الكيان الصهيوني المؤقت بين خيارات الحرب الداخلية والخارجية هل من حلول وسَط؟ وماذا سيختار نتانياهو إن بقيَ على قيد الحياة
بقلم : الدكتور إسماعيل النجار
*العصر-العنوان الرئيس هوَ الازمة السياسية العاصفة في الكيان الغاصب، لكن بداية المقال عنوانها لبنان البلد المُصَدِّر للنماذج السياسية السيئة للحكومات في الخارج،
بعد العراق ها هي إسرائيل “تَتَلَبنَن” وترتدي ثوب الفساد والهيمنة على القضاء تمهيداً للسيطرة على باقي مؤسسات الدولة وتمهيداً للمحاصصة على الطريقة اللبنانية هكذا أراد نتانياهو الكيان للتملص من السجن، وخصوصاً أن بعض الخبراء بشَّرونا بتضخمٍ قادم على كيان الإحتلال سيليه إنهيار مالي وإقتصادي كبيرين،
الأزمة السياسية الحادَّة التي تعصف بحكومة نتانياهو نتيجة التصويت على قانون القضاء الصهيوني، سعَى من ورائها رئيس الوزراء الحالي التَمَلُص من المحاكمة للحفاظ على مستقبله السياسي وعدم الوصول إلى ما آلَت إليهِ أمور سَلَفِهِ السابق رئيس الوزراء الصهيوني “إيهود” “أولمَرت” الذي حوكِم بالسجن ثلاث سنوات بتُهَم الإحتيال والفساد وإستغلال المنصب،
في الوضع الداخلي الذي زاد المجتمع الصهيوني إنقساماً حاداً على كل المستويات السياسية والإجتماعية والإقتصادية كانَ أمراً مهم للغاية وليس مجرد صدفة إنما مُرتَكِز على تباينات وإنقسامات ليست عادية كالخلافات السياسية التي تعودنا أن نراها أو نسمع عنها في وسائل الإعلام الصهيونية، إنما هيَ كراهية متلبدَة ومُكَدَّسة داخل صدور جميع مُكوِّنات المجتمع الصهيوني اللَمَم من كل أصقاع الأرض والمتناقض بين شرقيين وغربيين وأفارقة وسكان أصليين وغيرهم،
المجتمع الصهيوني القوس قُزَح يتكَوَّن من عِدَّة أصول وقوميات حيث بلغَ عدد سكان الكيان الحاليين ما يقارب العشرة مليون نسمة مُسَجلون رسمياً كمواطنون في إسرائيل التي تم إنشاؤها على أرض فلسطين التاريخية عام 1948، والمقيمون الدائمون فيها لغاية عام 2019، يُقدرون بنحو 9,075,360 نسمة بحسب الإحصاء الأخير الذي سجل ما نسبتهُ 74.2% منهم كيهود و20.9% من المتحدرين من فلسطين التاريخية من أصول عربية، سُجلو كـ”مواطنين” “عرب” في حين سُجل 4.8% فالاشا. ويشكل اليهود القادمون من أوروبا والاتحاد السوفيتي السابق بمن فيهم اليهود الأشكناز، حوالي 50% من مجمل اليهود الصهاينة.
في حين يشكل باقي السكان من اليهود الذين غادروا أو هربوا من الدول العربية والإسلامية إلى أرض فلسطين التاريخية مع ذريتهم اليوم، بما في ذلك كل من اليهود المزراحيين واليهود (السفارديين) وبقية السكان اليهود،،،
*دينياً معظم من عرب 48 من المسلمين، يليهم المسيحيون من طوائف متنوعة إلى جانب أقلية من الموحدين الدروز.
إن كل هذا التقارب الديني بين مُكَوُنات المجتمع اليهودي، لَم يَحُل دون تكريس الإنقسامات والخلافات والكراهية بينهما الأمر الذي تسببَ في كثير من الأحيان بجرائم قتل وبناء كانتونات مقسَمَة حسب الإنتماء الأصلي لهؤلاء السكان على غرار ما حصل من إنقسامات طائفيه في لبنان،
*في المجتمع الصهيوني هناك أطراف يُعتَبَرَون مستضعفون وعبارة عن خدام وجنود وعبيد لدى”الأشكيناز” محرومون من أبسط الحقوق والعدالة والمساواة في التوظيف على كافة مستويات الدولة،
لذلك عجزَت حكومات الكيان المتلاحقة عن الحفاظ على جمع كل هذه التناقضات تحت قُبَّة الكِنيست بعنوان الدولة الديمقراطية، وعندما طَغَت المصالح الشخصية على مصلحة الكيان بآنَت الإنقسامات والتباينات بشكلٍ كبير وطَفَت على السطح حتى داخل المؤسسة العسكرية التي تُعتبَر عِماد الدولة اليهودية وضمانة بقاؤها،
إذاً نتانياهو يغامر في مستقبل بقاء إسرائيل على قيد الحياة،
فهل يلقَىَ مصير سَلَفِهِ إسحاق رابين (بإغتياله؟ أَم يَلقَىَ مصير إيهود أولمرت(في السجن) أم سيقود إسرائيل إلى حربٍ طاحنه ضد إيران او لبنان تكون بداية نهاية هذا الكيان؟
جملة أسئلة وليست تساؤلات الجواب عليها متعلق بمصير المظاهرات والإنقسامات والتسويات في الارض المحتله بين الصهاينة أنفسهم فهُم سيختارون كيفية نهايتهم،
نحنُ نراقب وننتظر..