شؤون اقليميةمقالات

ايران لاتخذل أصدقاءها .

محمود الهاشمي

١٧-١٢-٢٠٢٤
منذ انطلاق الثورة الإسلامية بايران عام ١٩٧٩ وحتى اليوم
لم توثق الأحداث ان ايران قد طعنت بأصدقائها او خانتهم..
السياسة الإيرانية لم تعتمد (البراگماتية )منهجا في عملها السياسي انما اعتمدت المنهج الإسلامي بما يحمل من قيم رفيعة في حفظ العهد مع الناس
قال تعالى (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا)
وكما افصح عن ذلك سماحة سيد المقاومة الشهيد
السيد نصرالله: نحن أهل الصدق والوفاء وأهل الالتزام بالموقف.. هكذا كنا وهكذا سنبقى)اذن منهج الحكم الإسلامي هو (الصدق )وهذا
(الصدق )واحد من مصادر قوة الإسلام ونظام الحكم في الجمهورية الإسلامية حتى لايكاد احد يتوقع يوما سواء كانت دولة او شخصا ان ايران ستخونه او تخذله يوما ،
بل وترفض (المهادنة )مع أعداء الامة معتمدة الاية الكريمة قال تعالى (ولو لا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذن لأذقناك ضعف الحياة و ضعف الممات)
فأي عمل او تصرف للقيادات الإسلامية خاضع لقيم الإسلام .
حين زار وزير خارجية الاتحاد السوفيتي شيفرناتزة في ثمانينات القرن الماضي ايران حاملا رسالة الى الامام الخميني (قدس) رفض الامام استلام الرسالة وخرج من غرفته تاركا الضيف خلفه ،لالانه لايكرم ضيفه ولكنه يعلم بمضمون الرسالة التي تطالب بالتنازل عن قيم ديننا فاراد ان يوصل رسالة للعالم بان مثل هذه الرسل والرسائل يتم التعامل معها بالإهمال حفاظا على ديننا وقيمه فيما اجاب رضوان الله عليه على الرسالة عبر الإعلام
والتي من ثوابتها ( من الآن فصاعداً يجب البحث عن الماركسية في متاحف التاريخ السياسي في العالم”.)وفعلا انهار الاتحاد السوفيتي وانهارت معه الماركسية ،فكان درسا للجميع فيما بعد ،حيث عمل به الامام الخامنئي عام ٢٠١٩ بعدم استلام رسالة(ترامب) التي حملها الرئيس الياباني
شينزو آبي قائلا (“لا اعتبر ترامب شخصا يستحق أن يتبادل المرء الرسائل معه. ليس لدي جواب له، ولن أرد عليه)!
فهذا منهج الإسلام في التعامل مع الآخر ،وحين تم اغتيال ضيف إيران (الشهيد إسماعيل هنية )
على ارضهم أصرّ سماحة السيد الخامنئي في أهمية الثأر له لان الإسلام يحمي ضيفه ويحترم دماء المسلمين ..
لذا فان كل تاريخ الثورة الإسلامية وعلاقتها مع العالم مبنية على هذا العنوان (الصدق)والذي يعتبر واحداً من أسباب نجاح الثورة وديمومتها.!
فيما يحفظ الإسلام العلاقة مع الآخر ويحترمها في ادارة الدولة وتعاملها مع الدول الأخرى وهذا ماجاء على لسان الامام علي عليه السلام في رسالته لواليه على مصر مالك الأشتر (رض)
الناس صنفان: إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق”
وبذا ووفقا لهذه الوصية يكون الحاكم المسلم قادرا في التعامل مع الآخرين مهما كانت أقوامهم ودياناتهم وأشكالهم .
ثم ان الإسلام يرفض الخيانة
قال تعالى
(إن الله لا يحب الخائنين)
فكيف للمسلم ان يعمل بالخيانة مهما كانت الأسباب والظروف ..
حاولت الولايات المتحدة ودول الغرب ان تغري الجمهورية الإسلامية بمجموعة امتيازات مقابل ان يتنازل عن العمق الاستراتيجي للمقاومة بالمنطقة ودعمها
فجاء رد الامام الخامنئي (إن الحضور الإقليمي للجمهورية الإسلامية يمنحنا عمقًا استراتيجيًا وقوة وطنية أكبر فلماذا نتخلى عنه؟)
واكد سماحته ايضا “إن التنازل أو التقليص في قدراتنا الدفاعية أمام أمريكا أو أي قوة أخرى لتفادي العقوبات هو خطأ كبير يسبب ضرراً للقوة السياسية)
كما نفى سماحته ان ايران ستغير من علاقتها مع روسيا بسبب العقوبات الغربية على روسيا مشددا في الحفاظ على ثوابت الثورة في علاقاتها مع العالم ..
وعلى الرغم من قسوة العقوبات على ايران وعلى الشعب الإيراني فان إيران استمرّت في دعمها لجميع
فصائل المقاومة سواء بالعراق او لبنان او اليمن وفلسطين وسوريا،وثمن هذا الدعم خطير ،لانها
تواجه الاستكبار العالمي متمثلا بامريكا واسرائيل ودول الغرب
وعملائهم بالمنطقة ..
حتى بات الإعلام العالمي حين يورد اسم فصيل مقاوم يلحق به هذه الجملة (المدعوم من ايران )فيما تعلن كل الفصائل صراحةً هذا الدعم ومصدره ،
وهذا (الدعم ) له معنى على الارض حين تحول إلى أسلحة وصواريخ وطائرات ومدافع تنهال على راس الاعداء الصهاينة نصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم وليس هنالك من شكك يوما ان ايران قطعت المساعدة عنه او لم تف بوعدها …
ومازال أوار معركة طوفان الأقصى مشتعلا وايران تواصل هذا الدعم وهذه الانتصارات التي من اكبر انجازاتها انها غيرت السردية والرواية الصهيونية إلى صالح السردية الفلسطينية ومظلومية الشعب الفلسطيني وحقه بالدفاع عن ارضه ووطنه.
يتم التداول من قبل الإعلام المضاد والمعادي للقضية الفلسطينية والإسلام بان ايران خذلت (بشار الاسد )ولم تدعمه للدفاع عن دمشق في الأحداث الأخيرة ،وهذا ضرب من الوهم وذلك لعدة أسباب من أولها أن تغيير النظام في سوريا ليس من صالح إيران ولا حزب الله ،ومهما يكون (بشار) وادارته فإنه ناصر المقاومة وحزب الله وحافظ على سلاح سوريا ومؤسساتها رغم قسوة العقوبات عليه كما رفض الذهاب ل(الحضن المطبع)والتنازل عن المقاومة وايران ،ناهيك ان بديله ليس بأكثر من شخصية ارهابية قصرت اللحية او اطالتها.
وثانيا ايران نصحت (بشار )بضرورة مشاركة المعارضة بالسلطة وفقا لاتفاقيات أستانا
لكنه كان لايرى في المعارضة مايستحق المشاركة .
وفوق ذلك فان (بشار الاسد )
مازال حياً ولم يبدر عنه مايؤكد
من بعيد او قريب ان ايران قد خذلته يوما ..!
لاشك أن التحولات في سوريا تم التخطيط لها في (غرفة أمريكية صهبونية )وبتعاون تركي ،غيّر من معادلات المنطقة لصالح امريكا واسرائيل ،وإثر على مجريات معركة (طوفان الأقصى )لكن السؤال؛-هل انتهت معركة (طوفان الأقصى )؟
بالقدر الذي يخطط فيه أعداء الامة لإنقاذ انفسهم من تداعيات المعركة نرى أن محاور المقاومة لم تلق سلاحها ،فمازال الطريق طويلا
وامكانيات المقاومة تفوق مالدى العدو الصهيوني الذي تلقى الضربات على ماينوف على العام ومازالت مواقعه مهددة
ومازال سلاحنا بايدينا.
وليس منا من يخذل أصدقاءه او يهادن فيهم .
ونختم بما قاله الشهيد نصر الله: “إيران أثبتت أنها الحليف الصادق والصديق الوفي، الذي لا يخذل أصدقاءه، مهما كانت الظروف صعبة”.
وبما أكده سماحة السيد القائد الخامنئي مغردا بشأن الأوضاع الأخيرة بسوريا (ظنوا بهذا التحرك الذي جرى بسوريا والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني وأمريكا أن قضية المقاومة قد انتهت لكنهم مخطؤون بشدة )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى