شؤون اقليميةمقالات

امريكا راعية أم عدوة ؟!

بقلم : مانع الزاملي

منذ قرون اجيال سبقتنا ، ودول وثوار وثورات ، وشهداء ومسجونون ، وتحرريون ومستعمرون ونضاليون ،وعشرات التسميات تم اطلاقها في ادبيات السياسيين والثوريين ،،
كل هذه التسميات هي نتاج مارثون مواجهة امريكا، وفعلها على طول التاريخ! ماذا يريد الامريكان منا نحن العراقيين ؟ وماهي السبل الكفيلة بفك الاشتباك معهم ؟ , الحاكمون والسياسيون المتصدون جعلوا من امريكا راعية للعملية السياسية العراقية واسموا قواتها المحتلة بالقوات الصديقة ! ، سواء اعترفوا بذلك ام اقروه دون الاعلان عنه و لكل منهم تنطبق عليه نظرية ( حاجة في نفس يعقوب )
واخرون استخدموا المقاومة سبيلا شرعيا لمحاربة الوجود الامريكي وتدخله في الشأن العراقي وفق ذرائع منطقية مفادها ( لكل شعب الحق في ان يقاوم المحتل واخراجه من البلد ) وكذلك ينطلقون من منطق محاربة المعتدي على بلاد اسلامية بالقوة وهذا يجيزه الشرع !! وهذه الشرعنة يتردد المشاركون في العملية السياسية في البوح بها تحت ذريعة مفادها ( امريكا محتلة وعلينا التعامل معها ونطلب منها بناء ما هدمته من بنى تحتية كبيرة في بلادنا ) وخروجهم دون تحقيق هذه الغاية خسارة للبلاد والعباد في عرفهم التكتيكي !
وآخرون وهم الصنف الثالث لامن هؤلاء ولا من اولئك وهم دعونا نسميهم الرهط الثالث ! وهؤلاء مدعومون امريكيا لكي يكونوا مانع صدمة او وسيلة امريكية لتبرير التواجد الامريكي واستمرار تواجده في العراق بحجة مواجهة ايران كي لاتتمدد غربا لبناء الهلال الشيعي الذي يهدد امن الدولة العبرية المحتلة ،واقليم متكيف مع الوجودالامريكي لانه ضمن لهم امن الاقليم وحمايته من عوادي الزمن !
والتفكيك بين هذه الصفوف المتباينة صعب مستصعب ! والصنف الرابع هم الاغلبية الشعبية التي تمثل السواد الاعظم الذي تسيره الايديلوجيات المختلفة مابين احزاب دينية واحزاب تدعي الوطنية واخرى قومية وبعضها عنصرية ولم تستطع كل هذه الاصناف ان تجتمع على رأي واحد لكي تحدد اولويات الخلاص من التخلف والفقر واليأس والحرمان الذي ولدته سني الحكم الصدامي بعقوده الثلاث ونيفا واستمراره لعقدين مابعد انهيار حكم الطاغية الارعن ! وخلال هذين العقدين لم تستطع اي حكومة من ان تنقذ البلاد مما فيه من تخلف وحرمان ومراوحة ! وبين آونة واخرى يطل علينا االبعض مدعيا ان امريكا ترفض ايجاد طاقة كهربائية في العراق ! وبعضهم يسرب ان الامريكان يرفضون اعادة تأهيل المصانع والمعامل الحكومية المدمرة من جراء الحروب والتي ان تم اعادة تشغيلها لاستوعبت عشرات الالاف من الشباب العاطل عن العمل ، وبعض الاخبار تدعي ان الامريكان يرفضون التعامل مع الدول الاخرى كالصين او اليابان والمانيا تحت ذريعة نحن قدمنا دماء ابناءنا لتحرير العراق من صدام وحزبه ولنا الحق في الاستثمار في العراق وفق هذه الرواية ، واصحاب هذا الرأي يقدمون دليلا واقعيا مفاده ان الامريكان اسقطوا حكومة الدكتور عبد المهدي لانه تعاقد او كان ينوي التعاقد مع الصين حول الاستثمار من خلال طريق الحرير وغيره من الاستثمارات التي تهمش امريكا وتلغي قطبها الاوحد !!
ونظرة جادة لهكذا متشابكات تؤشر الى اننا لن نتعافى حكومة ولاشعبا ولا اقتصادا على الرغم من وجود حكومة تلوّح في الحل واشك في حصول ذلك ! ، اذن لابد من حدوث معجزة لم تتكامل فصولها بعد والى ان تتحقق ربما نستهلك فئة عمرية كاملة .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى