ثقافيةمقالات

في قاعة المحكمة

مانع الزاملي

دعتني الضرورة ان اكون حاضرافي صالة محكمة بداء ، بسبب دعوى مقامة ضدي من قبل شخص يدعي انني هددته ، دون ان يذكر نوع التهديد ! ورغم علاقتي الطيبة مع الضباط الزملاء في منطقتي تم تبليغي بالحضور في الوقت المحدد للمثول امام القاضي ، حضرت في مركز الشرطة، وكان في انتظاري احد الضباط وشرطيين، لكي يذهبوا بي للمحكمة، وقفزت في ذهني فكرة انني في القبر واللذان ينتطراني هما منكر ونكير ! لم يقولا شيئا ! فقط كلمة اصعد بالسيارة، ولاتزال فكرة منكر ونكير تخامرني !وأسئلة تتسابق لذهني ! ماذا سيقول لي القاضي ؟ وماهو اسلوب جوابي ؟ اكون مهذبا هادئا حتى لايفهم من علو صوتي انني فعلا هددت المشتكي ؟ ام اصدح بصوتي وانكر مايوجهه لي من تهمة! رغم يقيني من ان المشتكي كان متجنيا ولم ابادره بكلام تهديد لكنه فهم من اسلوبي انني تجاوزت عليه! وصلنا قاعة المحكمة وفضلت ان ارتدي الكمامة خجلا لكي لايستطيع احد المعارف ،والاصدقاءانني فلان ! وجلست على كرسي مع العشرات ! وكل الذين رأيتهم شارد الفكر ، ويتكلم مع الذي بجانبه همسا وتذكرت قوله تعالى (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا)فعلا كان كذلك ، وبقيت انتظر دوري للمثول امامً القاضي وبقيت ادور ببصري لعلي ارى صديقا او احد المعارف يعمل هنا لكي يشفع لي او اسأله عما سيقال لي فلم اجد(﴿فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ حقا كانت حيرة كبيرة ولم تشفع لي شجاعتي الادبية والكاريزما التي اتمتع بها لكوني ضابط برتبة كبيرة ! تلاشى كل شيء! وسرحت بجد متأملا فيما يؤول له مصيرنا اذا خرجنا من الاجداث حفاة عراة(يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون ) حقا انه مصير لابد ان نكون يوما صائرين اليه ! وتمالكت نفسي ونودي علي بصوت جهوري من البواب الذي في باب القاضي ! نهضت وتوجهت لباب غرفة القاضي وكلي حياء ووجل! كيف اذا وجه لي القاضي هذا السؤال ؛ احقا يصدر منك هذا الكلام ضد شخص بسيط وانت بهذا الحجم ، ضابط برتبة كبيرة وكبير اخوتك ! وكأن السؤال هو ( انت محب لأهل بيت النبوة وانت شيعي الهوى وترتكب هكذا ذنب ؟ اما استحيت من هذا العنوان الذي تحمله ، وتنظر لك الناس بأزدراء لفعلتك هذه ! هذه مشاعر حقيقية عشتها لساعات دونتها دون رتوش لعلها تكون لي ولغيري درسا لكي نتقي اليوم الذي لابد انه سيأتي في يوم قد سجل فيه كل ما اقترفناه (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49الكهف) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى