في وسط المعمعة والصخيب والدمار والدماء، تظل أخبار التنكيل بالصهاينة هي الأكثر تشويقا ومتابعة، ورغم صعوبة المعارك التي يخوضها المجاهدون في غزة ولبنان إلا أن أي خبر يأتينا من إعلام المقاومة نتلقفه بشوق وترقب؛ فليس هناك ما هو أشهى من ثأر المظلومين من ظالمهم الغشوم، ولعل هذا سبب الفرحة التي أعترت العالم يوم قام بعض الشباب العرب بتأديب الصهاينة المعتدين في شوارع امستردام، والتنديد الشعبي الدولي بما فعله الصهاينة خاصة بعد إرسالهم لجنود مدججين بالسلاح إلى بلد آخر بكل وقاحة، والذي كشف الغطرسة الصهيونية في تعاملها مع الآخرين وإن لم يكونوا عربا.
لا ننسى أيضا مدى الإذلال الذي يتعرض له كل من يؤيد الاجرام الصهيوني مع سبق الإصرار والترصد، هذا ما حدث لوزير الخارجية الفرنسي حين تم إعتقال شخصين دبلوماسيين من مرافقيه، وما حدث لوزير ألماني قبل أعوام يوم تعرض للبصق والشتم عندما حاول زيارة أحدى الكنائس في القدس، وما تعرض له سفير النظام البحريني من سخرية وشتم وهو يرتاد مطعم إسرائيلي نجس، وغيرها الكثير والكثير من الأحداث المخزية التي تدل على مدى إنحطاط اليهود الصهاينة أخلاقيا حتى مع من يداهنهم!
بسبب هذا الإنحطاط ربما نفهم لماذا يستميت الساسة الأوربيون لمنع اليهود من العودة إلى بلدانهم، وبسبب هذا الإجرام نستطيع أن نفهم فرحة الملايين من البشر حول العالم بعمليات المقاومة ومواقف الشموخ والعزة، ولكن – وأعرف أن “لكن” هذه ستجعل البعض يمتعض – أنا وغيري لا نفهم أحيانا لماذا يصر الإعلام المقاوم أن يفسد فرحتنا بعمليات المقاومة ضد هذا العدو السافل؟!
تصلنا الأخبار من إعلام المقاومة أنها أطلقت (صلية) صاروخية على الموقع الفلاني، وتنقله القنوات الصفراء كالجزيرة وغيرها تحت عنوان (رشقة) صاروخية، وأخيرا يصل إلى القنوات العميلة كالعربية والحدث تحت مسمى (مقذوف)!! أنا كمواطن بسيط لا أفقه الكثير في حرب المصطلحات، ولكن ما أفهمه أن هناك تقزيم لأي إنجاز تحققه المقاومة، وهذا الأمر يبدأ للأسف من غرف الأخبار التابعة للمقاومة نفسها، وهذا يؤسفني ويحزن الكثيرين حول العالم!
كنا في طفولتنا نلعب أحيانا بالصواريخ النارية، وعلى ما أتذكر أننا لم نكن نقول: أطلقنا رشقة!! بل كنا نسميه “صاروخا” رغم أننا لا دراية لنا بالفارق بين الكلمتين، ولكننا كنا نقدر ما نفعله ولو كان لهوا.. ثم فلتحترموا متابعيكم وقولوا لنا ايهما أكبر: “الصاروخ” المضاد للدبابات، أم صواريخ الكاتيوشا مثلا؟! لماذا نقول “صاروخ” مضاد للدبابات، ثم نستثقل أن نقول بأن”صاروخا” أنطلق من قطاع غزة أو لبنان على مستعمرة كذا؟!
بالطبع أنا لست في وارد التفلسف على عظماء هذه الأمة من مجاهدين، ولكني أتوجه بهذا الكلام إلى إعلام المقاومة الشريفة، ولتحسبوه طلبا أو رجاء، ما نود أن نسمعه هو أنطلاق دفعات من “الصواريخ”، وليس “صليات”.. ما يفرحنا هو أن تقولوا “صاروخ” وليس “رشقة”.. كما أتمنى أن يكون لدينا جهاز إحصاء فاعل لجمع خسائر العدو التقريبية من جميع المصادر الممكنة سواء في الميدان أو مواقع التواصل الإجتماعي؛ فالعدو يتكتم، وما يصلنا للأسف مصدره إستخبارات العدو وأبواقه! لا تستهينوا بالجانب الإعلامي حفظكم الله، والله من وراء القصد.