إرتعبَت واشنطن من نشوب حرب نووية بين الهند وباكستان فوضعت ثقلها لإيقاف الحرب،
كَتَبَ إسماعيل النجار

لَم تألو واشنطن جهداً في سبيل تخفيف التوتر والوصول إلى وقف إطلاق النار قي جنوب آسيا بين الهند وباكستان بعدما وصلَت درجة تحذير أجهزة الإستخبارات إلى اللون الأسوَد من خطورة إستخدام البلدين السلاح النووي، وأظن أنا باكستان كانت ستكون البادئة في ذلك، فلعبت واشنطن دوراً أساسياً في جمع الطرفين إلى طاولة الحوار رغم إنكار الهند تدخل أميركا المباشر في صياغة الاتفاق، بينما أشادت باكستان بالدور الأميركي واعتبرته قيادياً واستباقياً في سبيل السلام في المنطقة، وكانَ نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس قد أبلغ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي رسالة تحتوي على “معلومات حساسة وخطيرة عن نوايا باكستان شجعت الهند على المضي في محادثات وقف إطلاق النار، فيما تواصل كبار المسؤولين الأمريكيين مع نظرائهم في البلدين طوال الليل لدعم التهدئة،
ومع ذلك فإن الهند قللت من أهمية التدخل الأمريكي واعتبرت أن الاتفاق جاء نتيجة اتصالات مباشرة بينها وبين باكستان، بينما الأخيرة رحبت بالدور الأمريكي واعتبرته بناءً وداعمًا لحل النزاع، مما يعكس اختلاف المواقف بين الطرفين تجاه الوساطة الدولية،
الدولتان المتحاربتان ستجلسان على طاولة مفاوضات للبحث في الكثير من القضايا الحساسة التي تهم البلدين وستتركز المباحثات على قضية كشمير، وهي المنطقة المتنازع عليها التي تشهد تصعيدًا عسكريًا مستمرًا بين الطرفين.
وملف الإرهاب، حيث تتهم الهند باكستان بدعم جماعات إرهابية تنشط في كشمير، بينما تنفي باكستان هذه الاتهامات.
والنزاعات المتعلقة بالمياه، خاصة بعد قرار الهند تعليق معاهدة مياه نهر السند مع باكستان مؤقتًا، وهو موضوع حساس قد يؤدي إلى تصعيد أكبر.
هذه القضايا الثلاثة أكد عليها وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف كعناصر رئيسية على جدول أعمال أي محادثات بين البلدين وأن أي خلاف حول أي بَند من هذه البنود الثلاث فإن إحتمالات عودة الحرب واردة بنسبة كبيرة وإن المخاطر التي تلوح في الأفق ستشمل احتمال اندلاع حرب شاملة بين الدولتين القويتين، مما قد يؤدي إلى استخدام السلاح النووي إلى عواقب كارثية على الأمن الإقليمي والدولي، مع تقديرات تشير إلى مقتل ملايين البشر وخلق تأثيرات بيئية خطيرة أهمها انخفاض درجات الحرارة وحصول مجاعة كبيرة،
وحصول تداعيات سياسية واقتصادية خطيرة تشمل تعطيل التجارة، إغلاق المعابر الحدودية، تراجع الاستثمارات، وتأثر الزراعة في البلدين مما يزيد من حالات الفقر والبطالة، وتدفق اللاجئين، وزيادة الإنفاق العسكري والكثير غير ذلك.
أيضاً هناك خوف من تعقيد المشهد في العلاقات الدولية مع تدخل محتمل من بعض الدول الكبرى في الصراع، ما قد يؤدي إلى توترات أوسع في النظام العالمي وبالتالي إن استمرار التوتر يشكل تهديدًا كبيرًا للأمن والسلام في جنوب آسيا والعالم، لذلك يجب تعزيز الحوار لتفادي هذه السيناريوهات الكارثية مع ضرورة الإسراع في ذلك.
بيروت في،،
18/5/2025