لا يزال بعض الطائفيين والمغفلين يشيع بأن خطابي طائفي، بسبب ما أطرحه من موضوعات في الشأن الشيعي.
أوضح مرة أخرى:
لا يمكن أن يتسرب الى نفس الشيعي العلوي وعقله، التفكير الطائفي السلبي أو المعايير الطائفية السلبية في النظرة الى الذات والآخر؛ فلا تعاليم أهل البيت تسمح بذلك، ولا تجاربنا الشخصية تسمح، فنحن اكتوينا بجحيم الطائفية قبل أن نولد، ولا نفكر بتكرار تجارب الأخرين الطائفيين، بأي نحو كان.
وما أكتبه وأقوله في الشأن الشيعي، هو خطاب نهضوي حضاري، ومشروع بنيوي، لا يستهدف الآخر المذهبي ومصالحه الحقيقية إطلاقاً، إنما يحصر مهمته في البناء الشيعي الداخلي، بكل عناصره ومقوماته، وما يعيق استقراره ونموه وقوته، داخلياً وخارجياً، بالصيغة التي لا تنتهك حقوق الآخرين وحرياتهم الدينية والمذهبية والسياسية والاجتماعية والمعيشية. وتتلخص أهداف خطابي الشيعي النهضوي بما يلي:
١- بلورة الهوية الشيعية الاجتماعية الدينية، وتكريس الانتماء اليها، على المستوى الاجتماعي والسياسي، وتكريس مفهوم النظام الاجتماعي الديني العالمي الذي أسسه أئمة آل البيت، ومن بعدهم نوابهم الفقهاء والمحدثين، وبما يعزز قوة قيادة النظام، المتمثلة بالمرجعية الدينية.
٢- انتزاع حقوق شيعة آل البيت، على كل المستويات، بما في ذلك حقوق التمذهب وحرية القول والفعل والمشاركة المتكافئة في المجالات الدينية والسياسية والاجتماعية والوظيفية، وكشف المظالم التي يتعرضون اليها في هذه المجالات، مع الحفر في جذورها التاريخية والايديولوجية، من أجل تعريتها وتفكيكها، وضمان رفعها أو عدم تكرارها. بما يضمن التساوي والتكافؤ الكاملين في الحقوق والواجبات مع السنة، والحياة الحرة الكريمة للشيعة، دون أدنى تمييز وتهميش وهمز ولمز.
٣- تقوية الواقع الشيعي المحلي والعالمي، ووحدته وتماسكه، لكي يأخذ الشيعة دورهم الحقيقي في السياسات المحلية وأنظمة الحكم والسياسة الدولية، بوصفهم كتلة بشرية هائلة تقارب ال (٤٠٠) مليون نسمة.
٤- اعتراض المحاولات الداخلية التي تتسبب في إضعاف الواقع الشيعي وتقسيمه، عقديا واجتماعيا وسياسيا وثقافياً، وينتج عنها خلافات وفتنة مجتمعية، سواء كانت مرتبطة بأجندات خارجية، أو منطلقها الغفلة والمناكفات والطموحات الشخصية والفئوية غير المشروعة، وتحصين المجتمعات الشيعية حيال هذه الانقسامات والاختلافات والفتن.
وفي مسار تحقيق هذه الأهداف، لا أقصد التعرض الى أية طائفة مسلمة كريمة أخرى، ولا لأي أتباع ديانة، إطلاقا، ولا ادعو الى ذرة مكاسب اجتماعية وسياسية واقتصادية للشيعة على حساب الطوائف وأتباع الديانات الأخر، ولا أقبل لقومي ومجتمعي وللجماعات الشيعية أن تتعرض لوجود وحقوق وحريات أبناء الطوائف والأديان الأخرى، بل اعلنت في كثير من خطبي ومحاضراتي بأني سأدافع عن حق السني إذا اضطهده شيعي، وعن حق المسيحي إذا استلبه مسلم، بل وحق الملحد إذا اعتدى عليه مؤمن.
هذا هو منهجي الذي أوضحه للآخرين دائما، ويتفهمه عقلاء السنة وكهنة المسيحيين وحكماء الملحدين. أما من لا يفهمه؛ فهذه مشكلته. والله من وراء القصد.
علي المؤمن