
تدريجياً ستُعلِن معظم المصانع في سورية إفلاسها وتُغلِق أبوابها.
البطالة ستتعاظم، والديون ستتراكم، وسيتم بيع أصول الدولة السورية. الثروة ستتركّز بيد قلة من المُحتكرين، والشعب والدولة سيصبحان مرهونان لتركيا وأميركا وللبنك الدولي وصندوق النقد.
حالياً، سورية هي أضعف بلد على وجه الأرض، فهي لم تعد تملك أي مقومات الدولة ولا الصمود بوجه أي عاصفة أمنية أو إقتصادية.
جغرافيتها ستتقلّص والسلطة الجديدة لن تستطيع بسط سلطتها على كامل الأراضي السورية، فهي لا تملك الخبرة ولا الأدوات، كما أنها مرتهنة للتجاذبات السياسية الخارجية والأطماع المُستَذئبة عليها.
أغلبية الشعب سيقبل بكل شيء لأنه تعب من الحروب كما بتنا نسمع، تعب من الدفاع عن كرامته وشرفه، تعب من الدفاع عن سيادة سورية، تعب من الوقوف بوجه المخاطر وأطماع الأعداء، يريد أن يسلم سورية لأميركا وتركيا وإسرائيل ولقاطعي الرؤوس، لقد تعب كثيراً ويريد العيش كما يعيش الجحش مركوب بأمان وهدوء.
بعدها سيعمل هذا الشعب على بناء طاغية، فهذه هواية العرب وأكثر ما اشتهروا به عبر التاريخ، من طغاة بني أمية الى طغاة بني العبّاس الى طغاة بني عثمان الى الطاغية أردوغان وابنه الطاغية الجونيور “الجولاني”، وفعلاً بدأ معظم السوريون بتمجيد الجولاني وتنظيفه وتطهيره وتعظيمه ولعق قفاه.
وبينما الشعب مُلتهي بلّعق قفا الطاغية الجديد وصرماية الأجنبي، إسرائيل وتركيا ستكونان مشغولتان ببلع الأراضي السورية ومواردها، والسوري لن يهمه الأمر فهو تعب ويريد أن يعيش بسلام!
ومن جهة أخرى، سيتحوّل الأسد الى أكبر عَلاَّقة يُعَلِّق عليها النظام الجديد والشعب الخانع الخاضع كل مشاكل سورية وستُلقى عليه كل عيوب الدنيا والبشر، وسيتم تبرأة أميركا وتركيا وإسرائيل وقطر والسعودية والإمارات والأردن بكل ما فعلوه بسورية من حصار إقتصادي خانق وجرائم وإرهاب ونهب ورشاوي وشراء ذمم واغتيالات وتآمر ودعم مادي وعسكري وإعلامي للجماعات الإرهابية، ونشر الفتن والتحريض،، والتي كانت كل هذه العوامل المسبب الأول والرئيسي والأكبر في ضعف سورية وانتشار الفساد والفقر فيها.
وسيصل بهم الجحود لاعتبار إيران خائنة وعدوة وروسيا متآمرة تماشياً مع السرديات الموسادية وخضوعاً للمشروع الصهيوني.
أغلبية الشعب سيُصفِّق لأي شيء تافه يحصل عليه من هذه الدولة أو تلك، وسيرقص فرحاً كلما ضحِكَت عليه تلك الدولة أو تلك بمساعدة مادية أو عينية، وسينتشي كلما صدر قانون جديد يعتقدون أنه لمصلحتهم وهو ليس كذلك.
ما أسمعه وما أقرأه من أغلب السوريين وما أراه على الساحة السورية غير مُطَمئن، ولكن لدي أمل بأن يخرج من جوارح سورية قومٌ يحبون سورية ومخلصون لها يُقاومون ويحررون سورية تحريراً حقيقياً وليس كما نرى اليوم إحتلالاً مُقنّعاً بقناع الحرية والتحرير، فسورية لا تستحق كل هذا الذل.
H.C
منقول / هاني شاهيني