دلالات العمليات البحرية اليمنية في إسقاطها للروايات الأمريكية التضليلية
عبدالجبار الغراب
شكلت معركة طوفان الأقصى حدثها الهام والإستثنائي لسائر ابناء الشعب اليمني، فأعلنوا المباركة والتأييد وجهزوا العدة للدعم والمدد والمساندة، معها سارع الأمريكان لمد يد العون والإسناد لكيان الإحتلال، فمن حاملات الطائرات والبوارج والغواصات ارسلوها، وبفتحهم لجسراً جوياً وبشكل يومي لنقل العتاد العسكري زودوها وبرفدهم بعشرات المليارات من الدولارات دعمآ حربياً لها، وبالحضور للإدارة الأمريكية وعقدهم للاجتماعات بمجلس الحرب الإسرائيلي لأغراض الإعداد والتجهيز للبدء بشن عملية عسكرية برية على قطاع غزة، ليظهروا بنواياهم المخفية الموضوعة، وبخططهم المبيتة والمرسومة لتحقيق اهداف الصهيونية العالمية الخبيثة المحورية والاساسية وهي تصفية القضية الفلسطينية، واضعين المنطقة كلها على شفاء هاوية وقنبلة قابلة للإنفجار، ليبرز الموقف اليمني بعدة صور وأشكال فمن المظاهرات المليونية والإستثنائية والتي نادت قيادتها الثورية والسياسية بإسناد المقاومة الفلسطينية، والتي سرعان ما استجابت للنداء بفضل قيادة إيمانية حقيقية مستقلة بقرارها خادمة لمصالح شعبها وحامية للسيادة ومناصرة لقضايا الأمة.
أنطلقت جبهات الإسناد اليمني بالتحذيرات الموجهة للأمريكان من عواقب دخولهم المباشر لدعم الكيان وعندما أصر الأمريكان في تصعيدهم وعدم مبالاتهم بالأقوال الصادقة للسيد قائد الثورة بدأت ترجمة القول التحذيري لإعطاء إشارة سريان التنفيذ الفعلي التأثيري القوي بإستهداف كيان الإحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، لتتصاعد الخيارات الإستراتيجية اليمنية بفرضها معادلة ردع قوية بمنعها سفن كيان الإحتلال من العبور والمرور من البحرين الأحمر والعربي او تلك السفن المتجهة الى موانئه كأسلوب ضغط يتوقف ذلك بمجرد إيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ورفع الحصار.
وكما هي عادة الأمريكان في إتخاذهم للأساليب الكاذبة في خلقهم للروايات الزائفة والمظللة وإدعاءاتهم الباطلة وترويجهم الإعلامي بتصويرهم للموقف اليمني أنه لطلب حصد الشعبية والظهور وصولآ الى العشوائية في الإستهداف وأنه ليس له صلة ولاعلاقة بالحرب مع قطاع غزة، لتدلل دقة العمليات اليمنية وكفاءة رصدها الدقيق وقوة الإستخبارات المتطورة وتاكيداتها بالبيانات العسكرية المستمرة بسلامة وأمان الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر والعربي ونجاحها في إلحاقها بتأثيراتها الواضحة والفعاله اقتصاديا بالعدو الإسرائيلي إعطاها لدلالاتها الكاملة في إسقاطها للروايات الأمريكية الزائفة، وتأكيدا على ثبات الموقف اليمني الإنساني والأخلاقي رغم كل المغريات المقدمة عبر الوساطات المختلفة أو بالتهديدات المتكررة والتي أنتجت إنشاء أمريكا لتحالف دولي بحري فشل قبل أن يولد وأعتذرت من دخوله الكثير من الدول، وهذا ما يوضح الخيبات الأمريكية المتلاحقة وفقدانهم التدريجي لمكانتهم العالمية.
تخبطات متكررة وتيهان بإستمرار وفشل سياسي ضعيف في الأداء، والموقف الإجرامي المساند لإسرائيل في إرتكابها للإبادة الجماعية بحق الفلسطينين شوه صورتهم الأخلاقية والإنسانية على وجه الكرة الأرضية: هكذا هم الامريكيون وبإستمرار شركاء في القتل والتدمير واشعالهم للحروب واغراقهم للدول بالمشاكل والقلاقل والفتن، وبدعمهم اللامحدود الوحشي والجبان سياسيا للعدو لإسرائيلي يعرقلون صدور أي قرار اممي ولأكثر من مرة اتفقت عليه كل دول العالم بالإجماع لإيقاف العدوان على قطاع غزة، ومن مجلس الأمن الدولي أخذوا تسلطهم الإستكباري بامتلاك ورقة النقض والفيتو غطرسة وهيمنة لإفساح المجال للصهاينة للقضاء على كل مقومات الحياة في قطاع غزة.
امتلاك القدرة والكفاءة العالية والمعلومات الإستخباراتية الهائلة لقوات البحرية اليمنية وتوجيهها للتحذيرات ومنحها الفرصة للسفن لتتراجع قبل إستهدافها والامتياز التوضيحي بضمان وأمان حرية الملاحة البحرية بعدم حصول شكاوي لأي شركات أو دول لا صله لسفنها بكيان الإحتلال أنها تعرضت للمنع او الإستهداف من قبل البحرية اليمنية، اعطت كل هذه دلالاتها الواضحة لإسقاط كل الروايات الأمريكية الباطلة، وما إحصائية حركة الملاحة الدولية التجارية في البحرالأحمر بمرور أكثر من 5364 سفينة بمعدل 70 سفينة يوميآ منذ إعلان القرار اليمني بمنعه سفن الإحتلال الإسرائيلي الا دليل آخر بحرية الملاحة البحرية لكل الدول والشركات التي ليس لها صله أو إرتباط أو علاقة مع كيان الإحتلال.
تواصل مستمر ومتراكم للفشل الأمريكي وهمجية في شنه عدوان على اليمن لحماية سفن الإحتلال الإسرائيلي فاتحين على أنفسهم نيران جهنم لمواجهة مباشرة طالما تمناها اليمنيين، لتعم المظاهرات مختلف الدول العالمية معلنة تأييدها لقرار اليمن الإنساني في دعمهم للشعب الفلسطيني ومنددين بالعدوان الأمريكي البريطاني على الشعب اليمني، وهذا ما يظهر هشاشة
لقواتهم وترهل لمواقفهم السياسية وفقدانهم لمصالحهم في المنطقة وتقلص لنفوذهم ومغادرة أكيدة لكل قواتهم وقواعدهم في آكثر من منطقة ودوله عربية.