
القائد الزاهد !!!
وفي ذكرى وفاته (رض) لايسعنا الا ان نستذكر ذلك الانسان الذي عكس كل المعادلات الحسابية الجامدة التي كنا نسمعها عن سعي القادة والملوك وحتى اصحاب المناصب من كنز الثروات والاموال والالقاب وتوزيع المقاطعات على من يحبون من المقربين منهم بعد ان يتخموا منها !!
المعادلة كانت ..
حاكم + حكم = امطري حيث شئت فخراجك عائد الي !!
ولكن … شتان مابين الثرى ومابين الثريا !!
فالامام رض … وكما عرفه الجميع قد زهد في دنيا فانية أقبلت عليه بكل ملذاتها لاجل جنة باقية لم يرها أو يسمع عنها الا في الأيات والروايات فآمن (بسواد على بياض) وكانن كان متيقناً بها !!
فالامام رض ( قائد الثورة والولي الفقيه والمرجع الحاكم الامر الناهي فيها ) عاش ومات بلا أفواج حمايات ولا قصورا فارهات ولا مكاتب ولا تشريفات !!
يكفيه قول الله ( من كان مع الله كان الله معه )!!
في بيت مؤجر في شمال طهران بمساحة لايمكن لنا ان نتصور ان تتمكن عائلة كعائلة السيد من العيش فيه فكان متأسيا بجده أمير المؤمنين عليه السلام في كل همساته وحركاته وحتى سكناته والذي روي عنه ( خلافتكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز )!!
تحكي زوجة الامام رض أنه وفي أحد الايام دخل السيد الى مطبخ البيت فوجد بطيخة فأخذ منها قطعة صغيرة فلما اراد أن يأكلها توقف ثم أخذ قليلا من الملح ورشه عليها ثم أكلها !!
فلما سألته عن السبب قال ( أعاقب نفسي على الشهوة )
وهنا لا اتعجب ان يهيء الله على يدي هذا الرجل تحقيق حلم الانبياء بإقامة دولة العدل الممهدة لدولة الامام عج وهو يمنع نفسه حتى عما احل الله له !!
في حكاية اخرى يحكيها احد أولاده انه حينما علم الوالد لاننا قد اشترينا ثلاجة للعائلة قام بأخراجها بنفسه وقال ( لن يكون في بيتي ثلاجة حتى يكون لكل فقير ثلاجة مثلها ) كمايروى انه لم يجلس تحت جهاز تكييف قط !!
ولاتتعجب ان تسمع بعدم إستلامه لاي مرتب في سنوات قيادته للجمهورية فلم يميزه عن غيره سوى المسمى الذي فرضه عليه التكليف الشرعي وهو قائد الثورة !!
ومهما قلنا وروينا عنه فلن نوفي الرجل حقه !!
رجل من الطينة العلوية !
نعم فهذا هو الامام رض الذي أبى قبل التحاقه بالرفيق الاعلى وبنفس مطمئتة الا أن يعطيي الامة درسا في الزهد لم ياتي به غيره من الاولين أو الاخرين فكتب في وصيته رسالة للمتزاحمين والمتسلقين والمستقتلين على المناصب والسلطة بحجة اداء التكليف وخدمة الاسلام والامة وليغلق الباب أمام ملذات الدنيا حتى على من سيخلفه من أهل بيته ( مع انهم لم يكونوا الا كما أراد هو لهم ) ولكن الامر كان من باب ( إياك أعني وأسمعي يا جارة )!!
فكتب خاتما وصيته الشريفة (رض) بان لايكون لأي من أبنائه أي عمل حكومي أو سياسي أو ديني مستفيدين فيه لقرابتهم من الامام الخميني (القائد) رض ولاحتى لكونهم ابناء (المرجع)!!
رجل بنى أمة !!
وبنى مدرسة للامة لتنهض بدورها في بناء الاسلام من جديد وليس لبناء دكتاتورية أو ملكية جديدة ..
نعم فذلك هو الزهد والتقوى
والاطمئنان والايمان بان ماعند الله خير وابقى من كل أسم أو عنوان وأن مرضاة الله هي الاهم وهي التي توصل الانسان لعلو الدرجات والمقامات ولهذا يجد الجميع اسم الامام رض تهتز له كل العروش الخاوية وتحن اليه كل القلوب الوالهة .
كان مع الله غكان الله معه !!
فسلام عليك سيدي يوم ولدت ويوم متّ ويوم تبعث حيا
واعتذر لكم سيدي فكلامي على قدري وعلمي وليس على قدركم ومكانتكم عند الله