مقالات

لبنان ممزق داخلياً بالكامل ولم يبقى إلا حدوده الدولية تجمع اللبنانيين،

كَتَبَ إسماعيل النجار

للذين يتحدثون عن وحدة لبنان أنتم تعرفون أن لبنان ممزق داخلياً بالكامل ولم يبقى إلا حدوده الدولية تجمع اللبنانيين،
فالذي يُفَرِق بينهم اليوم أكثر من الذي يجمع، الكل يَدَعي أنه مع فلسطين وعندما حاربَ حزب الله إسرائيل دفاعاً عن الفلسطينيين إتُهِمَ بتدمير لبنان وجلب الخراب إليه، ولو لم يُحارب لكان إتُهِمَ بالتخاذل ونكران قضية فلسطين،
الكنيسة المارونية تريد لبنان تابع لأمريكا ولو على حساب كرامة لبنان، والأحزاب المارونية كالقوات والكتائب لا تعتبر إسرائيل عدو!، والسياديين الجُدُد يطالبون بالسلام مع الكيان الصهيوني علانيةً،
ولبنان الرسمي خاضع لإملاءآت السفارة الأميركية بالكامل، وموقف وليد جنبلاط مَرَّة مع أم العريس وأخرى مع أم العروس وفي أغلب الأحيان مع الشيخ الذي يريد الطلاق بين الشيعه والوطن وليس مع الشيخ الذي يريد عقد قران اكبر طائفة مع الوطن،
جميعنا نحمل الهوية اللبنانية نعيش على بقعه جغرافية ممزقة طائفياً ومذهبياً من الداخل والحدود سليمة تجمع الكل في الوسط الممزق،
الكل يقول نحن إخوة في لبنان والكل يكذب على الكل، الشيعه قدموا أغلى ما يملكون من أجل تحرير لبنان من دَنَس الجيش الصهيوني الذي جاءَ به بشير الجمَيِّل، ودافعوا عن الكنائس في سوريا ومنعوا داعش من الإستيلاء على لبنان فسلِمَت كنائسهم بفضل دماء أبناء الطائفة المستهدفة،
مع أن هذه الطائفة كانت في سبعينيات القرن الماضي مُهمشَة وتعيش خارج إطار السلطة والنفوذ في لبنان، لكن بفضل السيد موسى الصدر والرئيس نبيه بري أصبحت تشكل ٤٥٪ من كل المؤسسات، وتشكلُ ٦٥٪ من قوة الإقتصاد ورأس مال البلاد، ومع ذلك تآمرت المصارف الغير شيعيه على المصارف الشيعيه فأقفلتها، وتآمرت القوى السياسية على الثنائي الشيعي وحاصروه، واليوم يعملون بكل ثقلهم لإلغاء هذه الطائفة والعودة بها إلى أواسط القرن العشرين،
لم يفهموا هؤلاء الحاقدين بعد أن الصغير في الطائفة الشيعية كَبِر وأصبح مهندساً وأخيه طبيب وأخيهم الثالث قاضي والرابع محامي والخامس ضابط والسادس رجل أعمال والسابع صحافي والثامن وزير والتاسع نائب والعاشر مقاوم والحادي عشر رئيس مجلس نواب والثاني عشر أصبحَ سيد الأمة،
لا يريدون أن يفهموا أنه من جميع هؤلاء الذين ذكرتهم أستشهد سيد الأمة واستشهد المهندس والطبيب وغيرهم وأبناؤهم في الجامعات يملئون الشواغر،
أيضاً لم يفهموا أن الشيعه أُمَّة تحيا حينما تستشهد وتَقوَىَ حينما تُستهدف وتستشرس عندما تُحاصَر، وتقاتل عندما تصل الأمور إلى كرامتها،
يا جماعه اعقلوا افهموا لقد أصبحنا بحجم العالم العربي والإسلامي لا تتسعنا سلَّتكم الصهيوأميركية ولا تحوطنا أذرُع ترامب ولا تخيفنا الحروب ولا نتوه في المجاهل ولا الدروب ولا نحزن في الكروب ولا نعرف الخوف،
نحن مدرسة في الشجاعه، مدرسة في الرجولة، مدرسة في الصدق، مدرسة في الوفاء، أكاديمية عُليا في التسامح،
بس كمان نحنا إذا حشرتونا منصير ندعس ومنمعس ومنضرب ومنوجِع،
رجاءً تركونا نعيش بسلام بلا تآمر وتأمرُك علينا يا وضاح ويا رامي ويا شارل ويا ديما ويا كل المسترزقين،
بتقولوا عنا إنهزمنا تركونا نعيش هزيمتنا،
إنتصرنا.. كمان تركونا نفرح بنصرنا،
تعادلنا تركونا نتحضر ليوم النصر الآتي،
نحن نؤمن بالله وبه نستعين،
أوعى تكسروا بيناتنا الجَرَّة أيها المسترزقين،

بيروت في،،
27/2/2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى