شؤون اقليمية

لمن لا يعرف حقيقة امريكا ، وعمليات النصب التي غيرت مجرى التاريخ !!

غيث العبيدي !! ممثل مركز تبين للتخطيط والدراسات الستراتيجية في البصرة

بعد الحربين الكونيتين الأولى والثانية والتى تعد بحق مقبرة الامبراطوريات !! البريطانية ، الفرنسية الألمانية ، وبضمنها العثمانية ، اكتملت الدائرة العسكرية لأمريكا وسمى الغرب وامريكا كأول ظهور لها في قيادة العالم عدوهم الأول ، العالم الثالث في إشارة إلى الدول الاسلامية ومثيلاتها من الدول النامية ، وحتى يكون الرجل الأبيض هو الداعي والراعي والأمر والناهي وضعت امريكا أفخاخها وكمائنها وحبائلها ، فقدمت ل ( 44 ) دولة نامية احدث اصداراتها على أطباق من ذهب ، صندوق النقد الدولى والبنك الدولي ، الواقعين تحت اشرافها جملة وتفصيلا ، تحت مايسمى اتفاقية بريتون وودز ، أو مؤتمر النقد الدولي الذي عقد في امريكا عام 1944•

▪️معاهدة بريتون وودز !!

سعت امريكا بالخطب الرنانة والكلمات المنمقة ، ووسائل الاقناع الشيطانية ، وبأدواتها الابتزازية ، حول السيولة النقدية ، واستقرار صرف الاسعار في التعاملات التجارية ، والقروض الميسرة وطويلة الأجل ، وجملة من الإغراءات العرمرمية ، وباستخدام النفوذ المالي والسياسي ، أذعنت الدول ذات الانتماء النامي والاسلامي والمتخلف وقدمت جملة من التنازلات ، ففتحت ابواب خزائنها من الذهب والفضة !! وسلمته إلى أمريكا لتربط به عملتها الدولارية بغطاء من الذهب ، فجعتله المرجعية الاولى في جميع التعاملات التجارية والنقدية الخارجية ، بعد ان لفت حبل المشنقة حول رقبة الجنيه الاسترليني ليموت غير مأسوفا عليه ، من جهة ، ومن أخرى ، اعلان التزامها كطرف وحيد في التحكم بمعاملات بيع وشراء الذهب من والى الدول الأعضاء في هذه الاتفاقية ، لتبدأ أهم مراحل سطوتها على الاقتصاد العالمي طولا بعرض •

▪️صدمة نيكسون !!

وفي عهد الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون ، استفاق العالم صبيحة عام 1971 على صدمة أصدار وثيقة الطلاق وفك الارتباط بين الدولار والذهب ، وهذا يعني لايمكن للدول الأعضاء في المعاهدة اعلاه استبدال قيمة الدولار ذهب ، وأصبح من حق البنك الفدرالي الأمريكي طباعة اي قدر ممكن من الدولار الأمريكي ، دون الرجوع لاحتياطات الذهب أن كانت كافية ام لا !! وبهذا أصبح الدولار عبارة عن ورقه ومطبعة ولون وحبر ، فهي من تطبع وهي من تحدد القيمة ، وتأتي قيمته التى لا وجود لها من الأساس من خوف الدول ، منها واذعانها لها ، وتساقطها حولها ولهذه اللحظة •

▪️البترودولار !!

وفي عام 1974 حل هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي ، ضيفا على الملك فهد بن عبدالعزيز ملك السعودية ، ليقدم لهم جملة عروض بأعتبار ان السعودية هي الدولة الأكثر إنتاجا للبترول ،. من اهما ربط سعر البترول بالدولار وإقناع دول منظمة أوبك المنتجة للنفط بذلك ، مقابل توفير الحماية المطلقة لنظام ال سعود مادامت الدنيا دنيا ، حماية وسطوة وأموال وحكم وتيجان وملوكية ، العرص مغري جدا لأمثال ال سعود ، فتم الأمر ووافق الجميع ومضى الاتفاق ، وبدأت رحلة هيمنة جديدة للدولار الامريكي من الذهب للبترول ، ليصبح مصطلح البترولادور هو الشائع ليومنا هذا •

▪️فتيان شيكاغوا وعقيدة الاستثمار بالصدمة !!

مجموعة من الاقتصاديين البارزين كانوا يعملون تحت إشراف الداهية الاقتصادية ميلتون فريدمان ، اضطلعوا بأدوار مهمة وفي جميع دول العالم ، مثل الاعداد للحروب و الانقلابات والأزمات بشتى أنواعها ، واستغلال الكوراث الطبيعية أو تلك التي يفتعلونها هم ، لخصخصة اقتصاديات الدول والحد من تدخل الدولة فيها ، لتدخل الدولة المستهدفة في مرحلة الرأسمالية الحرة شاءت أم أبت !! وكلها بدواعي الإصلاحات الهيكلية للاقتصاديات المنهارة ، وسياسات رفع الدعم عن السلع الأساسية مثلما يحصل اليوم في أغلب دولنا العربية •

▪️الحرب على الارهاب !!

تلك الكذبة التى روج لها الامريكان كثيرا في المؤسسات الأممية ، أصبحت فيما بعد الحجة لأن تتحول امريكا من إمبراطورية اقتصادية لأمبراطورية متكاملة ، اقتصادية وأمبراطورية قواعد عسكرية ، وعلى ضوئها أحكمت قبضتها على العالم العلوي والسفلي على حدا سواء ، فكانت الانطلاقة من العراق ، ليكون ذلك النموذج الغريب والمعبر عن حقيقة امريكا وطبيعة سياساتها التي طبقت عليه كل برامجها وسيناريوهاتها وخططها وتقسيماتها ، البعيدة والقريبة التنفيذ ، لأحداث تغيرات اجتماعية ، والشروع بمصطلح الذهاب الى الشرق الأوسط الجديد ، فكان ولازال العراق هو نقطة الانطلاق •

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى