مقالات

الجمهوريةُ اليمنية في ذكراها الـ 11 لقيام ثورتها السبتمبرية!!

عبدالجبار الغراب

11 عام بالتمام والكمال مر على قيام ثورة شعبيّة عارمة أشعلها الشعب اليمني العظيم في وجه قوى الشر والاستكبار العالمي يوم21 سبتمبر 2014م، قابلها ما يقارب من مدة قيامها للعديد من الأحداث المتسارعة والمتغيرات الكثيرة والتي يراها الكثير من الساسة والعسكريين كانت تعد بمثابة مرحلة فاصلة للتجهيز وأَسَاساً للإعداد والترتيب نحو تطلعات وأمال عدوانية أغراضها خبيثة وأهدافها واضحة هو إفشال ثورة21 سبتمبر المجيد، فكانت لقوى الشر والإستكبار سيرها في إطار تآمراتها العديدة وأحقادها البغيضة ومسالكها الدائمة وبشتى الطرق والوسائل والإمكانيات الممكنة وبمعاونة أدواتهم الأعراب الذين كان لهم الأعلان من داخل العاصمة الأمريكية واشنطن بشنهم لحرب همجية على اليمن وشعبها فجر 26 مارس 2015م بمقاصد واضحة وأهداف معلنة هو إفشال ثورة الحرية والاستقلال التي اشعلها اليمنيين يوم 21 سبتمبر 2014م.
رسم بذلك اليمنيين العديد من المسارات الثورية من خلال قيامهم بكافة الأدوار النضالية ولاعوام شدوا الرحال من أجل الكفاح والنضال والتضحية والصمود في وجه قوى الجبروت والغطرسة، والتي بلغت فيها مختلف التحديات الشعبيّة والرسمية مستوياتها القياسية في فرزها لمختلف النجاحات المتوالية لدحرها لتحالف العدوان وإفشالها لكل مساعيه الهادفة للسيطرة على القرار والاستيلاء على الثروات، ونهوضها بالبلاد في مختلف النواحي والمجالات بما يتماشى في تحقيق أهداف ثورة 21 سبتمبر ضمن طرقها المحدّدة لها ووفق آليات عمل منظمة سعى قادتها لتحقيقها وإنجاز أهدافها.

أظهرت قيادة ثورة 21 سبتمبر المجيدة إيمانها العميق ويقينها التام بتحقيقها لتطلعات الشعب اليمني الكاملة في البناء والحماية والانتماء والولاء والهداية رغم كُـلّ الصعوبات والعوائق والتحديات المحاطة داخليًّا وخارجيًّا، فسارت مراكب العطاء نحو كُـلّ ما يلبي هذه التطلعات، لتتعدد المجالات للأخذ بها بما يؤدي للاعتماد الكامل عليها، ومن الزراعة وتقديم المساعدات والإمْكَانيات لاستصلاح الأراضي وتعدد المحاصيل وتنوعها آفاق رافدة لتغطية الأسواق المحلية وإعلان الاكتفاء الذاتي، ومن الدراسة في الجامعات العسكرية والمعاهد والتدريب والتأهيل في مختلف المجالات وتخريج عشرات الآلاف من المجندين ظهر التنامي والتطور السريع والنهوض بالدولة عسكريًّا للحماية والدفاع ولأمن الشعب واطمئنانه بامتلاكه لجيش وطني كبير مكون من كُـلّ الأطياف اسمه جيش الجمهورية اليمنية.

حقّقت ثورة 21 سبتمبر نجاحاتها العظيمة في كافة المستويات والأصعدة المتنوعة، وخلقت واقعاً جديدًا مغايراً عن ماض تعيس وأليم، محدثةً بذلك نقلات وقفزات نوعية لجوانب ومجالات عديدة أبرزت من خلالها مختلف المعاني والقيم والمبادئ الرفيعة في إعادتها للتولي والهداية والولاء والارتباط بكتاب الله، وإظهارها لمدى الحب والوفاء لرسول الله من خلال الاقتدَاء به، وتعظيماً وتخليداً لسيرته؛ فكان قبل أَيَّـام وفي أكبر حشد عالمي تاريخي غير مسبوق وليس له مثيل أقامه اليمنيون احتفالاً بمولد الرسول الكريم، مؤكّـدين على امتلاكهم للقدرات العسكرية وإنتاجهم لأسلحة جديدة متطورة فائقة القدرة، مؤكدين الثبات في إسنادهم للمقاومة الفلسطينية وعلى مدار عامين كاملين وهم في صمود مطورين الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة ذات المسافات الطويلة وإمْكَانية إطلاقها من أماكن ومناطق مختلفة وإلى أبعد وأبعد مما يتخيله المحب أَو المبغض لليمن، إلى مختلف الإنجازات الأمنية الاستراتيجية والغير المسبوقة ونجاحاتها المتواصلة في كشفها لأكبر شبكة تجسس لعملاء تابعين للاستخبارات الأمريكية والصهيونية لها ما يقارب أكثر من ثلاثة عقود طغت بالفساد وألحقت باليمن وشعبها مختلف الأضرار وخلفت الفقر والقهر والأذى، وجعلت من مؤسّسات الدولة تابعة ومخترقة لدى أجهزة الاستخبارات الأجنبية، إلى التغييرات الجذرية الكبرى الشاملة التي أكّـد عليها قائد الثورة في كامل مؤسّسات الدولة المختلفة، ومن حكومة التغيير والبناء والإصلاح الشامل للقضاء صورتها الأولية لتصحيح الاختلالات السابقة، وانجازاتها المتعددة والتي كان لها عام حتى كانت الشهادة طريق رجالها من رئيس الوزراء وبعض وزارئة التي طالتهم أسلوب الغدر والخيانة لجيش الإحتلال الإسرائيلي الذي اغتالهم قبل ايام وهم في اجتماع اعتيادي رسمي مدني الى البدايات المنظورة نحو الطريق الصحيح الذي حدّده معالمه السيد القائد للإصلاحات المتواصلة والتي سرعان ما التمس آثارها اليمنيين.

كانت لثورة 21 السبتمبرية عظمتها في استعادة القرار وعاملها القوي في إعلان اليمن لموقف تاريخي استثنائي لمساندة الشعب الفلسطيني، والثبات والاستمرار رغم كُـلّ الضغوطات والإغراءات التي قدمت والتحالفات العسكرية البحرية الغربية الأمريكية التي شكلت، لكنها فشلت فتم بالكامل إغلاق الملاحة البحرية في وجه سفن الكيان، وتصاعدت العمليات العسكرية كلما ارتكب كيان الاحتلال مجازر بحق الفلسطينيين، وبمراحل عسكرية عديدة وضمن إستراتيجيات جديدة وبمفأجات عظيمة آخرها الصواريخ البالستية الفرط صوتية ذات الرؤوس الانشطارية المتعددة أعطت ثمارها في إلحاقها الخسائر الفادحة بالكيان الإسرائيلي ومعه الأمريكان الذين اعلنوا إيقاف عدوانهم على اليمن وتعهدهم بعدم التكرار بإستهداف اليمن، وبالضربات المباشرة لعمق الاحتلال أخرجت القوات اليمنية مفاجآتها المدوية التي أرعبت الصهاينة ووضعتهم في إرباك شديد قسمت ظهورهم وضربتهم في عمق وجودهم الكبير ملحقة بهم الصدمات، مربكة لحساباتهم، مبعثرة لأوراقهم، مزلزلة لهيبة ومكانة الأمريكان الذين اعترفوا بالتفوق اليمني العسكري ونجاحاتهم الفائقة في تشكيلهم لرقمٍ صعبٍ جديد في المنطقة وقلبهم للموازين والمعادلات الدولية وفرضهم لتوازنات ومتغيرات ردع جديدة عالمية.
وما النصر إلا من عند الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى