استراتيجيات الصمود والتحدي
مع مرور عام على اندلاع أحداث 7 أكتوبر 2023، واستمرار العدوان الصهيوني على غزّة، وامتداده إلى لبنان ، وتهديد المنطقة بأسرها، يذكّر العراق بموقفه المبكّر، الذي حذّر فيه من مغبّة سعي الكيان الغاصب إلى توسعة الحرب والصراع، ونتائج تركه يتمادى في ارتكاب الجرائم، وسط عجز المجتمع الدوليّ عن القيام بدوره.
واليوم، في ظلّ التداعيات الخطيرة التي تشهدها المنطقة، وهي تقف على أعتاب منزلق خطير قد يجرّ المنطقة والعالم إلى حروب مستمرة، ويهزّ الاقتصاد العالمي، ويعرّض التنمية إلى انتكاسة كبرى، لاسيما أن منطقتنا تمثل الرئة التي يتنفس منها العالم بالطاقة .
تتطلب المرحلة الراهنة مضاعفة الجهود ، وأن يكون على رأس الاولويات إيقاف استهداف المدنيين، وإنقاذ المنطقة من شرور حرب لا تُبقي ولا تذر، ولن يكون فيها رابح سوى منطق القتل والتخريب والدمار، الذي يقوده الكيان الصهيوني .
لازال العراق يواصل جهوده ومساعيه مع الدول الصديقة والشقيقة، والعمل المشترك من أجل انهاء العدوان ، وعدم اتساع الصراع الذي يؤثر على أمن المنطقة والعالم ، ولن يكون العراق في مامن من شرر اتساع هذه الحرب .
ومع هذا فان كل الاحداث والمواجهات لاتوحي بنهاية هذه الحرب لاصرار النتن ياهو لمواصلة الحرب ورسم خارطة شرق اوسط جديدة وكل المبادرات باءت بالفشل وظل العالم عاجزا عن اصدار قرار ملزم للكيان الصهيوني بايقاف عدوانه على فلسطين ولبنان ، محاولا تدمير الضاحية في جنوب لبنان كما دمر غزة في فلسطين بل ستمتد مخططاته العدوانية لتصل لسوريا والعراق وايران ولارادع له .
السابع من أكتوبر لحظة فاصلة في التاريخ ، ودخول القضية الفلسطينية، ومعها المنطقة، في زمن سياسي جديد، وولادة إمكانيات جديدة لحركة التحرر الوطني بالمنطقة وتغير في موازين القوى و كسر عقلية الهزيمة و فرض وضعا جديد في معادلة الصراع ، لهذا لن يعود الزمن التاريخي ومعه السياسي كما كان قبل سبعة أكتوبر. فلنحاول استثمار كافة الإمكانيات المتاحة في هذا الزمن الحساس التي تمر به المنطقة.
الطوفان فرض معادلة جديدة وهي إما أن تصطف مع قوى الشر و الظلم أو تناصر و تقف مع قوى الحق و الخير ، فلا مكان للوقوف في المنطقة الرمادية في زمن معركة طوفان الأقصى فاما نكون او لانكون .