العرب إنهزموا أخلاقياً أمام شعوب العالم وإيران فازت بالمراتب العُليا رغم عداء الكون لها،
كَتَبَ إسماعيل النجار
إنها فلسطين،،، قضية كُلَ مؤمنٍ حُر يعيشُ على وجه الكرة الأرضية، كانَ أحرَى على العرب الإستفادة من جرحها العميق ومظلوميتها التي لا شبيه لها إلَّا كربلاء والنهوض لنُصرتها حتى ينالوا إحترام العالم الذي يحتقرهم اليوم ويبصق على وجوههم حين تُذكَر فلسطين عموماً وغزَّة خصوصاً،
إن دمار مدينة بالكامل تعتبر من أكبر المُدُن العربية بحجم أي عاصمة في العالم، ويُقتَلُ فيها أكثرَ من أربعين ألف مواطن مدني جُلُّهم من الأطفال والنساء، ويتم جرح ما يزيد عن مئَة ألف آخرين أكثر من نصفهم مُعاقين ولم يَرِف جفن للسيسي وعبدالله الثاني وبن سلمان وبن زايد وغيرهم من قَرَدَة العالم العربي فهذا عآآآر لن يُمحَىَ، وهذا العار سيلحق بشعوبهم النائمة الخانعه المُخَدَّرة!
برأيي ككاتب مَرَد هذا الخنوع سببه العقيدة الضعيفه التي يحملونها والتي لديها مفهوم خاطئ للجهاد، فمثلاً جَيَّشَ دُعاة إبن سلمان مثل العرعور والعريفي والسديسي والعوضي ومفتي المملكة جَيَّشوا العالم الإسلامي بكامله ضد العراق وسوريا واليمن ولبنان وجاءوا بِمَن أسموهم مجاهدين من كافة أصقاع الدنيا ونواحي الأرض ليقاتلوا الأنظمة المخالفه لرأي الولايات المتحدة الأميركية ومعادية لإسرائيل وركزوا على تدمير إقتصاد هذه البلدان وحين ذُبِحَت غزة بلع هؤلاء الدُعاة ألسنتهم وغابوا عن الساعه ليأتي بعد فترة غيرهم ليُفتي بحُرمَة الدعَة للجهاد ضد إسرائيل!؟
فقط أفتوا وقرروا ذبح الشيعه تحديداً؟
أتعلمون لماذا؟
لأن أميركا وإسرائيل يعرفان جيداً ويؤمنان كل الإيمان بأن الشيعه فقط هم مَن يشكلون خطراً كبيراً على وجود الكيان الصهيوني ومصالح الغرب وهذا الأمر لم يأتي من فراغ، بَل من بعد دراسات أميركية صهيونية غربية مُعَمٍَقة للفكر العقائدي الشيعي الجعفري الإثني عشري،
من هنا بدأ التفكير بتدمير المذهب وتفتيت الشيعه والقضاء عليهم،
لكن الأمر يبدو على غير ما تشتهيه أميركا وإسرائيل لأن نهضَة الشيعه كانت مفاجئة غير محسوب حسابها وثورة الإمام الخميني قدس الله سِرُّه غَيَّرَت سياسات العالم وخلطت أوراق العرب والصهاينة،
العرب خافوا نهضة الشيعه في أوطانهم والصهاينة خافوا تكتلهم وتوحدهم في بَوطقَة واحدة وخصوصاً أنهم متواجدين على حدود فلسطين،
لذلك قررت إسرائيل قتالهم فلم تُفلِح أبداً، الشيعه خاضوا معها ثلاثة حروب قوية إنهزمت فيهم إسرائيل ناهيك عن حرب إستنزاف لها إستمرت عشرين عام،
صَدَّرَت إيران ثورتها ووَحَدَت قِواها الشيعيه في الخارج واستندت إلى بعض شرفاء الأمة الإسلامية وعلمائها الأفاضل من أهل السُنَّة والجماعه مِمَن رفضوا الذُل والخضوع وتعاونت معهم وشكلت أُطُراً دينية سياسية جمعتهم سوياً وكانت الوُجهَة التي لا تتبدل هي فلسطين وأقسموا أن لا يشيحوا بوجوههم عنها، وفعلاً أنهم كانوا قوماً صادقين،
يوم 8 أَكتوبر غرقَت غزة في بحر من الدماء فانتفض الشيعه قولاً وفعلاِ لمساندتها من لبنان والعراق واليمن وإيران، أبناء علي وفاطمة أبوا الذُل والهوآن وأبو على أنفسهم أن يكونوا شهود زورٍ مشلولين فخاضوها حرباً برية من جنوب لبنان وبالستية من اليمن والعراق ولوجستية وجوية وبالستية من إيران، بينما وقف العالم العربي بين متفرج وداعم لإسرائيل ففازت إيران وشيعتها بقلوب المسلمين والمؤمنين وكل أحرار العالم، وداسَ شرفاء أهل السُنَّة والجماعه على شرف كل المتخاذلين المتصهينين المطَبِّعين،
ختاماً،،، صحيح أن فلسطين تنزف لكن هذه ليست دماء إنه عرقُ العافيه الذي ستنهض بعده هذه الأرض المباركة وشعبها الجبار نهضة الأحرار الأبرار وتتحرر فلسطين من البحر إلى النهر ويرحل عنها أنجاس قرن الشيطان ويرحل معهم أنجاس العربان وسَتُترَك الأرض لأهلها الشرفاء بإذن الله وأن غداً لناظره قريب،
إسرائيل سقطت،،
العُربان الخَوَنَة سقطوا،،
بيروت في،،
18/7/2024