شؤون اقليمية

غزة العزة ويمن الأنصار والمواجهة المباشرة مع الأمريكان

عبدالجبار الغراب

غزة الفلسطينية قطعة الأرض الصغيرة المساحة وبكثافتها السكانية العالية كأكبر كثافة للإنسان على وجه الكرة الأرضية المنتشرين على ما يقارب 365 كيلو متر مربع ففط، المخنوقة من جهاتها الأربع بحصار مفروض من قبل كيان الإحتلال الإسرائيلي البغيض لما يقارب من سبعة عشر عام وفي ظل حرب إجرامية همجية حالية أنتهك فيها كيان العدو الإسرائيلي جميع المواثيق العالمية  والقانون الإنساني الدولي المتعلقة بالحقوق والحريات.

فسكان قطاع غزة والمقاوميين الأبطال هكذا هو  قدرهم المكتوب الإلهي المرتكز في أساسه على العقيدة الإيمانية للمواجهة والتصدي للإحتلال الإسرائيلي والخوض في الجهاد المشروع من أجل نيل الحرية واسترجاع الأرض وإطلاق سراح الأسرى وإيقاف الاعتداءات على مقدسات جميع المسلمين الأقصى الشريف.

أنتفضت غزة العزة كلها بمقاومتها الشريفة مستعدة لتقديم الغالي والرخيص في سبيل تحقيق إستعادة المظالم التي طالت الشعب الفلسطيني وهم على يقين مطلق انهم سوف يواجهون العدو الإسرائيلي منفردين، فكانت لقناعتهم إستعدادها للمواجهة والقتال مع علمهم الكبير بمواقف دول التطبيع وانصياع وانبطاح الحكام المتخاذلين، وانه لا بد من القيام من عملية بطولية ستغير خارطة التاريخ في ذكرها لعظمة الإنتصار الذي سوف يحققه سكان القطاع مع مقاومتها الفدائية، وهم يدركون ما سوف يكون للقادم من تطورات أتية لما بعد قيامهم بعملية عسكرية كبيرة، وهي في الأصل والمجمل سيكون لها تحقيق للمطالب الشعبية وتعيد القضية الفلسطينية الى الواجهة الدولية، ليتم الإستعداد والتجهيز للمعركة وهم على أعلى الجهوزية ولسنوات طويلة لمواجهة كيان الإحتلال.

فكانت معركة طوفان الأقصى الثورة الأم في إشتعالها من غزة العزة البداية والإنطلاق الى يمن الأنصار الدعم والإسناد والعراق المقاومة الشامخة التي قصفت قواعد الإحتلال الأمريكي ومدن في فلسطين المحتلة ومن لبنان حزب الله الواجهة الكبيرة التي يخافها الأمريكان والصهاينة لأنها الجبهة الضاربة لظهر الكيان والتي تشتت قواته وشردت عشرات الألأف من المستوطنين، لذلك كان لتسارع أمريكا والغرب لإنقاذ الكيان وتواجدهم في البحار بحاملات الطائرات والبوارج والغواصات والإمداد بجسر جوي يومي لتزويدة بالعتاد والسلاح وهو توجه أمريكي فعلي للمشاركة في الحرب ضد الشعب الفلسطيني، ومع مرور أكثر من مائة يوم من العدوان فقد أرتكب الكيان المجازر الوحشية مدمرا ما نسبته 80 بالمائه من منازل ومساكن القطاع، ومن التهجير القسري هدف وآملا في إخلاء كامل القطاع من السكان كحلم لإستعادة نكبة عام 48.

ومن يمن الأنصار جاء الدعم والإسناد الفعلي للقضية الفلسطينية وبضربات صواريخية بالستية ومجنحات عديدة وطائرات مسيرة دكت مدنية أم الرشراش”إيلات” في الأراضي المحتلة،  ليتصاعد موقفهم في إتخاذهم للقرار التأريخي والغير مسبوق لدولة دعمت وناصرت القضية الفلسطينية بإعلانهم بمنع السفن الإسرائيلية من العبور او المرور من والى موانئه الا بشرط إيقاف العدوان على غزة وإدخال الماء والغذاء والدواء. وهذا ما أزعج الأمريكان وشكل ضغط كبير ومؤثر على كيان الإحتلال، لتشعل أمريكا الصراع في البحر الأحمر بعسكرته وإنشائها لتحالف دولي بحري هو في الأساس لحماية سفن الإحتلال الإسرائيلي، فقامت بالإعتداء على رجال البحرية اليمنية والتي إستشهد فيها عشرة مجاهدين، وبترجمة القول الى فعل للرد والعقاب كانت للقوات البحرية اليمنية شنها لعملية عسكرية لسفينة أمريكية كانت تقدم الدعم لكيان الإحتلال مما وصفتها قيادة الجيش الأمريكي بالعملية المعقدة والخطيرة.

ليشكل الموقف اليمني إلحاقه للضرر الكبير بكيان العدو، والذي أخاف الأمريكان ومعهم بريطانيا ليشنوا عدوان على اليمن وبأكثر من 73 غارة  في عدة محافظات جاعلين منها رسالة قد يتراجع بها اليمنيين عن موقفهم من دعم المقاومة الفلسطينية وهذا ما تمناه اليمنيون بجعل المعركة مباشرة مع الأمريكان والذين هم وعلى مدار تسعة سنوات من عدوانهم على اليمن يواجهون أدواتهم الأعراب السعودية والإمارات لتنفيذ عدوانهم الذي أنكسر وتقهقر واندثر، ولهذا فالرد كبير وعظيم ستخلط معها القوات المسلحة اليمنية كل الأوراق في مواجهتها المباشرة مع الأمريكان أقلها هو رحيل السفن والبوارج والقطع العسكرية من البحار العربية وإستمرارهم في منعهم للسفن الإسرائيلية من العبور والذهاب الى موائنه، لأن أمريكا أرتكبت حماقة كبيرة بعدوانها على اليمن سيكون لها انعكاساتها المؤثرة عليهم، لأنهم أستعلوا وأستكبروا عن مراجعة تاريخ اليمن واليمنيين قد كان يجنبهم ويراجعوا التهور بعدوانهم ، ويأتي في إطار التخبط والتيهان الأمريكي الصهيوني الغربي التي بانت كل الوقائع والمعطيات تدلل على هزيمتهم وانكسارهم في كل الجبهات داخل غزة وفي جبهات الدعم و الإسناد لمحور المقاومة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى