سياسيةشؤون اقليمية

الأقلية الغربية الليبرالية ومستعمراتها نحو الأفول…. (لا تتراجعوا ونصرنا يتقدم!)

حازم أحمد فضالة 23-تموز-2023

تشير سلسلة الأحداث المتعلقة بجريمة السويد (حرق القرآن الكريم)، في حزيران وتموز الحالي، إلى أنها عملية من تدبير أميركا، وهي في (جزء منها موجهة على العراق)، لكن الجزء الأكبر موجه إلى العالم الإسلامي، وكل دولة تحتضن المسلمين ولها معهم حلف متين، مثل روسيا. وما رصدناه، لبعض المقالات في العراق، والآراء، أنها تنظر إلى رد الفعل الحكومي والشعبي على أنه مغامرة وحماسة غير مدروسة، ويريد هؤلاء الكرام من الحكومة والشعب العراقي، مداراة الغرب الليبرالي؛ حتى لا يقطع الغرب علاقته مع العراق، وهذا ترجمته الدقيقة هي: خضوع العراق للابتزاز الغربي والوصاية الغربية، على حساب القيم الإسلامية الصالحة العليا! لذلك نرى أنَّ هؤلاء الكرام، لا يدرسون كلمات قادة الإسلام، ولا يقرأون رأيهم، ولا يلتفتون ماذا قالت المرجعيات الدينية ولماذا؛ ليعلم هؤلاء الكرام، هل أنَّ (قراءتهم المبتورة للحدث) سليمة أم لا؟!

 

من أجل ذلك، سنكتفي بنقل آراء المرجعيات الدينية (أدام الله ظلهم)، ورأي سماحة السيد حسن نصر الله (أعزَّه الله)، وجانبًا من موقف منظمة التعاون الإسلامي الذي اتخذته اليوم؛ ليراجع هؤلاء الأعزة قراءتهم، بعد عرضها على قراءة قادة الأمة، مع حفظ المقامات للمرجعيات الدينية:

 

1- سماحة آية الله العظمى السيد الإمام علي السيستاني (دام ظله):

هذه بعض مضامين رسالة المرجعية الدينية، إلى انطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، في: 29-حزيران-2023، بسبب جريمة السويد:

(… تناقلت وسائل الإعلام أن أحدهم قام في مملكة السويد بالاعتداء على نسخة من القرآن الكريم وحرق بعض أوراقها، بهدف الإساءة الى الدين الإسلامي الحنيف.

وقد وقع نظير هذا التصرف المشين أكثر من مرة في بلدان مختلفة خلال السنوات الأخيرة، إلا أنّ الملاحظ أنه وقع هذه المرة بترخيص رسمي من الشرطة السويدية… هذا التصرف المخزي الذي يمثّل اعتداءً صارخاً على مقدسات أكثر من ملياري مسلم في العالم… إن المرجعية الدينية العليا إذ تبدي إدانتها واستنكارها لما وقع تطالب الأمم المتحدة باتخاذ خطوات فاعلة بمنع تكرار أمثاله ودفع الدول الى إعادة النظر في التشريعات التي تسمح بوقوعها.)

 

2- سماحة آية الله العظمى الإمام القائد علي الخامنئي (دام ظله):

هذه بعض مضامين بيانه بشأن جريمة السويد بحرق القرآن الكريم:

(إهانة القرآن اصطفاف حربي للسويد تجاه المسلمين… على الحكومة السويدية أن تعلم كذلك أنها بمساندة المجرم اتخذت اصطفافاً حربياً تجاه ⁧#العالم_الإسلامي⁩ وجذبت نحوها كراهية وعداوة من الشعوب الإسلامية وكثير من حكوماتهم… )

 

3- سماحة السيد حسن نصر الله (دام عِزَّه):

بعض مضامين خطابه:

(أدعو الشعوب العربية والإسلامية إلى مطالبة حكوماتها بسحب سفرائها من السويد وطرد سفراء السويد من بلدانها… )

انتهى

علمًا أنَّ سماحة السيد نصر الله، استشهد بموقف العراق، وأثنى عليه.

 

4- منظمة التعاون الإسلامي: تبلغ حكومة السويد قرارها، تعليقَ صفة المبعوث الخاص لستوكهولم لديها؛ على خلفية تدنيس حرمة القرآن الكريم.

 

التحليل :

1- الأقلية الغربية الليبرالية ومستعمراتها، ليست إلا شِرذمة بَعابِعة طارئة على الإنسانية وقيمها، وهي الآن تأفل؛ على وفق المتغيرات العالمية.

 

2- إنَّ من مصلحة العراق وغرب آسيا كله، أن يضعف التمثيل الدبلوماسي المتبادل بينه وبين الأقلية الغربية الليبرالية ومستعمراتها، ويقوي التمثيل الدبلوماسي مع دول منظمة شنغهاي، ودول بريكس، وأميركا الجنوبية، ودول إفريقيا.

 

3- الأقلية الغربية الليبرالية ومستعمراتها، تعيش أسوأ أيامها ومراحلها، بسبب حربهم على روسيا في أوكرانيا، وأوضاعهم الداخلية تتدهور، ولا توجد معطيات تشير إلى استقرار مرتقب قد تتمتع به قريبًا.

 

4- تجاوزت الديون الخارجية على أميركا (32) تريليون دولار، وهذا الانحدار المالي لا يتوافق مع الاستقرار الاقتصادي، بل أميركا تجر أوروبا ومستعمراتها خلف قاطرتها؛ لإغراقها معها، فقطْع العلاقات مع هؤلاء أفضل من مواصلتها.

 

5- اقترب موعد مؤتمر بريكس، لإعلان إنشاء عملة احتياط عالمية جديدة عوضًا عن الدولار، وهذا يُقصي الغرب الليبرالي ومستعمراته أكثر، والعالم الذي تقوده أميركا تصدَّع، وبدأ عصر عالم بأقطاب متعددة، والغرب أضعف موجود به في المستقبل القريب؛ فلا تتراجعوا ونصرنا يتقدم.

 

6- لماذا تصورون العراق وحيدًا في المواجهة؟! فهذه الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ طردت السفير السويدي، وسحبت سفيرها من السويد، وكذلك فعل لبنان، ونقلنا الآن موقف (منظمة التعاون الإسلامي)! فلماذا هذه القراءة المبتورة لسلسلة الحدث!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى