شؤون اقليمية

 لستم وحدكم

عبدالملك سام

 

 

ماذا لو أستطعت أن تدخل عقل شخص آخر كما يحدث في روايات الخيال العلمي؟ بالطبع ستكون تجربة فريدة إلا لو أخذت رأي الأخ (سيغموند فرويد) الذي سيؤكد لك بأنها أقذر تجربة يمكن أن تحظى بها! وأعتقد أنه – وأعني فرويد طبعا – كان يعني عقول اليهود بكلامه؛ فلا يوجد في العالم عقل أقذر وأعفن من أفكارهم التي تفوق بمراحل عقول الشياطين!

 

القاعدة الذهبية للتعامل مع اليهود، هي: أن تسيء الظن بهم قدر المستطاع حتى لو كانوا يقرءون آيات من القرآن الكريم كما يفعل (أفيخاي أدرعي) أحيانا، فهم جهابذة الكذب والخبث عبر التاريخ، وكلامهم يفوق اسمائهم قذارة، ولذلك فعندما يتكلمون عن “السلام” فعادة تكون أيديهم مشغولة بشحذ سكين ليطعنوك بها عند أول فرصة سانحة! ألم يأمرنا الله بأن نقاطعهم ونخالفهم حتى لو كان ما يقولونه كلمة مثل “راعنا”؟!

 

لقد سمعنا بعض التصريحات الإسرائيلية التي حاولوا أن يوحوا لنا من خلالها أنهم ليسو بصدد التفكير بالرد على الهجوم اليمني حاليا حتى لا ينشغلوا عن (حماس)، والحقيقة أن هذا الكلام معناه بأنهم مشغولين بالتخطيط للرد علينا بأي شكل، وفي أقرب فرصة، وبطريقة قذرة كما هي عادتهم، لذا لا يجب علينا أن نفكر بالإطمئنان ولو للحظة، خاصة مع زيارة وزير الحرب السعودي المفاجئة إلى أمريكا؛ فالمؤامرة علينا وعلى فلسطين وعلى أمتنا مستمرة.

 

هل معنى هذا أننا يجب أن نتوقف عن العمليات الحربية حاليا؟ بالطبع لا، فأولا لأنهم لم يتوقفوا عن إجرامهم لحظة، والعمليات اليمنية التي قوبلت بسعادة فلسطينية وعربية قد مثلت فرصة للوفاء بجزء من مسئوليتنا الدينية والأخلاقية تجاه أخوتنا وقضيتنا، ولا أعتقد أن هناك يمني واحد يقف ضد هذا العمل العظيم، بل أننا سنقبل أي ردة فعل يقوم بها الصهاينة عن طيب خاطر لأننا نعتبر أننا جزء من أمتنا، ومشاركتنا لأخوتنا في السراء والضراء واجب لا منة لنا عليهم به.

 

سعادتنا وفخرنا كيمنيين بالعملية تفوق أي تصور، وكنا قبلها – ويعلم الله – نتمنى أن نتحول إلى صواريخ بشرية تنطلق إلى كيان العدو لتدمره ونحن نشاهد المجازر والحصار الذين يعاني منهما أخوتنا في قطاع غزة. ولو سألت أي يمني اليوم عن أمنيته لأجابك بأنه يتمنى لو كان لدينا حدود مع فلسطين؛ فقلوبنا متعلقة بتلك الأرض المقدسة منذ نعومة أظفارنا، خاصة ونحن نرى مدى الظلم والخذلان الذي نزل بفلسطين والقدس منذ عقود.

 

أما فخرنا بقائدنا الحكيم الشجاع، فحدث ولا حرج.. شعبنا الكريم عانى في الماضي من تسلط قيادات كانت تصر على تحويلنا إلى إمعات وشحاتين وتابعين، وهي صفات يصعب على شعب عظيم كشعبنا أن يتقبلها مهما جار عليه الزمن، خصوصا والله قد حبانا بجينات وأرض وثروات تكفل لنا أن نعيش كرماء. وها نحن نرى ماذا يمكن لنا أن نكون لو توفرت لنا قيادة مخلصة وصادقة، وبتنا نحن وكل العرب نؤمن بأن واقع بلدنا سيتغير بإذن الله لنعود كما كنا بلد عظيم مهاب الجانب.

 

يبقى لنا أن نواصل درب الكرامة مهما كانت الصعوبات، وطالما نحن مع الله فلن نخذل، وحكومتنا يجب أن تعمل بشكل أفضل لتكون جديرة بإدارة شعبنا.. أما فيما يخص القضية الفلسطينية وأهلنا هناك فيجب أن نواصل الدعم بما نستطيع مهما كانت الظروف الحالية صعبة، وأن نواصل التحرك وشحذ الهمم، ونواصل المقاطعة حتى ولو بالضغط على حكومتنا وتجارنا لإيقاف تدفق سلع الأعداء وإيجاد البدائل لها، فهذا أقل ما نستطيع لوقف سفك دماء أخوتنا.. والعاقبة للمتقين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى