ثقافية

شهر رمضان تصحيح مفاهيم أم إشباع معدة ؟

غيث العبيدي.

شهر رمضان تعبير عالي المضامين للإرادة، ومضمار لعبادة الله جل في علاه، بما ظهر من الطاعات وما بطن، فنجد أنفسنا بين كمائن أيامه أما طائعين لله أو عاصين له سبحانه •
ويمكن أن نقول ان العبادة في شهر رمضان هي مساحة من الحرية لبيان علاقتنا بالله تعالي، وكسر لقيود التفاهة و التمرد و الخذلان التي وضعنا أنفسنا وقيدونا الآخرون بها، مقترنة بشرط واحد، وهو أن تسبق فضائل عقولنا رذائل شهواتنا بخطوة •
لكن وعلى مايبدوا أن شهر رمضان تحول مؤخرا من موسم طاعات و عبادات، لسباق ثعالب بين تجار المواد الغذائية، و المطاعم والاكلات وصناعة الحلويات، وبين الشركات الفنية المنتجة للمسلسلات وبرامج اللهو والمتعة، لتصبح ساحته الرئيسية المطابخ والقنوات التلفزيونية، ( نوم وطبخ نهارا وسهر ولعب ليلا ) 
وباتت كل الاسئلة الرمضانية توجه لربات البيوت، الحريصات على المواظبة في المطبخ، والمتابعات الجيدات للمسلسلات الرمضانية، حول اشهى الاطباق واجمل المسلسلات •

فيما أصبح الرجال بازيائهم الملائكية ( الفانيلة البيضاء والسروال الابيض ) فئران مطابخ، يظهرون بين الفينة والأخرى للقيام بفرات سريعة بالمطبخ، يتفقدون فيها قدور الطبخ، ويضعون اللمسات الأخيرة على الاكلات والشوربات والحلويات والعصائر، ويعودون بعدها كرا لمواضع نومهم معانقين وساداتهم منتظرين لصوت الاذان•

يفترض أن يكون شهر رمضان موسم لجهاد النفس وصون اللسان، ترفرف فيه الروح لنسائم الطاعة والعبادة، لا موسم للاكل والسهر والمسخرة•

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى