حتى في موتكم قاهرون… إلى شهداء الإنتظار والتمهيد، السيد رئيسي ورفاقه.
بقلم: علي السراي
إيران وفقد القادة، ثنائية لازمت الثورة الإسلامية المباركة مذ فجرها وقادها الإمام الراحل روح الله الموسوي الخميني (قدس الله نفسه الزكية) وإلى حد اللحظة، فكانت بواكير عمليات الإغتيال التي قام بها عملاء ومرتزقة الاستكبار العالمي من إرهابيي منافقي خلق هو استهداف مقر الحزب الجمهوري الايراني بتأريخ ٢٨/٦/١٩٨١، والذي أدى إلى إستشهاد رئيس مجلس القضاء الأعلى، آية الله الدكتور الشهيد محمد حسيني بهشتي، وهو من كبار منظري الثورة الإسلامية، إضافة إلى الشيخ محمد منتظري وسبعين عضواً من برلمانيين ووزراء ومسؤولين رفيعي المستوى.
بعدها جائت عملية إغتيال رئيس الجمهورية الشهيد محمد علي رجائي ورفيق دربه رئيس الوزراء الشهيد محمد جواد باهنر، إضافةً الى رئيس شرطة الجمهورية الإسلامية وقتذاك، الشهيد العقيد وحيد دستجردي، ولنا أن نسأل هنا، كيف لثورة فتيةٍ تكالبت عليها كل قوى الشيطان في الداخل والخارج وقتلت كلُّ أفراد حكومتها ولم تسقط؟
بل وصمدت واستمرت وبقوة وكأن الله قد آلى على نفسه أن الثورة الممهدة للظهور المبارك جائت لتبقى رغم أنف المعتدين.
واستمر مسلسل اغتيالات القادة، فمن وحيد عصره الشهيد العظيم الشيخ مرتضى المطهري مروراً بمصطفى شمران إلى صياد شيرازي إلى جنرال الرعب والنصر سليماني وحتى رئيسي، وغيرهم العشرات من أفذاذ العلماء النوويين والمفكرين؛ بل وحتى السيد القائد الخامنئي (دام ظله) لم يسلم من محاولة اغتيال وقد نجى منها بإعجوبةٍ، ومازالت هذه الثورة الإلهية الممهدة باقيةً وتتمدد، كلما أوقد الإستكبار العالمي ناراً عليها أطفأها الله، فالثورة الإسلامية كالمسمار، كلما طرقتها الاهوال والنوائب، وعركتها الخطوب والمحن، كلما إزدادت قوةً وصلابةً ورسوخاً وثبات.
وهذا ما أرعب ولما يزل قض معسكر الكفر والنفاق وقضيضهم، الذين لم يألوا أي جهدٍ أو حربٍ خشنةٍ أو ناعمةٍ إلا وجربوا حظهم العاثر ولم يحرزوا أي نصرٍ يُذكر.
حتى في حرب الثمان سنوات التي شنها المجرم صدام (لعنه الله) نيابة عن أسياده الغرب، بل ورغم كل مؤامرات الداخل التي يقودها بقايا جذور النفاق والحاقدين والتشرينيين، ومن باعوا أنفسهم للشيطان، لم يُفلحوا بإحراز أيِّ نصرٍ يُذكر.
وقد شاهد العالم كيف فشلت كل تلك المؤامرات القذرة، وتساقطت تباعاً بأعظم الملاحم والبيعات المليونية الشعبية، التي جابت شوارع إيران معلنةً تأييدها للنظام وقيادته، وهذا ما رأيناه في تشييع شهيد الإسلام العظيم الحاج قاسم (رضوان الله تعالى عليه وعلى رفيق دربه أبينا الشايب)، وكذلك قبل يومين في تشييع الرئيس الشهيد رئيسي ورفاقه، ذلك الحادث الذي مازال العالم يعيش لحظات حزنه التي ضربت بإطنابها كل الارض، حتى تحولت السفارات والقنصليات والملحقيات الايرانية في الخارج إلى سرادق عزاء لإستقبال حشود المعزين بشهادة ثلة مؤمنة من قادة التمهيد، الأمر الذي أزعج أمريكا وكل الاستكبار العالمي، وقد تيقنوا أن كل مخطط وكل مؤامرة ضد هذا البلد تنقلب إلى رصيد للنظام فتزيد من التفاف الشعب عليه والتمسك به واستعداده للدفاع عنه، وهذا يعني ان هولاء العظام حتى في شهادتهم قاهرين لإعدائهم وأعداء الدولة الممهدة للظهور المبارك.
وهذا دليلٌ لكل من يبحث عن دليلٍ، أن الله ينصر من نصره، فقادة التمهيد الشهداء قد نصروا الله في حياتهم، فنصرَهم حتى بعد استشهادهم.
وسلامٌ على الأمة الإيرانية الشريفة كما وصفها إمامنا المفدى السيستاني العظيم…
معاً ويداً بيدٍ حتى تسليم الراية إلى صاحبها، ولي الله الأعظم أرواحنا فداه…
يرونك سيدي بعيداً…
ونراك قريبا.