعال الحروب لإنعاش مصانع بيع السلاح للتخفيف من أزمة التضخم )).

 

التقارير الغربية والأمريكية تشير إلى أنّ الحرب إذا استمرت لمدة ستة أشهر على هذا المنوال فلن يكون بمقدار الناتو إرسال أسلحة وأعتدة لأوكرانيا وهناك ضغط كبير على إدارة بايدن من بعض النواب لأنّ فاتورة الأسلحة المقدمة لأوكرانيا بلغت 114 مليار دولار حتى الآن في استنزاف كبير للخزينة الأمريكية، خصوصاً أنّ سقف الدَّين العام الأمريكي يصل لمستوى تأريخي بلغ 31.381 ترليون دولار.

 

المستشار السابق لوزير الدفاع الأمريكي دوغلاس ماكغريغور قال : لقد عملنا منذ سنوات على إنشاء جيش قوامه 600 ألف جندي لغرض وحيد هو مهاجمة روسيا، وتحويل شرق أوكرانيا إلى نقطة انطلاق لضربات ضد روسيا، بما في ذلك استخدام الصواريخ الباليستية.. الروس اضطروا في النهاية إلى التدخل وفعلوا ذلك. وهذا يؤكده تصريحات أنجيلا ميركل التي قالت إن اتفاقات مينسك ومسار النورماندي 2014 لتهدئة الوضع بين روسيا واوكرانيا كانت لكسب الوقت حتى يتم تقوية كييف لهذه المواجهة العسكرية مع روسيا.

 

ومن هنا نفهم استماتة الغرب في جبهات سوليدار وباخموت التي تجري حالياً وإصرار الروس على ضم الأقاليم الأربعة لهم لأن الأمر خطير للغاية ويتعلق بمستقبل الأمن القومي الروسي.

 

وحتى لا نطيل على القارئ العزيز سنسجّل النقاط التالية:

 

١- سيطرة القوات الروسية على ‎بلدة سوليدار الاستراتيجية بعد معارك طاحنة خاضتها قوات فاغنر حيث ستفتح الطريق نحو باخموت لكن المعركة الكبيرة ليست هنا(العين على مكان آخر)

 

٢- وفقاً للمؤشرات والمعطيات والتقارير والاستنتاجات لا توجد هنالك أي إمكانية لإيقاف هذه الحرب بل الأوضاع مرشّحة للتصعيد أكثر وأكثر وقد تمتد إلى شبه الجزيرة الكورية وتايوان واليابان وبحر الصين الجنوبي لأنّ سقوط أوكرانيا يعني نهاية القطب الأوحد وبداية تفكك حلف الناتو والعكس كذلك إذا هُزم بوتن يعني انهيار الاتحاد الروسي وهذا لن يسمح به بوتن.

 

٣- نلاحظ أنّ الناتو قرر إرسال أسلحة هجومية الى أوكرانيا(دبابات قتال غربية حديثة) وهناك نقاش حول إمكانية إرسال طائرات F16 علماً أنّ هذه الدبابات يقودها جنود من الناتو لكون الأوكرانيين تدربوا على الدبابات الشرقية.

 

٤- قصف الروسي مكثف بصواريخ كروز للمواقع الاستراتيجية في العاصمة الأوكرانية بالتوازي مع تحشيدات هائلة على الحدود البيلاروسية واختيار رئيس هيأة الأركان الروسية كقائد للعملية يدل على أن الجيش الروسي – البيلاروسي سيشن هجوماً على كييف خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة.

 

٥- أمريكا في السابق كانت تمنع أوكرانيا من استهداف العمق الروسي وتعطيها أسلحة لا تطال المدن الروسية الكبرى، ولكن الأسلحة الجديدة التي ستصل أوكرانيا ستغطي العديد من المدن الروسية الكبرى بما فيها العاصمة موسكو، وهذا يعني ضوء أخضر أميركي لضرب الداخل الروسي ينذر بتصعيد خطير جدا.

 

٦- تأكّد تواجد ضباط كبار من الناتو وجنود شاركوا في جبهة سوليدار وباخموت خصوصاً من بولندا وهي أكثر دولة تحاول إلحاق الضرر بروسيا، وذلك واضح في الأيام الأولى من الحرب، حيث أصرّت على نقل 28 طائرة مقاتلة إلى أوكرانيا، وحاولت السماح للطائرات الأوكرانية باستخدام مطاراتها، ولكن الناتو والإدارة الأمريكية رفضوا ذلك لما فيه من خطورة.

 

٧- تصريحات سكوت ريتر المفتش السابق للأمم المتحدة التي قال فيها: حتى لا نخسر جميعا ومن أجل إنقاذ العالم من حرب نووية مدمِّرة، على الغرب أن يعترف بانتصار روسيا في ‎حرب أوكرانيا،وأن يعمل على تفكيك حلف الناتو وأنّ عام ٢٠٢٣م هو عام الفرصة الأخيرة لإنقاذ العالم.

 

٨- صمود روسيا يعني استنزاف بشري ومالي وعسكري للناتو لأنّ الاقتصاد الأوكراني انهار ولاتوجد موارد مالية وأصبح الجيش يعتمد بشكل كامل على إمدادات أمريكا والناتو وخطورة استمرار هذا الأمر أكدته كونداليزا رايس وزيرة خارجية امريكا السابقة و روبرت غيتس وزير دفاع امريكا السابق وهما من أبرز رموز دولة المؤسسات الامريكية العميقة حيث قالا : ((الوقت ليس في صالح اوكرانيا))وأنّ دعم امريكا‏ وأوروبا لأوكرانيا سيتقلص ويتفكك مع مرور الوقت وأنّ الهزيمة ليست خيارًا مطروحًا في قاموس بوتين، واذا لم ينتصر هذا العام، فسوف يحتفظ بال ٤ مقاطعات الاوكرانية التي ضمها لروسيا، وينتظر الفرصة المناسبة لينقضّ مرة أخرى حتى يحقق ما يريد وهو: بناء امبراطورية روسيا وتكون اوكرانيا جزءًا منها.

 

٩- بوتن يأمر بتطوير وزيادة الثالوث النووي في هذا العام 2023 والحفاظ على جاهزيته القتالية.

 

١٠- المخابرات الأمريكية تنقل مجموعات المقاتلين التكفيريين (الشيشان والقوقاز والألبان والأوزبك) من جبهة إدلب للقتال في أوكرانيا.

 

١١- إجراء مناورات بحرية مشتركة بين الصين وروسيا وجنوب في منطقة البحر الهندي قبالة شواطئ جنوب أفريقيا.

 

١٢- مناورات بحرية صينية قبالة تايوان، وتحالف كوري جنوبي استرالي ياباني بريطاني أمريكي ضد الصين و حلفاؤها.

 

*الاستشراف الروائي*

 

١- أوروبا دخلت في أزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية جمّة نتيجة للحرب في أوكرانيا (إرهاصات هرج الروم)

 

٢- أمريكا لديها الرغبة الشديدة في استمرار الحرب لإضعاف أوروبا واستنزاف روسيا وتشغيل مصانع السلاح بسبب أزمة التضخم التي ضربت الولايات المتحدة.(المكر الإلهي)

 

٣- بطبيعة الحال فإنّ كلّ انعطافة تأريخية جوهرية بحاجة الى إرهاصات كبرى،ووظيفة هذه الإرهاصات هي إطلاق رصاصة الرحمة على الحضارات المتآكلة والمنتهية الصلاحية. انهيار الخلافة العثمانية وروسيا القيصرية وظهور الشيوعية والرأسمالية جاء على أنقاض الحرب العالمية الأولى، ظهور القوة الأمريكية والأُمم النووية وسقوط الرايخ الثالث وتراجع الدور الأوروبي لصالح الأمريكي والروسي جاء على أنقاض الحرب العالمية الثانية، ونحن المنتظرون لدولة العدل الإلهي علينا أن نتوقع انهيارات عالمية كبرى والتي قد بانت إرهاصاتها من شرق أوروبا لتحقق الوعد الإلهي بهرج الرومهرج الروم يمكن تفسيره سياسيًا بإرهاصات التغير العالمي. الحضارة المادية الشيوعية والرأسمالية التي تزكم فضائحها الأُنوف ميّتة سريريًا وكل ما يفعله هؤلاء هو إطلاق رصاصة الرحمة عليها ودفنها فإنّ إكرام الميّت دفنه، ولا مستقبل إلّا للإسلام المهدوي الذي تنتظره الشعوب المستضعفة.

 

٤- لا أحد يستطيع التنبؤ بنهاية الحرب الغربية_الأمريكية ضد الاتحاد الروسي على أرض اوكرانيا،ومعظم المحلّلين والمفكرين الكبار يتوقعون أنّهم في نهاية المطاف سيضطرون لاستخدام السلاح النووي وهذا ما ننتظره نحن المنتظرون من تنجيز علامة هرج الروم.اللهم عجّل لوليّك الفرج

 

وكالة أنباء الانتظار https://t.me/alentedar

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى