بحلول الشهر الخامس لانطلاقة عملية طوفان الأقصى المباركة، وتسيجل ذات العدد للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في حرب إبادة جماعية حسب إحصائيات الصحة الفلسطينية وبعض المنظمات التي عجزت هي الأخرى أمام الإجرام الوحشي الذي ترتكبه إسرائيل بحق سكان القطاع والذي ذهب ضحيته ما يزيد عن 27000 ألف شهيد جلُّهم من الأطفال والنساء، وما يفوق عن 66000 جريح، حرب كونية لم تحصل من قبل، في ضل صمت عالمي مريب، وإبادة جماعية متعددة الأساليب والوسائل وإدخال سكان القطاع في شلل من الموت البطيئ من منع للغذاء والدواء والماء وجميع مقومات الحياة، وصولا إلى المساعدات ذات الشكل المحدود التي كانت تقدمها منظمة الأنروا، والتي أصبحت هي الأخرى محطة استهداف لإسرائيل ومنع مساعداتها من الدخول بكافة أشكالها.
مرحلة يعيشها أهلهنا في القطاع وآمالهم صوب الأمة العربية وعالمنا الإسلامي، ناظرين صوب منافذ أغلقت وزعماء أوصلوا المساعدات للعدو لإسرائيلي ولم يرهقوا أنفسهم بإيصاله إلى أبناء جلدتهم في غزة.
ملحمة تحقق خلالها غربلة المواقف وفرز الأنظمة والشعوب، وقد تجلى خلال ما مضى من فترة العدوان التباين الشاسع بين أبناء الأمة وعالمنا الإسلامي، تخاذل شديد لغزة وأهلها ومساندة غير مسبوقة للكيان الإسرائيلي، خصوصا والجسر الجوي والبري ما بين كيان الاحتلال وقادة الدول المطبعة من المسماة عربية، كالسعودية والإمارات والأردن والتي سارعت جميعها لفتح جسرا بريا للشحنات الإسرائيلية، رابطا الأردن بالمملكة والإمارات والهدف إسرائيل.
نافذة برية وجد فيها كيان العدو فرصة ذهبية ومنجاة له من لهب البحر الأحمر والذي جعلت منه القوات البحرية اليمنية سدا منيعا امام حركة الملاحة إلى فلسطين المحتلة والموانئ الإسرائيلية أبرزها إيلات ناحية البحر الأحمر حسب تقديرات نشرت لكيان العدو أنه خلال الفترات الاخيرة بلغ إجمالي تراجعه ما يقارب 3 مليارات دولار أمريكي، معادلة فرضتها اليمن حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن أهلنا في غزة.
لم يطِب للأمريكي ذلك الحجر العسكري الذي فرضته القوات اليمنية والشعب اليمني على ملاحة كيان العدو، ليسارع لعسكرة البحر الأحمر، عبر تحالفات غربية حشد لها لتحويل اهم ممر عالمي إلى ثكنة عسكرية تحت حجج فارغة المضمون ذات قوالب سوداوية بجرائم الاحتلال في قطاع غزة.
في المقابل تابع الجميع المشهد اليمني البارز الذي أقض مضجع اللوبي الصهيوني ليحشر أمريكا وبريطانيا في العدوان على دول محور المقاومة عبر عمليات الاغتيالات المختلفة، والقصف الجوي والبحري التهويل الإعلامي وفزاعة الإرهاب، أساليب عديدة لجأت إليها امريكا في محاولة لكسر الحصار على كيان العدو من جهة البحر، وكبح هجمات المقاومة في شمال لبنان والعراق وغيرها.
فتيل من الصراع بين محور الشر الأمريكي والخير والعدل والتحرر المقاوم معركة طالما حسب لها مراقبون وقوعها وهاهي تجلياتها تظهر من خلال الانزعاج البريطاني والأمريكي من عمليات الوجع الكبير لليمن في البحر وللمقاومة على مختلف الجبهات، من سوريا إلى العراق إلى شمال لبنان، جميعها لكسر الحصار ورفع العدوان عن غزة، رغم كل ذلك لا يريد الأمريكي وقف التصعيد وخفض ملامح التوتر القائم في منطقة الشرق الاوسط، منخلال جره للمنطقة للحرب الإقليمية والتي حذر منها الكثير لدق آخر مسمار له في نعشه وخروجه من المنطقة.
فالعدوان على اليمن وآخرها عشية البارحة والتي استهدف فيها عدد6 محافظات ب48 غارة ليست في قاموس اليمنيين والشعب اليمني شيء، مجرد فرطقات لا تغير من موقفه الراسخ والمبدأي تجاه غزة قيد أنملة، بل تزيد من تصاعد الهجمات على جميع المصالح الأمريكية في المنطقة، واستهداف قواعده وبوارجه العسكرية وكل ما له علاقة به وكيان العدو وبذات الصدد البريطانية.
“غليان قدر ” على ثانية الانفجار والتصعيد بمثله والصاروخ بمثله، والجروح قصاص، واستهداف ماتم استهدافه في خلال8 أعوام من العدوان الذي قادته أدوات الوكالة النظامين السعودي والإرماراتي على اليمن، أهداف فاشلة، وجميع المعطيات تدلل على ذلك فشل بريطاني أمريكي ذريع بكل تلك الهمجية والهالة الأمريكية التي كانت فزاعة العالم، أصبحت اليوم أضحوكة العالم بزعامة إدارة بايدن والتي تحاول أن تحقق بالسياسة مالم تحققه بالقصف وقوة السلاح خلال الزيارة التي يجريها وزير خارجيتها للمنطقة من 4-8 من شباط الجري، للسعودية وقطر والأردن وكيان العدو والضفة الغربية، زيارة لبحث ملفات لا تقدم شيء، لا على المستوى البحري أو الهجمات التي تنال قواعده في المنطقة، لا حل يلوح في الأفق اليوم أمام الإدارة الامريكية سوا وقف التصعيد وإيقاف العدوان عن غزة وإدخال المساعدات ودفع ضريبة